الأمن الإنسانى
ونحن نحتفل هذه الأيام بذكرى مولد رسول الرحمة والإنسانية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والذى كان ينادى دائماً بنشر قيم التسامح والسلام والإنسانية فى ربوع الدنيا التزاماً بما أمر به الله رب العالمين وجاء فى القرآن الكريم بالتراحم والمساواة والعدالة ....أرى بلادى بجميع أجهزتها التنفيذية وعلى رأسها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى تسعى الى تحقيق كل ما يمكن لأجل ايجاد حياة كريمة لكل مواطن على أرضها خاصة تلك الفئات التى كانت تعانى من التجاهل والتهميش على مدى العقود السابقة وذلك من خلال تنفيذ عشرات المبادرات الانسانية التى تحاول ان ترفع من شأنهم وتحافظ على كرامتهم وسلامهم وسلامتهم....وبطبيعة الحال فإننى لن أقوم هنا بحصر تلك المبادرات لكثرتها وتعدد اغراضها واهدافها والتى توجت مؤخراً بمبادرة "حياة كريمة" والتى تعتبر نموذجاً واقعياً لما نادى به الله تعالى ورسوله الكريم بل وجميع الانبياء والرسل الذين ارسلهم الله رحمه للعالمين لتحقيق ذلك الهدف الأسمى للإنسانية لرفعه شأن الانسان أياً ما كانت ديانته والبعد به عن إرتكاب المعاصى أياً ما كان وصفها وطبيعتها .
لقد أصبحت مصر معنية بتحقيق الأمن الإنسانى بكافة أشكاله وتعدد مجالاته وباتت الدولة تسارع الخطى وتضع الخطط والتصورات والموازنات لتحقيق هذا الهدف الذى لا يجب ان ينظر اليه من منظور التكافل الأجتماعى فقط بل يجب النظر اليه من عدة اتجاهات أمنية وسياسية وثقافية تستكمل من خلالها منظومة تحقيق الامن الانسانى المستهدف...وسوف نأخذ على سبيل المثال لا الحصر نموذجاً من نماذج الجهود التى تقوم بها أحد أجهزة الدولة التنفيذية وهى وزارة الداخلية والتى يأتى الامن الانسانى من ضمن اهدافها بل وانه اصبح يمثل الأولوية من تلك الاهداف وذلك بالتوازى مع جهودها فى ملاحقة الجريمة بشتى صورها وتحقيق النجاحات تلو الاخرى فى القضاء على الإرهاب والتطرف والعنف .
وفى هذا الإطار فقد رأينا الداخلية وهى تحرص على دعم ملف الأمن الإنسانى من خلال توجيه القوافل الطبية لعلاج المواطنين فى القرى والنجوع بكافة المحافظات وصرف الادوية اللازمة لهم بالمجان ...فضلاً عن توجيه مأموريات لاستخراج بطاقات الرقم القومى للمواطنين من كبار السن والمرضى وذوى الاحتياجات الخاصة فى منازلهم حتى لا يتكبدوا اى مشقة فضلاً عن توفير اماكن خاصة لتلك الحالات فى المواقع الشرطية الخدمية كالمرور والاحوال المدنية والجوازات ....كما اطلقت مبادرة "كلنا واحد" بجميع مراحلها لتوفير المواد الغذائية للمواطنين بأسعار مخفضة...وفى إطار توجيهات القيادة السياسية اتخذت وزارة الداخلية كافة الإجراءات اللازمة لدعم منظومة الحماية الاجتماعية للمواطنين لتوفير كافة المتطلبات المدرسية "زى مدرسى – أحذية – ادوات مدرسية" بجودة عالية واسعار مناسبة من خلال منافذ بلغ عددها 713 منفذاً على مستوى الجمهورية... وقامت ايضاً بتوزيع تلك المنتجات مجاناً لابناء السجناء فى قرار نبيل صدر من السيد وزير الداخلية والذى يأتى اهتمامه بملف السجون على رأس أهم أولوياته من منطلق الرعاية الإنسانية الكاملة لحقوق الإنسان حيث توفر لهم الغذاء الصحى والرعاية الطبية وبرامج التأهيل المختلفة.
وفى صورة راقية للتعامل مع ابناء الشهداء رأينا قيام عدد من قيادات الشرطة ترافقهم فى أولى أيام الدراسة مؤكدين على أن ذكرى آبائهم وسيرتهم العطرة سوف تبقى خالدة ومضيئة فى ذاكرة الوطن وأن تضحياتهم كانت ثمناً غالياً لتحقيق ذلك الأمن الإنسانى والأمان الذى نشعر به جميعاً حالياً...وهكذا نرى ان مفهوم الأمن الإنسانى قد أمتد ليحقق للمواطن المصرى حياة كريمة تتناسب مع دخله واحتياجاته الانسانية المختلفة وصولاً الى تحقيق الهدف الأسمى لرسالة الأمن وهو الشعور بالامن والاستقرار والطمأنينة والسلام الداخلى ....وهو الامر الذى يجب أن ينعكس بشكل إيجابى على سلوكيات وثقافة وانتماء المواطن لوطنه والحفاظ على تلك المكتسبات التى كانت شبه مفقودة يوماً ما.....ومن هنا فإننا لابد ان نلفت النظر الى ضرورة تعاون الشعب مع الدولة لاستكمال منظومة الأمن الإنسانى من خلال الالتزام بتلك القواعد التى تساهم فى تحقيق ذلك مثل الانضباط المرورى ومراعاة السلوك القويم فى التعاملات الانسانية المختلفة والبعد عن السلوكيات الغريبة عن مجتمعنا الوسطى والواردة لنا من الخارج ونبذ العنف والتحرش وغيرها من التصرفات المذمومة التى تؤثر سلباً على سلامنا الإنسانى.
وتحيا مصر....