كيف تؤثر صفقات الغاز بين روسيا وأوروبا على الأسعار العالمية؟
تناولت تقارير أجنبية أزمة ارتفاع أسعار الطاقة في العالم، التي بدأت قبل أسابيع، ولا تزال تسجل ارتفاعًا، وذلك بعد أن ارتفعت الأسعار القياسية العالمية بشكل عام بنحو 500٪ حتى الآن هذا العام، ومن المتوقع أن تواصل الأسعار الارتفاع مع زيادة الطلب وضغط في الإمدادات على قطاع الطاقة مع دخول فصل الشتاء، وفقًا لتقرير موقع "CNBC" المعني بشئون الاقتصاد العالمي.
لماذا ترتفع أسعار الغاز الطبيعي؟
تداولت تقارير أزمة أوروبا (الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة) التي ازدادت وضوحًا بعد أن أصبحت تعتمد على روسيا بشكل كبير في مجال الطاقة، وسط مخاوف سياسية وتحذيرات من الولايات المتحدة بأن روسيا ستستغل الأزمة للضغط على أوروبا لتحقيق مكاسب سياسية.
كانت روسيا قد أوقفت إمدادات الغاز لأوروبا خلال الفترة الأخيرة، وهو ما انعكس بدوره على أزمة الطاقة العالمية والتي أثرت بطبيعة الحال على الأسعار العالمية.
من جانبه، أعلن الرئيس الروسي فلاديمر بوتين أن الكرملين مستعد للتفاوض بشأن عقود جديدة طويلة الأجل لبيع الغاز، وربط العديد من الخبراء أن روسيا أوقفت إمدادات الغاز عن أوروبا عن قصد، في محاولة لتسريع اعتماد ألمانيا لخط الأنابيب الروسي نورد ستريم 2.
لكن روسيا نفت؛ حيث نفى المتحدث باسم بوتين ديمتري بيسكوف أن لروسيا أي دور في أزمة الطاقة في أوروبا.
ومع ذلك، أشار نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إلى أن التصديق الألماني المتوقع لخط الأنابيب المثير للجدل قد يساعد في خفض الأسعار خلال الفترة المقبلة.
بحسب التقارير لا تظهر هيئة تنظيم الطاقة في ألمانيا أي علامة على رغبتها التصديق على خط الأنابيب الروسي حتى الآن، حيث أوضحت أن خط الأنابيب يجب أن يظهر أنه لن يخالف قواعد المنافسة من خلال تقييد الموردين الذين يستخدمونه، وفقًا لرويترز، إذا بدأ ضخ الغاز الروسي. إلى ألمانيا دون الحصول على الموافقات اللازمة، سيتعرض لغرامات.
روسيا تضغط على أوروبا
من جانبه، رأى مايك فولوود، كبير الباحثين في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، أن أي قرار لتزويد أوروبا بمزيد من الغاز من قبل روسيا كان "سياسيًا"، ومرتبطًا بمصادقة خط الأنابيب.
كانت روسيا قد استخدمت أزمة الطاقة لتسريع التصديق على خط الأنابيب الروسي نورد ستريم 2، وأشارت تقارير أمريكية إلى أن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن روسيا ربما أعاقت الإمداد عبر خطوط الأنابيب عبر أوكرانيا، حتى يتسنى لألمانيا والاتحاد الأوروبي تسريع استخدام خط أنابيب نورد ستريم 2.
خط الأنابيب الروسي لديه منتقدون في أوروبا، خاصة من الدول التي تتضرر من روسيا مثل أوكرانيا وبولندا، حيث يرى المنتقدون أن خط الأنابيب يؤدي إلى تقوية روسيا.
كان قرار بناء خط أنابيب نورد ستريم 2 تم اتخاذه في عام 2015، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وتعرض لانتقادات واسعة من أوروبا، التي أصبحت اليوم "رهينة" في يد روسيا بسبب الطاقة بحسب وصف "CNBC".
الاتحاد الأوروبي حذر
أزمة ارتفاع أسعار الطاقة تحتل أولوية جدول أعمال الاتحاد الأوروبي، حيث دعا القادة إلى مزيد من الاستقلال في مجال الطاقة - نظرًا لأن ما يقرب من 90 ٪ من إمدادات الكتلة من الطاقة مستوردة، مع كون روسيا أحد المصادر الرئيسية للواردات إلى جانب النرويج، وفقًا لبيانات المفوضية الأوروبية .
طالما كانت إمدادات الغاز في أوروبا موضوعًا شائكًا. غالبًا ما تسببت في توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتؤثر بشكل فعال على أسعار الطاقة العالمية.
يرى الخبراء أن المعركة حول إمدادات الغاز في أوروبا بمثابة حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث يتنافس كلاهما على كسب حصة سوقية في المنطقة من خلال إمدادات الغاز الطبيعي (روسيا) والغاز الطبيعي المسال (الولايات المتحدة).
ومن المتوقع أيضًا أن يتسبب دخول فصل الشتاء في تفاقم أزمة الطاقة العالمية، التي كانت قد بدأت بالفعل مع ظهور جائحة كورونا، بسبب قيود الإغلاق والعرض والطلب، وتراجع الخدمات اللوجستية.
كما توقع الخبراء أنه في العام المقبل 2022 قد تتحسن الأوضاع، لكن خلال الأشهر المقبلة قد تتفاقم الأزمة بسبب برودة الطقس.