دراسة أوروبية تحذر من خطورة تغلغل الإخوان فى بريطانيا: مصدر تهديد لمواطنيها
حذر المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات من خطورة تغلغل نفوذ الإخوان في بريطانيا، مشيرا إلى أن الجماعة هي السبب الرئيسي وراء الارتفاع الملحوظ في العمليات الإرهابية في المملكة بين العامين 2019 و2020 وتمثل مصدر تهديد كبير للمواطنين والمصالح البريطانية.
وأكد المركز في دراسة جديدة نشرها على موقعه الإلكتروني، الثلاثاء، أن السلطات في بريطانيا تبذل في الوقت الحالي قصارى جهدها لمحاربة ومنع تسرب جماعات الإسلام السياسي المتطرفة إلى بلدها، من خلال مختلف الإجراءات والاستراتيجيات الأمنية الحالية، لافتا إلى أن لندن كانت بمثابة قاعدة للإخوان ومركزاً لعملياتها في أوروبا ولجمع الأموال لتجنيد وتمويل الإرهابيين، ما يمثل تهديداً كبيراً لمواطنيها ومصالحها.
وبينت الدراسة أن بريطانيا كانت واحدة من المراكز الرائدة في العالم للجماعات المتطرفة في التسعينيات انطلاقاً من التبرعات والمساعدات المالية التي كانت تقدم للمؤسسات والمنظمات التابعة للإخوان.
وأضافت الدراسة إن "هذا التعاون منح الإخوان قوة إضافية من المواجهة العنيفة التي يمكن للجماعات المتطرفة استخدامها لزعزعة استقرار أو الإطاحة بالحكومات التي أصبحت معادية للغرب، ما جعلها قوية لدرجة أنّ بريطانيا نفسها بدأت تقدم لهم مساعدات مالية مقابل عدم مهاجمة مصالحها."
وذكرت الدراسة أن علاقات بريطانيا بجماعة الإخوان في مصر كانت قوية للغاية، حيث تبرعت لندن بمبلغ 500 جنيه لمؤسس جماعة الإخوان في مصر، حسن البنا، بعد وقت قصير من تأسيس الجماعة سنة 1928، وبحلول سنة 1941، أصبحت هذه الجماعة قوية لدرجة أنّ بريطانيا بدأت تقدم لها مساعدات مالية مقابل عدم مهاجمة مصالحها.
وأوضحت أن جماعة الإخوان تمتلك 60 منظمة داخل بريطانيا، من بينها منظمات خيرية ومؤسسات فكرية، بل وقنوات تلفزيونية، ولازالت الجماعة تفتتح مقرات لها في المملكة المتحدة، مثل "مكتب الجماعة" في حي كريكلوود شمالي لندن.
وتابعت أن من أبرز المنظمات التي لها صلات بالإخوان في بريطانيا : ما يسمى ب"الرابطة الإسلامية" التي أسسها كمال الهلباوي، عام 1997 قبل أن يخرج لاحقا من تنظيم الإخوان، وترأستها رغدة التكريتي ذات الأصول العراقية.
وهناك أيضاً الصندوق الفلسطيني للإغاثة والتنمية الذي أسسه "عصام يوسف" في التسعينيات يمتلك 11 فرعاً في بريطانيا و”مؤسسة قرطبة TCF" و”منظمة الإغاثة الإسلامية” في بريطانيا.
- لندن محور تطرف الإسلام السياسي
ووفقا للدراسة، إنّ رفع السرية عن الوثائق الرسمية التي يعود تاريخها إلى زمن الإمبراطورية البريطانية يُلقي ضوءاً كبيراً على طبيعة علاقة لندن بجماعات الإسلام السياسي المتطرفة في العالم الإسلامي، وعلى رأسها جماعة الإخوان.
وكشفت أن الكاتب والصحفي البريطاني مارك كورتيس، فحص وثائق الاستخبارات ووزارة الخارجية هذه في كتاب نشره سنة 2010، مشيرة إلى أن الدافع الرئيسي لتأليفه هذا الكتاب هو الخوف الذي شعر به بعد تفجيرات 7 يوليو 2005 في لندن التي خلفت 52 قتيلاً وأكثر من 700 جريح.
وأوضحت انه بموجب هذه السياسة، كانت لندن واحدة من المراكز الرائدة في العالم للجماعات المتطرفة في التسعينيات، حيث كانت بمثابة قاعدة للجماعات المتطرفة من خلال مكتبها التابع للجنة الاستشارية والإصلاح، ومركزاً لعملياته في أوروبا وجمع ملايين الجنيهات لتجنيد وتمويل الإرهابيين من أفغانستان إلى اليمن.
- تهديد الإسلام السياسي لبريطانيا
وبحسب للدراسة، صرحت الحكومة البريطانية في مراجعة شاملة تُحدد من خلالها أولويات البلاد السياسية في فترة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي أنّ البلاد واجهت تهديداً كبيراً لمواطنيها ومصالحها من جماعات الإسلام السياسي بشكل أساسي، إلى جانب اليمين المتطرف والفوضويين.
ونقلت الدراسة عن المؤرخ البريطاني”Nicholas J Cull”، قوله في تصريحات صحفية متحدثا عن جذور التطرف في بريطانيا: “لا أعتقد أنّ هذه الأفكار ستختفي أبداً، فهي جزء من الاتجاهات السياسية المتطرفة التي تتجلى في أوقات الخوف العام"