في ذكراه.. معلومات عن البابا يوحنا بولس الثانـي بابا الفاتيكان
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بمصر، اليوم، بعيد القديس البابا يوحنا بولس الثانـي بابا الفاتيكان، إذ روي الأب ولـيم عبـد المسيـح سعيـد – الفرنسيسكانـي سيرته قائلاً: “ولد كارول فويتيلا في 18 مايو1920 في كراكوفيا – بولونيا، توفيت والدته وهو لا يزال في التاسعة، كان والده ضابطا بالجيش، وكانت تربية كارول صارمة وورعة، وكشاب كان فويتيلا يعشق الرياضة، ومنها كرة القدم والتزحلق على الجليد، كما كان يحب التمثيل والمسرح”.
من هو البابا يوحنا بولس الثاني؟
وتابع: “خلال الحرب العالمية الثانية والاحتلال النازي اشتغل فويتيلا كعامل بينما كان يدرس اللاهوت سرا وفي عام 1944م عقب حملة على التعليم الديني اضطر فويتيلا للاختباء، وأرسل الكثير من أصدقائه لمعسكرات الاعتقال. واصل فويتيلا دراسته بعد الحرب، ورسم كاهناً في عام 1946، وبحلول عام 1964 وصل إلى منصب رئيس أساقفة كراكوف وأصبح كاردينالاً بعد ذلك بثلاث سنوات وخلال هذه السنوات حظي فويتيلا بالاحترام لموقفه إزاء النظام الشيوعي ببولندا”.
وأضاف: “لقد جاء اختيار كارول فويتيلا غير متوقع لتولي البابوية حينما انتخب للمنصب عام 1978، ولم يكن قد تجاوز الثامنة والخمسين من عمره، وكان فويتيلا هو أول بابا غير إيطالي منذ 450 عاما وكان ينظر إليه على أنه غريب على المنصب، وقد تولى البابوية تحت اسم يوحنا بولس الثاني، كما يعد أصغر من جلس على السدّة البابوية”.
واستكمل: “بين أولى زياراته زيارة قام بها لمسقط رأسه بولندا – وكانت أول زيارة بابوية لبلد تحت حكم شيوعي. غير أن زيارته شجعت الناس وساعدت في زرع بذور الثورة التي قدر لها الميلاد بعد ذلك بعشر سنوات. نظر إلى البابا يوحنا بولس الثاني على أنه رجل أفعال، وأصبح البابا يوحنا بولس الثاني أكثر بابا يقوم بجولات خارجية في التاريخ”، مُضيفًا: “وفي 13 مايو1981، تعرض لمحاولة اغتيال ، إلا انه نجا منها وزار مغتاله فى سجنه صافحاً عنه”.
واستطرد: "اعتبر القديس يوحنا بولس الثاني واحدًا من أقوى عشرين شخصية في القرن العشرين، وقد لعب دورًا بارزًا في إسقاط النظام الشيوعي في بلده بولندا وكذلك في عدد من دول أوروبا الشرقية وكذلك ندّد بالرأسمالية المتوحشة في تعليمه الاجتماعي؛ ونسج علاقات حوار بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الآنجليكانية إلى جانب الديانة اليهودية والإسلامية، فكان له دور كبيراً فى صياغة الرسالة البابوية " حياة الإنسان “ التى حدد فيها البابا بولس السادس العقيدة الأخلاقية فى حظر الإجهاض ووسائل منع الحمل الاصطناعي كان له دور اساسي في المجمع الفاتيكاني الثاني والتجديدات التي أدخلت على نص القداس الإلهي”.
وتابع: “أصدر العديد من الرسائل العامة فيها أوضح علاقة الإيمان بالعقل والأخلاق بالحرية المسيحية ويحتفظ التاريخ للقديس البابا يوحنا بولس الثاني بكونه أول بابا في التاريخ تطأ قدماه مسجدا في بلد مسلم إذ تم ذلك أثناء زيارة البابا لسوريا في مايو 2001”.
وواصل: “في العام 2000 طلب البابا الغفران من جميع من أساءت إليهم الكنيسة سواء كانوا من أبنائها الذي حكموا بعض الأحيان ظلماً، أو من المسيحيين غير الكاثوليك الذين تعرّضوا للاضطهاد، أو من المسلمين بسبب الحروب الصليبية، أو من اليهود نظراً إلى شعور اللاسامية الذي كنّه لهم بعض المسيحيين.الحبر الأعظم جال على معظم أصقاع الأرض، وقابل قادة وشعوباً من مختلف الأعراق والأديان، إيماناً منه بأن الله للجميع والسلام والمحبة لبني البشر كلهم، وهذه قمة الإنسانية وذروة الاتصال بالله”.
واختتم: “كانت حياة البابا تعرضت في السنوات الأخيرة لعدة انتكاسات صحية ثم رحل في عام 2005م فهتف الشعب فوراً مطالباً بإعلان قداسته، وأعلنت خلال حبريته قداسة 483 شخصًا وفق العقائد الكاثوليكية وطوباوية 1340 آخرين، أي أن ما رفع خلال حبريته يوازي حصيلة أسلافه خلال القرون الخامسة السابقة، واحتفل بإعلانه طوبايًا للكنيسة الكاثوليكية الجامعة في 1 مايو 2011، وأعلن البابا فرنسيس الأحد 27 أبريل 2014، أمام مئات الآلاف من الحجاج المتوافدين من مختلف أنحاء العالم، قداسة الحبرين الأعظمين البابا يوحنا بولس الثاني والبابا يوحنا الثالث والعشرون".