توابع منتدى فيينا.. النمسا تصدر كتابا يحذر من مخاطر الإخوان
أصدرت السلطات النمساوية كتابا حديثا يضم تقريرا مكون من مائتي صفحة، عن جماعة الإخوان الإرهابية في أوروبا، تحديدا في النمسا وطرق تمويلها وكيفية عملها، وكتب التقرير المزمع نشره في كتاب كلا من الخبير الإيطالي في شئون جماعة الاخوان المسلمين" لورنزو فيدينو "وسيرجيو ألتونا، الباحث الإسباني في التطرف والإرهاب في معهد إلكانو الملكي، وفقا لما نقله موقع "أتالاير" الإسبانى.
ووفقا للكتاب المزمع نشره، فإنه على الرغم من فقدان جماعة الإخوان المسلمين نفوذها في بعض الدول العربية مثل المغرب وتونس، إلا أنها تواصل توسيع شبكاتها في أوروبا حيث بدأت المنظمة الإسلامية ، التي نشأت في مصر عام 1928، على مر السنين في نشر مخالبها إلى دول الشرق الأوسط الأخرى، وفي الستينيات والثمانينيات من القرن الماضي حاولت التغلغل في أوروبا.
حيث أسس الإخوان المسلمون المركز الإسلامي في ميونيخ عام 1960، برئاسة سعيد رمضان، صهر مؤسس التنظيم حسن البنا وعملت هذه المنظمة على نشر أفكار الإخوان المسلمين في جميع أنحاء أوروبا.
واليوم، المنظمة موجودة في جميع البلدان الأوروبية تقريبًا حيث تستضيف جميع الدول الأوروبية الكبرى شبكة صغيرة من الأفراد والمنظمات المرتبطة بشكل أو بآخر بجماعة الإخوان المسلمين.
وأنشأت الحكومة النمساوية مركز توثيق الإسلام السياسي عام 2020 لتتبع وتحليل تحركات الإخوان والمنظمات الإسلامية الأخرى كما يبحث المركز عن طرق لمكافحتها.
الكتاب الجديد
ينقسم الكتاب إلى أربعة أجزاء ، أحدها مخصص حصريًا لوجود جماعة الإخوان المسلمين في 11 دولة أوروبية ، من بينها بلجيكا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا و على الرغم من الاختلافات بين كل دولة ، فإن جماعة الاخوان في كل الدول لها نفس الأهداف وتتبع نفس الأيدولوجية.
ويقول الكتاب: لقد عزز طلاب الشرق الأوسط في الجامعات الأوروبية من وجود جماعة الإخوان المسلمين في القارة الاوروبية ووفقا للخبراء فان وجود الجماعة في البداية لم يكن أمر متوقع على الاطلاق ولكن الان باتت الجماعة متواجدة قي قلب أوروبا تماما.
وفقا لتقرير الخبراء، فانه في ظل جماعة الإخوان، تم إنشاء العديد من المنظمات العامة بهدف تقديم الدعم للجماعة وتحسين صورتها في المجتمع الاوروبي، ومن بين هذه المنظمات، اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (FIOE)، الذي تم إنشاؤه في عام 1989 ومقره في بروكسل.
و في عام 2020، غير الاتحاد اسمه إلى مجلس المسلمين الأوروبيين، وبدورها أنشأ هيئتين أخريين: المعهد الأوروبي لعلوم الإنسان ومركز الفتوى الأوروبي.
وعلى الجانب الآخر، توجد منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية التي رغم نفيها أي صلة لها بالإخوان، ألا أنها على صلة وثيقة للغاية من جماعة الإخوان.
ووفقا للخبراء: "تقوم المنظمات المنتمية للإخوان في دول مختلفة بجمع التبرعات بانتظام وتعزيز عمل الإغاثة الإسلامية في المجتمعات الأوروبية" وغالبًا ما يدير الأفراد المنتمون للإخوان الفروع المحلية للتنظيم".
كما يشير التقرير إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تنشر رسالتها من خلال شبكتها الواسعة من المساجد والجمعيات الخيرية والمدارس وجماعات الضغط وجماعات الحقوق المدنية.
ويكشف الكتاب أن "أحد الأسباب الرئيسية للنجاح النسبي للإخوان المسلمين هو وصولها إلى موارد مالية وفيرة".
ومع ذلك، بينما يعترف الخبراء بأن ديناميات التمويل "معقدة ويصعب اختراقها" ، فقد حددوا عدد من الفئات والجهات التي تعتبر المصادر الرئيسية للتمويل.
ومن بين جهات التمويل، التبرعات من الجالية المسلمة والأنشطة المالية الخاصة بالمجموعة.
ويوضح الباحثون أن جماعة الإخوان طورت منذ فترة طويلة شبكة من الأعمال التجارية، يركز بعضها على الأنشطة المتعلقة بالإسلام ، مثل توثيق اللحوم الحلال أو بيع المطبوعات الدينية، ومع ذلك، هناك أنواع أخرى من الأعمال لا علاقة لها بالدين، مثل العقارات أو الخدمات المالية.
ووفقا للكتاب فإن الدعم المالي المقدم من الجهات الاوروبية يثير جدلا كبيرا، حيث يتلقي التنظيم مؤخرا "إعانات مقدمة من الحكومات الأوروبية والاتحاد الأوروبي".
ويوضح الكتاب أن المنظمات المرتبطة بالإخوان تتلقى أموالًا عامة لتطوير أنشطة تسعى إلى الاندماج أو محاربة الإسلاموفوبيا، "ففي بعض الحالات، تعمل الجمعيات الخيرية المرتبطة بالإخوان أيضًا كمقاولين لوكالات المعونة الحكومية الأوروبية التي تنفذ مشاريع في مناطق من إفريقيا أو الشرق الأوسط ".
وفقًا للمركز النمساوي ، فإن جماعة الإخوان تسعى لنشر رؤيتها الاجتماعية والسياسية والدينية للمجتمعات المسلمة الأوروبية مستغلة الدين الإسلامي لتحقيق ذلك كما تطمح جماعة الإخوان إلى أن تصبح الممثل الرسمي للجاليات المسلمة، فضلاً عن التأثير في السياسات الأوروبية.
ومع ذلك، على الرغم من أن المنظمة تقدم نفسها أحيانًا على أنها فاعل ديني معتدل، إلا أن التقرير يحذر من أن أيديولوجية الإخوان المسلمين تتعارض مع أفكار الحرية التي يروج لها بعض القادة الأوروبيين.علاوة على ذلك ، فإن خطاب "نحن ضدهم" الذي قدمه الإخوان لا يشجع على اندماج الجاليات المسلمة في أوروبا.
ويقدم الكتاب، استنتاجات وتوصيات، والعديد من الأفكار التي يمكن أن تكافح الإسلاموية، وأبرزها تعليق التمويل، وشدد على أنه "يتعين على الجهات الفاعلة العامة الأوروبية التوقف عن تقديم التمويل لمنظمات الإخوان".
وفي سياق متصل، قال مدير برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن “ لورنزو فيدينو” في تصريحات لصحيفة "كرون" النمساوية أن جماعة الإخوان، عمل عى بناء مجتمع موازٍ في أوروبا ويقدمون انفسهم هلى انهم الضحية ودعاة للكراهية.
ووفقا لفيدينو: تأسست جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 على يد حسن البنا كحركة إسلامية سنية مؤثرة في مصر، وتنشط بشكل كبير في النمسا ويتم تدريب ونظيم جماعة الاخوان في النمسا البالغ عدد اعضائها 200 شخص على يد 30 قيادي في الجماعة. ينما يزداد هذا العديد في كل من ألمانيا وفرنسا حيث يحاول الاخوان المسلمين في الخفاء زعزعة استقرار مجتمع أوروبا الوسطى.
وفقًا لورنزو، هؤلاء المحرضون السياسيون ليسوا بأي حال من الأحوال متطرفين يحملون أسلحة ولكنهم بلحي.
وتابع: “أعضاء جماعة الاخوان المسلمين في أوروبا أذكياء وماهرون ومتعلمون وقبل كل شيء منظمون جيدًا ومؤثرية، لاسيما فهم يديرون مؤسساتهم السياسية في جميع البلدان الأوروبية تقريبًا عن طريق إرسال دعاة الكراهية في بعثات من بلد إلى آخر”.
وتابع: أن أعضاء جماعة الاخوان في أوروبا مثل الدبلوماسيين يحملون المهمات السياسية من بلد لأخر، وعندما يشعرون أنهم مراقبون يظهرون بمظهر البراءة تماما، مشيرا إلى أن أنشطة الإسلام السياسي تقوض القيم الأوروبية تماما ولذلك نرفض وجود مثل هذه الجماعات في النمسا وفي أوروبا بشكل عام.
أكد فيدينو: “نحن لسنا ضد الدين الاسلامي ولكننا ضد الاسلام لأن الإسلام السياسي هو أرض خصبة للتطرف مؤكدا على ان الغرض من منتدى فيينا لمحاربة الاسلام السياسي لم يكن التحذير من مخاطر الاسلام السياسي ولكن من أجل اتخاذ اجراءات حاسمة لوقف هذا الإرهاب”.
وحذر فيدينو بشكل قوي من مخادعة الإخوان المسلمين، لأنهم هم الذين يحرضون الشبان على ارتكاب الاغتيالات.