أول وزير خارجية أسمر.. كولن باول صاحب استراتيجية التدخل الأمريكي بالشرق الأوسط
انطلقت التدخلات العسكرية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، خلال الأعوام الأخيرة من القرن الواحد والعشرين، معتمدة في تبريرها وحشدها للدعم الدولي، إلى استراتيجية الحرب على الإرهاب، وكان صاحب تلك الاستراتيجية وزير الخارجية الأمريكي الذي توفى اليوم إثر إصابته بفيروس كورونا كولن باول.
من هو كولن باول؟
باول يعد أول وزير لخارجية الولايات المتحدة من أصحاب البشرة السوداء، ولعب دورا بارزا مع العديد من الإدارات الجمهورية في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية.
ولد كولن لوثر باول في 5 أبريل 1937 في هارلم بولاية نيويورك، منحدرا من عائلة من المهاجرين الجامايكيين بالولايات المتحدة، نشأ في جنوب حي برونكس الشهير.
تخرج من مدرسة موريس الثانوية عام 1954 دون أي خطط محددة للمكان الذي يريد الذهاب إليه في الحياة، لذلك درس الجيولوجيا في كلية نيويورك، لكنه ذهب بعيدا عن التخصص، حين قبل دعوة من فيلق تدريب ضباط الاحتياط في الجيش الأمريكي، ليترقى سريعا، إلى رتبة قائد وحدة.
في عام 1962، وجد نفسه على المحك الحقيقي، إذ كان واحدًا من 16000 مستشار عسكري أرسلهم الرئيس الأسبق جون كينيدي إلى جنوب فيتنام، وهناك أصيب باول في كمين، أثناء قيامه بدوريات على الحدود الفيتنامية-اللاوسية، ونجا من الموت، وحصل على وسام القلب الأرجواني، ثم بعد عام حصل على النجمة البرونزية.
عاد إلى فيتام مجددا، واستطاع ان يحقق انجازات أخرى، ليحصل على وسام الجندي، وتتالت بطولاته العسكرية لتضم خزينة تكريماته 11 وسامًا عسكريًا، بما في ذلك وسام الاستحقاق.
ارتفاع شعبيته
ارتفعت شعبية باول بأمريكا في أعقاب انتصار التحالف بقيادة الولايات المتحدة خلال حرب الخليج، حيث كان رئيسًا لهيئة الأركان المشتركة للجيش في عهد الرئيس جورج بوش الأب خلال حرب الخليج عام 1991 التي طردت فيها القوات التي تقودها الولايات المتحدة القوات العراقية من الكويت. ولفترة في منتصف التسعينيات، كان يُعتبر المنافس الرئيسي ليصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة.
استراتيجية التدخل العسكري
طالما مال باول إلى الحلول العسكرية، حتى بعدما تقلد مناصب سياسية، ليعلن فيما بعد ما يعرف باسم "مبدأ باول" ، وهو نهج يدعو إلى استخدام القوة الساحقة لتحقيق أقصى قدر من النجاح وتقليل الخسائر.
في عام 1993، تقاعد باول من الجيش، بعد خلاف مع الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون بسبب رفض باول قبول المثليين في صفوف الجيش الامريكي، وتفرغ لأعمال استشارية، ونشر كتبا حول البيروقراطية العسكرية، ومذكرات حول سيرته الذاتية، وترأس عام 1997 حتى 2000، منظمة "America's Promise" غير الربحية مكرسة رفقة زوجته.
أعاد الرئيس بوش الابن باول مجددا إلى الأضواء فعينه عام 2001 وزيرا للخارجية، حيث تولى مهمة الحشد الدولي لغزو العراق، واشتهر بخطابه المثير أمام الأمم المتحدة، في فبراير 2003، الذي كشف فيه عن معلومات استخبارية تبين لاحقا أنها خاطئة، حول وجود أسلحة دمار شامل بالعراق.