عهد جديد.. المستفيدون من توصيل الغاز الطبيعى: «حياة كريمة» أنهت «معاناة أنبوبة»
نجحت مبادرة «حياة كريمة»، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى تغيير حياة سكان القرى الفقيرة للأفضل، عبر تطوير شبكات مياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء والطرق، وتوفير جميع الخدمات، فضلًا عن تطوير مراكز الشباب والمنازل المتهالكة وبناء مجمعات خدمية، ومن بين أهم إنجازات المبادرة الرئاسية توصيل الغاز الطبيعى للمنازل.
وبنجاح المبادرة فى توصيل الغاز للمنازل، أنهت معاناة استمرت سنوات طويلة، فخلال العقدين الماضيين كان الحصول على أسطوانة غاز أمرًا صعبًا، إذ كان المواطن مضطرًا للوقوف فى طوابير طويلة، أو التعامل مع تجار السوق السوداء.
«الدستور» تلقى الضوء على الإنجازات التى حققتها «حياة كريمة» فى ملف الغاز الطبيعى، إذ التقت المسئول عن هذه المشروعات بالمبادرة، وعددًا من المستفيدين من توصيل الغاز الطبيعى، وجميعهم أشادوا بما تحقق من إنجازات، ووجهوا الشكر للرئيس.
نائب رئيس «إيجاس»: استهداف 1344 قرية.. والصعيد صاحب نصيب الأسد
المهندس أحمد محمود، نائب رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس» المسئول عن الملف بمبادرة «حياة كريمة»، قال إن المبادرة الرئاسية تستهدف توصيل الغاز لـ١٣٤٤ قرية، على أن تنتهى المرحلة الأولى خلال عام واحد، وفقًا للتكليفات الرئاسية.
وأضاف «محمود» أن المبادرة تستهدف تحسين الأوضاع المعيشية لسكان الريف، وإنهاء معاناة الحصول على أسطوانات الغاز، موضحًا أن «الحصول على أنبوبة كان أمرًا مرهقًا ومحفوفًا بالمخاطر».
وأشار إلى أن المبادرة تعمل على توصيل الغاز الطبيعى فى القرى بعد الانتهاء من تطوير شبكات الصرف الصحى، وتستهدف الوصول إلى جميع المراكز والقرى، لافتًا إلى أنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العمل جرى الانتهاء من توصيل الخدمة لـ٥٩ قرية، فى ١٠ محافظات، هى: دمياط والقليوبية والغربية والبحيرة والجيزة وبنى سويف والمنيا وسوهاج وأسيوط والأقصر.
وذكر أنه يجرى التوصيل بصفة عاجلة لنحو ١٩٩ قرية حاليًا، انتهت أعمال الصرف الصحى بها، مؤكدًا أن «الإقبال كبير على توصيل الغاز الطبيعى لأنه أكثر أمانًا من أسطوانات الغاز، وسيجرى إحلال الغاز الطبيعى محل البوتاجاز فى الاستخدامات المنزلية والتجارية والصناعية». ولفت إلى أن المشروع بدأ بإعداد دراسات حول مصادر التغذية ومدى صلاحيتها للتوصيل من الناحية الفنية، وبعد الفحص الميدانى جرى توصيل الغاز للقرى. وأشار إلى أن ملف الغاز الطبيعى هو الخطوة رقم ٤ فى مجال تطوير البنية التحتية، بعد الكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحى، مشددًا على أن عملية التوصيل تكون سهلة بعد الانتهاء من تطوير شبكات الصرف الصحى.
ونوه بأن محافظات الصعيد على رأس الأولويات، وقال: «هناك ٨١٨ قرية مدرجة بالمبادرة فى صعيد مصر، فى ٨ محافظات: الفيوم وبنى سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان»، لافتًا إلى أن قطاع البترول يعمل بالتنسيق مع مرفق الصرف الصحى والوحدات المحلية التى تساعد فى إزالة المخالفات من الشوارع تمهيدًا لتوسعتها، كى يَسهُل توصيل الغاز للمنازل.
وأضاف: «سيجرى تنفيذ الشبكات الأرضية لنحو ٤ ملايين وحدة سكنية، وهذا العدد قابل للتعديل، بناء على صلاحية الوحدات السكنية والشوارع لتوصيل الغاز الطبيعى، بما يحقق سلامة وأمان المواطنين، بتكلفة مُقدرة مبدئيًا بـ١٧ مليار جنيه»، مؤكدًا أن المبادرة تعمل على توصيل الغاز لمحافظات الدلتا أيضًا، إذ جرى التوصيل لمركزى أشمون والشهداء بمحافظة المنوفية، بواقع ٢٧ قرية.
وتابع: «وزارة البترول ستواصل بذل الجهد، بالتعاون مع المبادرة الرئاسية، لتوفير جميع احتياجات المواطنين».
مصطفى النادى: كنت أدفع 500 جنيه للأسطوانات شهريًا
قال مصطفى النادى، أحد المستفيدين من توصيل الغاز بقرية «شما»، إن عائلته تستهلك ٥ أسطوانات غاز شهريًا والمنزل يعيش به ٤ أسر، لافتًا إلى أن أسطوانة الغاز لا توجد بها أى نسبة أمان مقارنة بتوصيل الغاز.
وأضاف: «كانت زوجتى تقطع أكثر من كيلو مشيًا على الأقدام حاملة الأسطوانة من المنزل إلى المستودع، وأخصص ٥٠٠ جنيه شهريًا للأسطوانات فقط».
يحيى هارون: أنقذت مخبزى من جشع السوق السوداء
كشف يحيى هارون، صاحب مخبز آلى بقرية شما التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، عن أن إدخال الغاز الطبيعى لا يقتصر على الوحدات السكنية فقط بل يشمل أيضًا المحال التجارية.
وقال: «كنت أعمل بحوالى ٤ أسطوانات كبيرة تكفى ٣ أيام على أقصى تقدير، وأتحمل أكثر من ٤٥٠٠ جنيه كل شهر، لكنى الآن سأدفع فاتورة مدعمة كل شهر إضافة لقسط شهرى، وهذا أفضل بكثير من الوقوع تحت رحمة تجار السوق السوداء».
وأشار إلى أنه خلال فترة حكم الإخوان أغلق مخبزه لشهور بسبب ندرة الأسطوانات الكبيرة التى تجاوز ثمن الواحدة منها ٢٠٠ جنيه فى حين أن سعرها الحقيقى ٥٥ جنيهًا فقط. وتابع: «فى أيام كثيرة لم تتكن تتوافر الأسطوانات، وتكبدتُ خسائر كبيرة، أما الغاز الطبيعى فسيحقق انتعاشة كبيرة فى عملى وسأوظف عمالة بالمبلغ المدخر».
شيماء السيد: لم أتحمل جنيهًا من التكلفة.. ونستقبل الشتاء دون أى خوف
عاشت شيماء السيد، إحدى المستفيدات من الغاز فى منشأة سليمان التابعة لمركز أطفيح بالجيزة، مأساة كبيرة خلال السنوات الماضية بسبب أسطوانات الغاز، مشيرة إلى أنها تحملت المسئولية بعد وفاة زوجها.
وقالت: «كنت أسير حاملة الأسطوانة فى طريق طويل داخل القرية لأصل إلى المستودع وأحيانًا كثيرة لا أجد واحدة، وخلال الشتاء كانت أعانى من ندرة أنبوبة البوتاجاز، وكنت أظل لمدة يومين بلا غاز وأحيانًا أشترى الأسطوانة الواحدة بـ١٦٠ جنيهًا».
وأضافت: «عانيت لسنوات من هذه الأزمة، وشعرت بسعادة كبيرة عند توصيل الغاز بعد الانتهاء من توصيل الصرف الصحى، وبعض الأهالى اعتقدوا أنهم سيتحملون تكلفة توصيل الغاز، ولكن الشركة المنفذة وصّلت التركيبات وأشرفت على كل شىء من البداية للنهاية دون أن تُحمّل المواطنين جنيهًا واحدًا».
واختتمت: «فرحتى الأكبر كانت عند توصيل الغاز لمنزل والدتى العاجزة التى كانت تنتظر زيارة أبنائها الأسبوعية لتغيير الأسطوانة».
طارق إمام: تكلفة التوصيل 30 جنيهًا شهريًا على 6 سنوات
ذكر المهندس طارق إمام، مسئول ملف توصيل الغاز بالمنوفية، أن العمل بدأ من قرية شما بمركز أشمون، ويجرى العمل حاليًا على إنهاء تركيب الشبكات الأرضية، لتوصيل الغاز للمنازل.
وقال إنه بعد توصيل الغاز الطبيعى يجرى تركيب شبكات الإنترنت، وبعد ذلك يجرى رصف الطرق، مؤكدًا أن جميع المستفيدين يشعرون بالسعادة لأن الدولة أنهت أزمة الحصول على أسطوانات الغاز. وتابع: «خدمة الغاز الطبيعى تتميز بأنها لا تنقطع، وتكون تكلفة التوصيل ٣٠ جنيهًا شهريًا، على ٦ سنوات، دون فوائد، لكل المناطق التى يجرى توصيل الغاز لها لأول مرة، مختتما: «الأسرة الواحدة توفر نحو ٦٣٦ جنيهًا سنويًا، بعد توصيل الغاز الطبيعى».