فيصل بن معمر: لا يمكن التصدي للتحديات العالمية دون حوار شامل
أكد الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، فيصل بن معمر، أهمية الحوار بين أتباع الثقافات والأديان، بوصفه وسيلةً لتعزيز الاندماج الاجتماعي للاجئين والمهاجرين في أوروبا في مجالات التعليم الشامل وبناء الثقة وتغيير الخطاب المتعلق بالهجرة، الذي غالبًا ما يكون سلبيًا، مشددا على أنه لا يمكن التصدي للتحديات التي تواجه العالم ومنها الصراعات؛ وتغير المناخ؛ ووباء "كوفيد-19"، دون حوار شامل وتعظيم مبدأ الشراكات والتعاون والتفاهم.
جاء ذلك خلال كلمة ابن معمر التي ألقاها في افتتاح الفعالية الأولى من النسخة الثالثة للمنتدى الأوروبي للحوار بشأن السياسات المتعلقة باللاجئين والمهاجرين، بعنوان "الحوار ودوره في تعزيز الاندماج الاجتماعي ودعم مشاركة اللاجئين والمهاجرين في المجتمعات المضيفة" بمدينة لشبونة، اليوم الثلاثاء، بحضور كلوديا بيريرا وزيرة الدولة لشؤون الاندماج والهجرة في جمهورية البرتغال.
وأشاد الأمين العام بالجهود الرائدة والمبذولة لتعزيز الحوار ودور القيادات والمؤسسات الدينية لمساندة صانعي السياسات لمعالجة قضايا الاندماج والتعايش على المستوى الأوروبي.
وقال إن منهج المركز منذ تدشينه هو التركيز على معالجة المسائل المتعلقة بالاندماج الاجتماعي والمواطنة المشتركة ومكافحة خطاب الكراهية عن طريق الحوار بين الناشطين في هذه المجالات، مشيرًا إلى ما تم نشره بدعم من شبكة حوار المركز لثلاثة موجزات للسياسة العامة؛ استندت إلى مناقشات المنتدى في نسخته الأخيرة، الذي نظمه كايسيد وشبكة الحوار بدعم من وزارة الخارجية الألمانية وممثلي المفوضية الأوروبية في ألمانيا.
وأشار بن معمر إلى أهمية فعاليتي المنتدى الأوروبي في دورته الثالثة بشأن السياسات المتعلقة باللاجئين والمهاجرين، الأول: (تعزيز الاندماج الاجتماعي ودعم مشاركة اللاجئين والمهاجرين في المجتمعات المضيفة)، وكذلك الفعالية الثانية يوم الخميس المقبل الخاصة بمكافحة خطاب الكراهية، معربًا عن ثقته في مخرجات الفعاليتين اللتين تضمان القيادات الدينية وصانعي سياسات والخبراء والناشطين وشركاء النجاح؛ للحوار وتبادل الآراء ومناقشة الدروس المستفادة من ممارسات الاندماج الاجتماعي والتكامل والمشاركة، والعمل معًا في شراكة إيجابية؛ للتغلُّب على التحديات التي يواجهونها؛ لخدمة قضايا الوئام والتعايش السلمي وتعزيز التنمية المستدامة للجميع.
وأكد أهمية ربط العمل التشاركي لتحقيق الاندماج الاجتماعي بالانتماء والثقة وإقامة علاقات قوية وإيجابية، وتحقيق الرؤى المستمدَّة من التجارب المتصلة بتعزيز الأفكار المتعلقة بالدعم الأمثل للتماسك الاجتماعي والمشاركة في المجتمعات المضيفة؛ آملاً في توافر قيادات حكيمة تحوز الإرادة لتحديد الغايات ومواجهة التحديات وإحداث التأثيرات، جنبًا إلى جنب مع إشراك فئات المجتمع كافَّة، معتبرًا أن الشعور بالإنسانية المشتركة هو رؤية شاملة لعالمنا اليوم وغدًا.
وأضاف بن معمر: "نحن قادرون على بناء جسور من الشراكة القوية المستدامة والرائعة، مثل: جسر فاسكو دي غاما، بينما نعمل معًا على خلق مجتمعات أكثر شمولًا وأكثر صحة تضمن تمتع اللاجئين والمهاجرين بالكرامة والأمن والفرصة لقضاء حياة أفضل ورد الجميل لبيئاتهم المضيفة".
يُذكر أن المنتدى الأوروبي للحوار بشأن اللاجئين والمهاجرين هو أحد مبادرات مركز الحوار العالمي، ويشكِّل منصة تجمع أصحاب المصلحة الرئيسين الذين يعملون على الإدماج الاجتماعي للاجئين والمهاجرين في أوروبا سنويًا، ويناقش قضايا التنوع والمشاكل المستعصية والمتنامية بشأن تدفقات الهجرة والقوى المحرّكة لها في أوروبا كما يدعم المنتدى التوجهات الجديدة نحو الحوار في سياسات الهجرة، ويسلط الضوء على مهام وخبرات المنظمات الشعبية للمساهمة في عمل صانعي القرار.