مصر ورومانيا.. علاقات تاريخية وتعاون لمواجهة الإرهاب والهجرة غير الشرعية

تتميز العلاقات المصرية الرومانية بالمتانة منذ عقود، وبلغت ذروتها بعد ثورة 30 يونيو عام 2013 حين أعلنت رومانيا دعم استقرار مصر ومساندتها في مواجهة الجماعات الإرهابية والتعاون معها في مكافحة الهجرة غير الشرعية، وتقوية العلاقات الاقتصادية باعتبار مصر بوابة على قارة إفريقيا الغنية بالفرص الاستثمارية.

واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، رئيس دولة رومانيا بقصر الاتحادية، في زيارة يبحث خلالها الجانب الروماني العلاقات الثنائية وفرص التعاون بين البلدين.

علاقات تاريخية

وقال خبير العلاقات الدولية الدكتور أيمن سمير، إن الزيارة تأتي في إطار انفتاح مصر على القوى الدولية، سواء الولايات المتحدة والصين، أو روسيا وألمانيا وفرنسا، أو مجموعة دول فيشجراد ورومانيا.

وأضاف سمير لـ«الدستور» أن العلاقات بين البلدين قديمة منذ كانت رومانيا عضوا في حلف وارسو والمعسكر الشرقي، وهناك تعاون كبير في المجالات الاقتصادية، لافتا إلى أن رومانيا كانت من أكثر الدول التي يتشابه موقفها مع الموقف المصري بعد ثورة 30 يونيو، ودعمت إرادة الشعب المصريين في كل مؤسسات الاتحاد الأوروبي.

وأوضح أن عضوية رومانيا في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي يعطيها قيمة وثقلا كبيرا، مشيرا إلى أنها ترى مصر محور وكتلة الاستقرار في الشرق الأوسط، ولديها قناعة بأن استقرار الدولة المصرية ينعكس بشكل مباشر على استقرار أوروبا ويقيها موجات الهجرة غير الشرعية. 

وأشار إلى أن هناك تبادل تجاري بين البلدين وتصنيع مشترك في صناعة أدوات الزراعة، فضلا عن التبادل العلمي في الجامعات، والتعاون الاقتصادي في مجالات الاستثمار، وكثير من رجال الأعمال الرومانيين لديهم اهتمام كبير جدا بالمشروعات القومية الجارية في مصر.

وتابع: الدخل المرتفع للمواطن الروماني يمكنه من القيام برحلات سياحية إلى مصر، وهذا بعض ما نستهدفه من العلاقات بين البلدين، كما أن وجود وفرة في الميزان التجاري الروماني يعطيها فرصة للاستثمار في الخارج، وهو أحد أعمدة العلاقات بين البلدين.

وأكد أن رومانيا تمثل بوابة عبور مهمة للمنتجات والسلع والبضائع المصرية في منطقة البحر الأسود وصولا إلى وسط وغرب أوروبا، وهناك صندوق مشترك للاستثمار المصري الروماني يمكن البلدين من الاستثمار في بلد ثالث، وإفريقيا ساحة خصبة لهذه الاستثمارات.

تبادل تجاري

وبحسب تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن مصر ورومانيا ترتبطان بعلاقات اقتصادية وتجارية جيدة، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الخمس أشهر الأولى من عام 2021 نحو 383.21 مليون دولار مقابل 427.738 مليون دولار بنفس الفترة من عام 2020 بتراجع بلغ 11.6%، بينما شهدت نموا كبيرا خلال شهر مايو الماضي ليسجل 119.755 مليون دولار مقابل 27.802 مليون دولار.

وكشف التقرير عن أهم الصادرات المصرية إلى رومانيا خلال الأعوام الماضية والتي تركزت في البترول ومنتجاته، والأزر، والأسماك الطازجة والمُجمدة، والأدوية والمُستحضرات الطبية، وأسمنت بورتلاند، ومنسوجات، وخضر وفاكهة كما تركزت الواردات المصرية من رومانيا خلال الفترة ذاتها في الأخشاب والمنتجات الكيماوية ووسائل النقل (قطع عربات سكك حديدية وجرارات زراعية وسيارات نقل الأفراد)، والمعادن خاصة الحديد والصلب.