في ذكرى ميلادها..
نوال السعداوي.. أول من دافعت عن جسد وحرية المرأة وناضلت من أجل مجتمعها
تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتبة الراحلة نوال السعداوي، ورغم أنها ولدت أثناء التجربة الليبرالية لمصر" بين عامي 1924 و 1936، إلا أن فترة شبابها شهدت غياب شمس الفترة الليبرالية واستبدالها بصعود جماعات الإسلام السياسي؛ وذلك عقب تخرجها في كلية الطب جامعة القاهرة في ديسمبر عام 1955 وحصولها على بكالوريوس الطب والجراحة، وهو التخصص الذى جعل نوال السعداوى (27 أكتوبر 1931 — 21 مارس 2021) تنتقل من دائرة التخصص الدقيق إلى الاشتباك مع قضايا مجتمعها خاصة بعد ان لاحظت المشاكل النفسية والجسدية للمرأة الناتجة على الممارسة القمعية للمجتمع والقمع الأسري.
نوال السعداوي منذ خمسينيات القرن الماضى وحتى بداية السبعينيات ترصد وتراقب أبرز التحولات التى يشهدها مجتمعنا المصري، وأن كانت بداية اشتباكها الحقيقي مع قضايا المرأة، والمجتمع منذ عام 1972 عندما نشرت أول أعمالها غير القصصية بعنوان "المرأة والجنس" مثيرة بذلك عداء كلا السلطات السياسية والدينية، وهو الكتاب الذى كان من أسباب فصلها من وزارة الصحة، وهو ما جعلها تلفت أنظار أعداء المرأة ممن اختزلوها فى الجسد من تيار الإسلام السياسى، والجماعات الإرهابية التي كانت في ذروة تعصبها وانتشارها ونشر سمومها في مجتمعنا المصري، رغم محاولة الرئيس عبد الناصر القضاء عليهم وأفكارهم المتطرفة بحملات اعتقال متتابعة؛ وهو ما جعل السعداوي تتشبث بان خروجها من حجرات المعامل لساحة المجتمع المصري كان قراراً حكيماً.
ظلت الراحلة نوال السعداوي تكتب وتدافع عن جسد وحرية المرأة وتناضل من أجل مجتمعها وظلت الجماعات الإرهابية تطاردها وتصادر كتبها وتحاول أن تمنع صوتها وتحجب عن بنات هذا المجتمع رؤيتها وأفكارها المدافعة عن حقهن، وهو ما جعل الغرب يلتفت لمشروعها التنويري بعد أن وصل منجزها الفكري 70 كتابا تمت ترجمتها إلى حوالى 35 لغة، ليمنحها ثلاث درجات فخرية من ثلاث قارات، وتحصد العديد من الجوائز فى أوروبا وأمريكا، فى وقت شهدت فيه محاولات لطمس هويتها وحجب صوتها من قبل تلك التيارات المتشددة.
نوال السعداوي كتبت الأدب وهو ما برز في أول أعمالها «تعلمت الحب » (1957) الذى هي عبارة عن قصص قصيرة، ثم أول رواياتها «مذكرات طبيبة» (1958).
من أبرز أعمال نوال السعداوي: مذكرات طبيبة 1960، الأنثى هى الأصل 1971، كانت هى الأضعف 1972، الرجل والجنس 1973، الخيط وعين الحياة 1988، رواية موت الرجل الوحيد على الأرض 1989.