باحث يمني لـ«الدستور»: سقوط العبدية بيد «الحوثي» ينذر بكارثة حقيقية
دعت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، الصليب الأحمر الدولي، للتدخل العاجل لإنقاذ سكان مديرية العبدية جنوبي مأرب بشرق اليمن، بعد أن فرضت جماعة الحوثي، حصارًا مشددًا على مديرية العبدية لمدة شهر، ما أدى إلى تفاقم المعاناة الإنسانية لأكثر من 35 ألف مدني غالبيتهم من النازحين، فضلًا عن سقوط العبدية منذ ساعات بيد "الحوثي".
سقوط العبدية بيد "الحوثي"
وتعليقًا على ذلك، قال الباحث اليمني، وضاح عبدالقادر، إن سقوط العبدية بيد جماعة الحوثي الانقلابية، ينذر بكارثة حقيقية تغير كثير من المعادلة في اليمن لصالح جماعة الحوثي، بينما تقف الحكومة الشرعية بمسؤوليها وقياداتها العسكرية تصدر البيانات وتندد وتشجب وكأنهم ليسوا في معركة عسكرية يجب أن تتوقف معها التنديدات والاستجداءات.
وأضاف في تصريحٍ خاص لـ"الدستور": "كان الأجدر بها أن تعلن حالة الطوارئ والحشد والتعبئة في جبهات كثيرة لتشتيت قوة الحوثي وإضعافه، أما ترك المجال لجماعة الحوثي لتركز ثقلها العسكري في المنطقة وتسقط المديريات والمناطق تباعًا، فهو أمر مستغرب ولا يمكن إلا أن نصفه بالخيانة الوطنية للشعب اليمني واستحقاقاته في مشروعه الوطني الجمهوري".
دور "الإخوان"
وأوضح عبدالقادر، أن جماعة "الإخوان" لها دور كبير فيما يحدث الآن، حيث كان لسيطرتها على المؤسسة الأمنية والعسكرية وبعض مفاصل القرار داخل منظومة الحكومة الشرعية، الدور الأكبر في هذه الانتكاسات، مضيفًا: "هذا ليس مبررًا للسكوت والوقوف بموقف الباكي واللطم على الخدود، بل يتوجب تشكيل جبهة إنقاذ وطنية تتحمل مسؤوليتها التاريخية في إصلاح مسار الشرعية وتصحيح مسار المعركة في مواجهة الانقلاب الحوثي، ومشروعه العنصري الطائفي".
وتابع الباحث اليمني: "نعول على مجلس النواب أن يتخذ اليوم،موقفًا بجانب الشعب، وتشكيل لجنة مساءلة للحكومة عن أسباب هذه الإخفاقات والانتكاسات وما حدث ويحدث الآن في العبدية ومن قبلها جبهة نهم والجوف والبيضاء".
وتتعرض مديرية العبدية، لعدوان من جماعة الحوثي منذ عام 2015، قبل أن تحاصرها في سبتمبر عام 2021، بشكلٍ خانق ضمن سياسات العقاب الجماعي التي انتهجتها مليشيا الحوثي الإرهابية بحق أبناء مديرية العبدية.