ماذا يريد رئيس وزراء إسرائيل من بوتين فى لقائهما الأول؟
يجتمع نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي، الجمعة المقبلة، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، داخل مدينة «سوتشي» الروسية، في لقاءٍ هو الأول بينهما منذ تولي «بينيت» منصبه في شهر يونيو الماضي.
ويمثل لقاء الرئيس الروسي أهمية خاصة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، فهي ثاني دولة يزورها الأخير، بعد زيارته إلى واشنطن، بالإضافة إلى أن بوتين كانت تجمعه علاقة خاصة وقوية مع بنيامين نتنياهو رئيس المعارضة الحالي في إسرائيل، ورئيس الوزراء السابق.
ويسعى بينيت، وائتلافه الحكومي الذي شكله بالتعاون مع يائير لابيد وزير الخارجية ورئيس حزب «يش عتيد – هناك مستقبل»، إلى ترك انطباع جيد لدى الرئيس الروسي، ومن ثم اتخاذ خطوات لتثبيت العلاقات معه، مما يساعدهم في استقرار حكومتهم ودعم موقفها، سواء على مستوى السياسة الخارجية، أو الأوضاع الداخلية.
رسالة وداع شخصية من بوتين إلى نتنياهو
وكشف مسئول إسرائيلي ودبلوماسي أوروبي، في تصريحات لموقع «واللا» الإسرائيلي، عن أن بوتين حرص على بعث رسالة شخصية إلى نتنياهو، بعد ترك الأخير لمنصبه، يونيو الماضي، وذلك عبر أناتولي فيكتوروف سفير موسكو لدى تل أبيب.
وكان نتنياهو قد التقى بالسفير الروسي لدى إسرائيل، بعد تشكيل حكومة «بينيت - لابيد»، وسلمه فيكتوروف رسالة من بوتين، تضمنت كلمات وداع شخصية لبنيامين، على خلفية عملهما المشترك لأكثر من عقد.
وأكد المسئولان – الإسرائيلي و الأوروبي – أن نتنياهو قرأ الرسالة، وطلب من سفير روسيا، نقل رسالة إلى الكرملين، قائلًا: "أخبر الرئيس بوتين أنني سأعود إلى مكتب رئيس الوزراء قريبًا جدًا".
علاقات وثيقة بين بوتين ونتنياهو
ويربط نتنياهو وبوتين علاقات وثيقة، وأصبحا أكثر قربًا بعد 2015، خاصةً بعد تصاعد الأحداث في سوريا، حينها أدرك نتنياهو أن الوضع الاستراتيجي في المنطقة يتغير، وأن روسيا أصبحت موجودة على الحدود الشمالية لإسرائيل، ومن ثم عمل على تقوية علاقاته مع الرئيس الروسي بشكل أكبر.
وأثرت العلاقات مع بوتين على نتنياهو بشكل إيجابي على الصعيد السياسي، إذ عمل حزب الليكود – الذي يترأسه بنيامين - على تعزيز العلاقات مع روسيا، وكانت هناك لافتات تحمل كلمتي «تحالف آخر» وصور ضخمة لنتنياهو وبوتين في جميع أنحاء إسرائيل.
دعم بوتين السياسي إلى نتنياهو
وكان بوتين يقدم دعمًا سياسيًا لنتنياهو بشكل واضح، ظهر في دعوة الرئيس الروسي لبنيامين من أجل حضور العرض العسكري لذكرى انتصار موسكو على ألمانيا النازية، والذي يقام في الكرملين، ويحضرها عدد ضخم من قادة دول العالم.
وبحسب «واللا» فإن نتنياهو ذهب إلى هذا الحادث من أجل التقاط الصور مع بوتين، موضحًا: "لقد استفاد كل من بوتين ونتنياهو سياسيًا من فرصة التصوير هذه".
وأشار الموقع الإسرائيلي إلى الزيارة التي أجراها نتنياهو إلى موسكو في أبريل عام 2019، قبيل انتخابات الكنيست، وبعد يومين فقط من إعلان الجيش الإسرائيلي استعادة رفات الجندي زكريا بوميل – بمساعدة روسيا بعد العثور عليها في دمشق - الذي قتل في حرب «السلطان يعقوب» في عام 1982، في حرب فاز فيها الجيش السوري.
روسيا: لا مقارنة حاليًا بين نتنياهو وبينيت
في هذا السياق، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية، الأسبوع الماضي، إن موسكو تسعى لعدم إجراء مقارنات بين العلاقات مع نتنياهو وبينيت.
وأوضح: "لقد عمل بوتين ونتنياهو سويًا لسنوات عديدة، ويستغرق بناء العلاقة وقتًا بالطبع".
أهمية «لقاء بوتين» بينيت
ويريد بينيت إظهار قدرته على التباحث وإدارة العلاقات مع قادة العالم الكبار، إذ أوضح «واللا»: "الاجتماع بين بوتين وبينيت مهم جدًا للأخير، الانطباع الذي سيتركه بينيت مهم، ليس فقط للعلاقات الإسرائيلية الروسية، ولكن أيضًا لوضعه السياسي الداخلي، فبعد الترحيب الحار في البيت الأبيض، والزيارة الطيبة لمصر، يريد بينيت أن يبرز تمكنه من التحدث على مستوى الحدث مع رئيس روسيا (المضيف) أيضًا".
وتابع الموقع الإسرائيلي: "تأتي زيارة بينيت لروسيا بعد اتصالات قليلة بين الجانبين عقب تشكيل الحكومة الجديدة، فإيال هولتا مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، زار موسكو، والتقى بنظيره الروسي، كما التقى وزير الخارجية الإسرائيلي، بنظيره سيرجي لافروف، وكذلك وزير السياحة الإسرائيلي يوئل رزبوزوف، مع نظيره الروسي".
«لقاح سبوتنيك» خطوة بينيت لتوثيق علاقته مع بوتين
ويريد بينيت أن يقدم إلى بوتين خطوة إيجابية ويقدم خطوة جيدة تجاه موسكو، لبحث ما يمكن أن يمنحه له الرئيس الروسي، إذ يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الموافقة على ترخيص لقاح «سبوتنيك» الروسي، واعتماده للسماح بدخول السياح الروس إلى إسرائيل.
ويحتاج رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تنسيق المواقف مع الرئيس الروسي بشأن إيران، وتمركزاتها في المنطقة، تحديدًا داخل سوريا، بالإضافة إلى مواجهة البرنامج النووي لطهران، خاصةً أن إسرائيل ترى الضغط الروسي على الإيرانيين هو الأهم، ومن شأنه أن يحدث تغييرًا في منع إيران من امتلاك أسلحة نووية.