السيسي: نسعى لحل عادل لقضية مياه النيل في مواجهة التعنت غير المبرر من إثيوبيا
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن القمة الثلاثية التي يعقدها اليوم الثلاثاء مع كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء اليونان، والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، تعتبر فرصة مهمة لتناول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل، في مقدمتها ملف الاستقرار بمنطقة شرق المتوسط، بما يتطلب تحقيقه من ضرورة احترام وحدة وسيادة بُلدان المنطقة وعدم التدخل في شئونها الداخلية، فضلاً عن مراعاة مقتضيات الأمن البحري لكل دولة كونه جزءاً من الأمن الإقليمي.
وأضاف الرئيس السيسي أنه لا يمكن التطرق إلى منطقة شرق المتوسط؛ دون التأكيد - في هذا السياق - على دعم مصر المتجدد لمساعي جمهورية قبرص بهدف إيجاد حل شامل وعادل للقضية القبرصية؛ استنادا لقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن ذات الصلة، وعلى نحو يؤدي إلى إعادة توحيد شطريّ الجزيرة، مع التأكيد على أهمية التزام جميع الأطراف المعنية، بعدم انتهاك المياه الإقليمية أو المجال الجوي سواءً لجمهورية قبرص أو لجمهورية اليونان.
وأشار الرئيس إلى أن الاجتماع الثلاثي اليوم يُعد - كذلك - فرصة مناسبة للتشديد مجددا على ما توليه مصر من أولوية قصوى لمسألة الأمن المائي وحقوقها في مياه نهر النيل، باعتبارها قضية مصيرية تستوجب بذل كل الجهود الممكنة للتوصل لاتفاق قانوني مُلزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.. وقال "يسعدني خلال مداولاتنا أن أطلعكم - بالتفصيل - على آخر مساعينا للوصول لحل عادل لهذه القضية في مواجهة التعنت غير المبرر أو المفهوم أو المقبول، من الأشقاء في إثيوبيا".
وأعرب الرئيس عن تطلعه لاستئناف النقاش خلال القمة الثلاثية حول ملفات مهمة ذات تماس مباشر مع أمن دولنا القومي، ولها تأثير كبير على مجمل حالة الاستقرار في الجوار الإقليمي المشترك، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والملف الليبي والوضع في سوريا وسبل دعم لبنان الشقيق، مؤكدا أن التبادل الدوري والمنتظم للرأي والتنسيق الوثيق للمواقف إزاء هذه القضايا وغيرها مما يرتبط باستقرار المنطقة، يمثل أحد الأعمدة الأساسية للشراكة الثلاثية الناجحة.
وتابع: "نعتبر شراكتنا الثلاثية بمثابة جسر من التفاهم والتناغم عبر ضفتي المتوسط، وبين مصر والقارة الأوروبية.
ومن هذا المنطلق، فإن مصر تعول على شركائها اليونانيين والقبارصة لدعم رؤيتها وشرح مواقفها في الإطار الأوسع للاتحاد الأوروبي، ترسيخاً وتعميقاً للشراكة المصرية الأوروبية، التي تقوم على التوازن والاحترام والمنفعة المتبادلة، وفي هذا الصدد، سيسعدني خلال مداولاتنا أن أستعرض معكم الخطوات المهمة التي قامت بها مصر في ملف حقوق الإنسان بإطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في سبتمبر الماضي، فضلاً عن بحث سبل إطلاع شركائنا الأوروبيين على هذه التطورات المهمة، بحيث تتضح جدية مساعي الدولة المصرية لإعلاء حقوق وكرامة مواطنيها من منظور شامل".
وأردف الرئيس السيسي يقول إن ظاهرة الإرهاب تستمر كخطر حاضر يحرم شعوب المنطقة من أبسط حقوقها الإنسانية؛ ألا وهو الحق في الأمن والعيّش الكريم، وسط أزمات عابرة للحدود لا تقل خطورة مثل ظاهرة الهجرة غير الشرعية وما يرتبط بها من أنشطة الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر، وإننا نتفهم - تماماً - الأهمية التي يوليها شركاؤنا للتكاتف أمام هذه الظواهر المهددة للاستقرار، مما يدفعنا لبذل كل جهد ممكن من جانبنا للحد من تداعياتها، وبما يترتب عليه أعباء مادية كبيرة، تتحملها مصر عن طيب خاطر، إسهاماً منها في دعم الاستقرار الإقليمي والدولي.
واختتم الرئيس السيسي كلمته بالتعبير عن سعادته - مجدداً - بلقائه نظيره القبرصي ورئيس وزراء اليونان في أثينا، مبديا قناعته بأهمية التعاون بين الدول الثلاثة؛ والانطلاق بآلية التعاون الثلاثي إلى آفاق أرحب في إطار الانفتاح والحرص المتبادل على تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم بأسره.
وجدد الرئيس السيسي تأكيده على تطلعه لتبادل "مفيد وبناء للرؤى" في الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة الثلاثية اليوم، معربا في هذا السياق على السياق عن تطلعه لاستضافة مصر الاجتماع العاشر لآلية التعاون الثلاثي خلال العام المقبل.