من روائع الادب العالمى
أمسية بالتازار العجيبة.. قصة ماركيز عن الفقراء السذج
تعد أمسية بالتازار العجيبة واحدة من أجمل قصص الكاتب الكولومبى الكبير جابريل جارسيا ماركيز التى تحكى عن أحلام الفقراء، الممزوجة بالبساطة والسذاجة فى أغلب الأحيان بعكس ما يفكر فيه الأغنياء الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف ولا يهمهم إلا المصلحة الشخصية وكيفية الربح دون أية اعتبارات للعواطف والمشاعر.
ما القصة؟
تدور قصة أمسية بالتازار العجيبة حول نجار يحمل اسم بالتازار ماهر فى صنعته، إلا أنه فقير ينتمى لطبقة المهمشين، وهو رجل بسيط لا يحب الأغنياء بغطرستهم وتعاليهم وأمراضهم الجمة، تبدأ القصة بصنع بالتازار لقفص كبير وبديع للعصافير كان حديث القرية بأسرها.
وقالت له زوجته أورسولا بكم ستبيعه فقال بثلاثين بيزو فقالت بل اطلب خمسين بل ستين بيزو، سمع طبيب القرية عن القفص فذهب ليشتريه لزوجته إلا أن بالتازار قال له إن ابن مونتييل اشتراه، وهنا نعتقد أن بالتازار وزوجته يريدان رفع السعر وأنهما يراوغان الطبيب كى يتحصلا منه على سعر أعلى، وبالفعل عرض عليهما الطبيب أن يضعا المبلغ الذى يريدانه لكنهما رفضا أن يبيعا شيئًا بيع بالفعل.
حمل بالتازار قفصه وتوجه الناس من خلفه إلى بيت مونتييل ذاك الغنى البدين الشرس فاندهش الرجل من قدوم النجار إلى بيته فقالت زوجته إنه صنع قفصًا لابننا بيبى، إلا أن مونتييل طرد بالتازار فصرخ الصبى وتمرغ فى التراب، ولما اقتربت أمه منه وبخها مونتييل فما كان من النجار الفقير إلا أن أهدى القفص للصبى الباكر وانصرف إلى الحانة، وطلب البيرة للسكارى على نخب القفص الذى قال لهم إنه باعه بستين بيزو وشرب حتى الثمالة وقال وهو يهذى إنه سيصنع مليون قفص يبيعها للأغنياء، بستين مليون بيزو، ووعد صاحب الخانة أن يدفع ثمن البيرة فى الغد ولما خرج من الحانة سقط مغشيًا عليه، فقام أحد اللصوص بسرقة حذائه فى الشارع بينما اعتقد المارة أنه قد مات.
المورا
يريد ماركيز أن يقول إن الفقراء يجودون بما لديهم وإن كان قليلًا بينما يبخل الأغنياء حتى على أبنائهم، كما أن الفقراء يكونون سذجًا حين يعتقدون أن الأغنياء سيهبونهم المال المستحق لهم.