قمة المناخ.. فرصة أخيرة لإنقاذ الكوكب من «خطر كارثي»
“كوب 26” هو الاسم الذي حملته قمة المناخ المنعقدة بالعاصمة الاسكتلندية جلاجسو هذا العام والمقامة خلال الفترة من 31 أكتوبر حتى 12 نوفمبر الجاري.
وينظر الخبراء للقمة على أنها "الفرصة الأخيرة" قبل تطور كارثي قد يشهده كوكب الأرض بسبب الانبعاثات الغازية الخطيرة والتي تُهدد بانتهاء الكرة الأرضية بحلول نصف القرن الحالي، لذا فإن القمة تبحث خطوات الإنقاذ على مدار العقد الحالي "2021- 2031" .
وتسببت جائحة "كوفيد-19" في تأجيل القمة العام الماضي، إلا أنه ومع استمرار موجات الوباء كان من المستحيل أن تلغى هذا العام أيضًا بسبب ما خلّفه عام 2021، خاصة مع ارتفاع أعداد القتلى جراء الفيضانات وموجات الحر والأعاصير وحرائق الغابات خلال الفترات الماضية، الأمر الذي وصفه العلماء بأنه أكثر تواترًا وشدة بسبب تغيرات المناخ، الأمر الذي رأى معه رؤساء الدول أن اجتماعهم صار حتميًا لبحث سُبل الحل وتوفير التمويل اللازم للدول النامية في إفريقيا وآسيا، والتي تدفع فاتورة زيادة استهلاك البترول والغاز الطبيعي كمولدات للطاقة.
منع زيادة حرارة الكوكب
الهدف الرئيسي الذي تسعى له الدول حاليًا من خلال قمة المناخ هو منع حرارة الكوكب من تجاوز زيادة قدرها 1.5 درجة مئوية مقارنة بالقرن التاسع عشر أو عصر ما قبل الصناعة، وهذا يتطلب تخفيضات جذرية وعاجلة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والغازات الدفيئة الرئيسية الناتجة عن الاستهلاك الأكبر للبترول من الفترة 2015 وحتى الآن.
النتائج المرجوة من القمة
وقالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC إنه إذا كان الهدف هو منع زيادة حرارة الكوكب بـ1.5 درجة مئوية، فيجب تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 45% بحلول عام 2030.
وبحلول 2050، يجب أن تصل الانبعاثات إلى صافي الصفر (أي يجب تعويض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال آليات امتصاص، مثل غرس الأشجار أو التقنيات التي تحبس الانبعاثات وتخزينها تحت الأرض).
ووفقًا للأمم المتحدة، فإن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في طريقها إلى الزيادة بنهاية هذا العقد بنسبة 16% مقارنة بعام 2010.
خطر الانبعاثات يداهم 11 دولة
ووفقا لتقرير صادر عن المخابرات الأمريكية، فإن 11 دولة معرضة للخطر بشكل خاص، وهي أفغانستان وبورما والهند وباكستان وكوريا الشمالية وجواتيمالا وهايتي وهندوراس ونيكاراجوا وكولومبيا والعراق.
وقالت الاستخبارات إن هذه الدول ضعيفة إلى أقصى حد "أمام التأثيرات المادية لتغير المناخ"، وأشارت إلى أن هذه الدول لا تمتلك القدرة على التكيف مع الأوضاع، الأمر الذي يهدد الكون كله ويدفع فاتورته كل الكائنات الحية على وجه الأرض بما فيهم الإنسان.
كيف تنقذ «قمة المناخ» الكون؟
وبموجب اتفاقية باريس لعام 2015، يجب على البلدان الإعلان عن أهداف جديدة وأكثر طموحًا لخفض الانبعاثات كل خمس سنوات، وفي القمة الحالية فإنها المرة الأولى التي سيحدث فيها هذا.
وتعرف هذه الأهداف في لغة المناخ باسم "المساهمات المحددة وطنياً" وقد أعلنت العديد من الدول في السنوات الأخيرة عن خطط للوصول إلى "صافي صفر" للانبعاثات بحلول عام 2050 (الولايات المتحدة، المملكة المتحدة)، أو 2060 (الصين).
وتوجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأحد، إلى بريطانيا للمشاركة في الدورة الـ26 من قمة المناخ، تلبيةً لدعوة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للقمة، وذلك في ضوء الدور المهم الذي تقوم به مصر على المستويين الإقليمي والدولي في مواجهة مخاطر التغير المناخي.
وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسي سيركز خلال أعمال القمة على الموضوعات التي تهم الدول النامية بشكل عام والإفريقية على وجه الخصوص، خاصة ما يتعلق بتعزيز الجهود لدفع عمل المناخ الدولي، فضلاً عن التأكيد على ضرورة التزام الدول الصناعية بتعهداتها في إطار اتفاقية باريس لتغير المناخ، وكذلك التأكيد على تطلّع مصر لاستضافة الدورة القادمة لقمة تغير المناخ خلال العام القادم 2022.