ما بين الشك والإيمان.. محطات فى حياة مصطفى محمود
لسنوات طويلة ظل المصريون يتجمعون حول برنامج "العلم والإيمان" لمقدمه الدكتور مصطفى محمود الذي تحل ذكرى وفاته الثانية عشر اليوم الأحد 31 أكتوبر.
ابرز المعلومات عن الدكتور مصطفى محمود
ولد مصطفى محمود عام 1921، وينتهي نسبه إلى على زين العابدين من أشراف البيت النبوي، كان يهوى طوال حياته العلم، فصمم وهو صغير معملًا كان يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية لتشريح الحشرات بعد قتلها.
كان مصطفى محمود طفلًا انطوائيًا بسبب صحته المتدهورة كما كان يصفها هو بذاته حيث قال "أتذكر في طفولتي أنني كنت أمرض بسهولة، والبرد يقعد معايا شهرين، أقوم من مرض أدخل في مرض، وجسمي ضعيف ومقدرتش أنافس زملائي في لعب الكرة والضرب والحاجات دي، كنت طفل انطوائى شوية".
خلال فترة شبابه عمل مع راقصة كعازف على الناي، وكانت والدته شديدة الغضب من ذلك وعنفته بشدة.
عند التحاق الدكتور مصطفى محمود بكلية الطب عرف بلقب "المشرحجي" حيث كان أول من يدخلها صباحًا من الطلاب وآخر من يخرج منها، وبسبب المشرحة تأخر في التخرج، فرغم تفوقه الشديد إلا أن استنشاق المواد الكيماوية في المشرحة تسبب له في التهاب حاد في الجهاز التنفسي تسبب في تأخره ثلاث سنوات، لم يكن يخرج فيها من غرفته، وقال عن هذه المرحلة أنه كان يراها كابتلاء إلا أن هذه السنوات الثلاثة هي التى صنعت شخصيته لانها أعطته فرصة للقراءة في كل شيء، ويقول عن هذه الفترة "من الحكمة الإلهية إن ربنا يتولى مخلوقاته علشان يطلع منها أحسن حاجة، أحيانًا بالمرض، أحيانا بالألم، المهم إن فى النهاية ما يبدو أن هو شر هو فى الحقيقة خير".
الشك والإيمان
خاض مصطفى محمود تجربة الإلحاد أو كما يطلق عليها الشك في الستينيات، حيث كانت الأفكار الوجودية تسيطر على الشباب في كل اتجاه، قبل أن يعود للإيمان مرة أخرى وقال عنها “اكتشفت أن المنهج العلمى عجز عن إنه يفسر الإنسان، المنهج العلمي فسر البيئة وما فيها وفسر جسم الإنسان تشريحه ووظائفه إلى آخره لكن روح الإنسان اللي بيغضب ويثور ويعيش وبعد كده يبقى جثة؟.. فمن هنا العلم ما قدرش يفسر الإنسان، ولا يعرف هو جاي منين ولا رايح فين ولا إيه بيحصل بعد الموت ولا أي حاجة”.
وفي حوار صحفي لابنته أمل مصطفي محمود قالت: “إن الشيوخ الجهلة كانوا وراء شك والدها وإلحاده، لأن والدها كان لديه الكثير من الأسئلة التى يبحث لها عن إجابات، وكل شيخ يذهب له لا يجد لديه ما يريح قلبه”، وروت موقفًا عن والدها أنه ذهب إلى شيخ ليسأله عن الحكمة في وجود الحشرات، فأعطى له ورقة وقال له "اطمئن يا مصطفى لن تجد حشرات في المنزل مرة أخرى، وبالطبع ظهرت الحشرات مرة أخرى وكانت صدمة لمصطفى الذي كان مازال مراهقًا".
عبد الناصر والسادات
تباينت العلاقة بين الدكتور مصطفى محمود ورؤساء مصر جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات، فيروي مصطفى موحود أنه تم تقديمه للمحاكمة بسبب كتابه "الله والإنسان" بطلب من عبد الناصر نفسه، واكتفت المحكمة بمصادرة الكتاب دون إعلان عن سبب الحكم، فيما كانت علاقته بالرئيس السادات علاقة صداقة منذ أن أبدى السادات له إعجابه بالكتاب سبب الأزمة ليعاد طبعه مرة أخرى ولكن تحت اسم "حوار مع صديقي الملحد".
العلم والإيمان
كاد مشروع برنامج العلم والإيمان أن يفشل قبل بدايته، فحين عرض الدكتور مصطفى محمود فكرة البرنامج على التليفزيون المصري، وافق التليفزيون راصد ميزانية 30 جنيهًا للحلقة، إلا أن أحد رجال الأعمال علم بالأمر وتكفل بإنتاج البرنامج بالكامل، ليقدم الدكتورمصطفى محمود 400 حلقة منه.