بعد 3 سنوات.. القبض على المتهمين بقتل طفلة والتخلص من جثتها فى الشارع
عثرت أجهزة الأمن بالجيزة في أواخر شهر 12 من عام 2019، على جثة طفلة ملقاة وسط كومة من القمامة أسفل كوبري أرض اللواء، اتخذت حينها الجهات الأمنية والقضائية كافة الإجراءات في سبيل الكشف عن هوية تلك الطفلة، وحل لغز مقتلها، ومع عدم توصل التحريات لأي دليل يقود لقاتلها قررت النيابة العامة قيد القضية ضد مجهول ودفن جثة الطفلة بمقابر الصدقة بعد الاحتفاظ بعينة DNA بمصلحة الطب الشرعي تحسبًا لظهور دليل جديد أو أسرة الفتاة ويسهل عملية مقارنة عينة من حمضهم النووي مع عينتها.
3 سنوات مرت على تلك الجريمة المجهولة حتى ظهرت أدلة تعيد حق الطفلة البريئة وتكشف عن قاتليها.
حضر إلى العميد هاني شعراوي رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة، خلال عمله اليومي، أحد المصادر السرية ليخبره عن حديث تناهى إلى سمعه ملخصه قد يقود لحقيقة غائبة، تضمنت معلومة المصدر السري أن سيدة وزوجها من عاشقي "الهيروين" أنهيا حياة طفلة صغيرة وألقيا جثتها بمقلب قمامة في منطقة أرض اللواء منذ عدة سنوات، وأنهما تحدثا بتلك الرواية خلال إحدى الجلسات التي اعتادا على إقامتها لتعاطي المخدرات.
وتم عرض هذه المعلومة على قيادات مديرية أمن الجيزة، وتم أخذها على محمل الجد، وشكل اللواء مدحت فارس مدير الإدارة العامة للمباحث فريق بحث لإجراء تحريات على أعلى مستوى لاستكمال تلك المعلومة، وبيان حقيقة وقوع جريمة من عدمه.
وعلى مدار عدة أيام وبتتبع تلك الأقاويل المتداولة تم التوصل إلى منزل السيدة وزوجها اللذين سردا تلك القصة عن قتل الطفلة ليفجرا مفاجأة فور إلقاء القبض عليهما بقيام السيدة بقتل ابنة شقيقتها بمعاونة زوجها في عام 2019.
ونجحت قوة أمنية ترأسها المقدم محمد مجدي رئيس مباحث العجوزة، ومعاونه الرائد مصطفى عبدالستار، والرائد وليد عمرو رئيس مباحث نقطة أرض اللواء، في تحديد مكان والدة الطفلة المجني عليها، وتم استدعاؤها فسردت أمام فريق البحث حكاية إنجابها للقتيلة، وقالت إنها منذ عدة سنوات كانت تعمل "راقصة" بملاهٍ ليلية وكازينوهات درجة ثالثة حتى دخلت عالم الإدمان، وتعلمت من خلال عملها "ضرب الهيروين"، وكي تتمكن من تغطية احتياجاتها لتذاكر البودرة تعرفت على بودي جارد يعمل معها في الملهى الليلي وعلمت أنه "ديلر" سيتمكن من بيعها ما تحتاجه من جرعات مخدرة.
واستكملت الراقصة اعترافاتها قائلة: إن علاقتها بـ"الديلر" تطورت لعشق آثم عندما نشأت بينهما علاقة محرمة، فعاشا معًا مثل الأزواج حتى أسفرت تلك العلاقة الحرام عن حملها سفاحًا، فوجئت الراقصة برفض تاجر المخدرات الاعتراف ببنوة الطفلة فتركت عملها واضطرت للإقامة برفقة شقيقتها من الأب وزوج شقيقتها في شقتهما بمنطقة العجوزة.
مرت عدة أشهر حتى أنجبت الراقصة طفلة وعادت لعملها واستمرت في الإقامة مع شقيقتها، تحولت حياة الراقصة وشقيقتها وزوج الأخيرة إلى حفلات من تعاطي الهيروين والإدمان حتى نشبت خلافات بين الشقيقتين قررت على إثرها الراقصة ترك المنزل، ولكنها عندما رحلت تخلت عن طفلتها التي كانت يقترب عمرها حينها من الثلاث سنوات.
واعترفت شقيقة الراقصة، أمام العقيد مصطفى خليل مفتش مباحث وسط الجيزة، أنها في إحدى جلسات تعاطي الهيروين التي اعتادت عليها مع زوجها دخلت الطفلة في نوبة بكاء فنهرتها عدة مرات لتلتزم الصمت لكن مع استمرار الطفلة في البكاء أسرعت تجاهها خالتها وزوجها وانهالا عليها ضربًا فلم يحتمل جسدها الضئيل "علقة الموت" وفارقت الحياة بين أيديهما.
وبررت المتهمة جريمتها قائلة: "عياطها المستمر استفزنا فقتلناها"، مضيفة: أنها فكرت وزوجها في طريقة للتخلص من جثة الطفلة قبل أن يتورطا في جريمة قتل حتى قررا إلقاءها في مقلب قمامة في وقت متأخر من الليل، وبالفعل نفذا مخططهما دون أن يراهما أحد مستغلين خلو الشارع في شهر ديسمبر بسبب برودة الجو.
وعن والدة الطفلة قالت المتهمة: "من ساعة ما سابت بنتها سألت عليها مرة واحدة قلتلها إننا سلمناها لأبوها وكأنها ما صدقت مسألتش عليها تاني ولا حتى دورت عليها عند أبوها.. البودرة ضيعت دماغها وسابت شغلها وبقت تتسول في الشوارع عشان تجيب ثمن الهيروين".
وقررت النيابة العامة حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات، وكلفت الطب الشرعي بأخذ عينة من والدة الطفلة ومضاهاتها بالعينة المحفوظة منذ البلاغ القديم بالعثور على الجثة المجهولة، وما زالت التحقيقات مستمرة.