اكتشفتها «إميليا إدوارذ».. تفاصيل ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس
قبل 7 آلاف سنة لم يكن الفرعون الأكبر، الملك رمسيس الثاني، ينتظر أن يقف، اليوم في القرن الواحد والعشرين، مئات (وربما آلاف) الناس، صحفيون وخبراء وشخصيات عامة ومؤثرون، ليشهدوا شيئًا يخصه ويقتفوا أثره، ويحيوا ذكراه، التي تتجلى مرتين سنويًا بظاهرة فلكية وإنسانية فريدة لا تحدث مرتين في العالم، لكنها تحدث مرتين سنويًا في مصر، وهي تعامد الشمس على وجه رمسيس.
كانت الظاهرة سرًا فرعونيًا، لم يخرج للنور طوال آلاف السنين حتى اكتُشف قبل نحو 127 عامًا، وتحديدًا عام 1874.
ويرجع رصد هذه الظاهرة وتسجيلها إلى المستكشفة إميليا إدوارذ عام 1874، التي دونتها في كتابها المنشور بعنوان عام 1899"ألف ميل فوق النيل". وتشهد بحيرة قارون بمحافظة الفيوم ظاهرة فلكية مشابهة حيث تتعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون في الحادي والعشرين من شهر ديسمبر من كل عام.
تخترق الأشعة الممر الأمامي للمعبد بطول 200 متر حتى تصل قدس الأقداس الذي يتكون من منصة تضم تمثال رمسيس الثاني جالسا وبجواره تمثال الاله رع حو أخته والإله آمون وتمثال رابع للإله بتاح.
لا تتعامد الشمس على وجه تمثال "بتاح" الذي كان يعتبره القدماء إله الظلام.
وبحسب رواية معهد الفلك، هناك روايتان لسبب تعامد الشمس، الأولى وهي أن المصريين القدماء صمموا المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعي وتخصيبه، أما الرواية الثانية، وهي أن هذين اليومين يتزامنان مع يوم مولد الملك رمسيس الثاني ويوم جلوسه على العرش.
وكان الملك رمسيس الثاني أمر مهندسيه بالبدء في معبدي أبو سمبل في السنوات الأولى من فترة حكمه، واكتمل العمل فيهما في العام الخامس والعشرين من حكمه المديد. حسب كتاب "الأسرار" لحسين عبد البصير.
يعد معبد أبو سمبل واحدًا من أربعة معابد بُنيت خلال فترة حكم الملك رمسيس الثاني كوحدة واحدة، والثلاثة الأخرى هي معبد وادي السبوع (مقر المعبود آمون رع)، ومعبد الدر (مقر المعبود رع حور آختي)، ومعبد جرف حسين (مقر المعبود بتاح).
يطل معبد أبو سمبل الكبير على بحيرة ناصر، ومن أروع معالم معبد أبو سمبل الكبير هو اختراق شعاع الشمس باب المعبد ليصافح وجه رمسيس الثاني مرتين من كل عام في ظاهرة هندسية وفلكية. وبحسب المعهد القومي للبحوث الفلكية، تتعامد أشعة الشمس مرتين في 22 فبراير، و22 أكتوبر. وتستغرق 20 دقيقة فقط.