بالمشروعات الاستثمارية ونقل التكنولوجيا.. مصر وتجمع «فيشجراد» شراكة للتنمية ودعم الاقتصاد
وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، إلى العاصمة المجرية بودابست للمشاركة في في قمة مع دول تجمع "فيشجراد"، و يضم التجمع كلاً من المجر والتشيك وسلوفاكيا وبولندا.
- المشاركة الأولى في 2017
وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن مشاركة مصر في قمة مع تجمع "فيشجراد" تأتي للمرة الثانية عقب عام 2017، و تعكس حرص الجانبين على تطوير العلاقات بينهما، والتباحث بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
و تعد قمة "فيشجراد ومصر"، الأولى من نوعها للتجمع مع أي من دول الشرق الأوسط، كما أن مصر هي ثالث دولة تعقد مع دول التجمع اجتماع قمة، بعد كل من ألمانيا واليابان.
وتعكس قمة "فيشجراد ومصر" حرص الجانبين على تطوير العلاقات بينهما، والتباحث بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث من المقرر، أن تتناول عدداً من الموضوعات، وعلى رأسها دور مصر في منطقة الشرق الأوسط، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وأمن الطاقة، وبحث فرص تطوير العلاقات التجارية والاستثمارات بين الجانبين، فضلاً عن سبل تطوير التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي، الذي تتمتع دول التجمع بعضويته.
- تطور العلاقة بين مجموعة فيشجراد ومصر
وشهدت العلاقات بين مصر ودول المجموعة خلال السنوات الماضية تطورا مستمرا، ففي 1 يونيو عام 2016، زار بيتر سيزيارتو، وزير الخارجية المجرى، نظيره سامح شكرى، وعقدا جلسة مباحثات، استهدفت الاستفادة المتبادلة، وفتح مجالات للتعاون بين بلدان "فيشجراد" والقاهرة.
قبل ذلك بأعوام قليلة، نجحت مصر في استخلاص مواقف دولية، من قبل دول المجموعة، مؤيدة للنهج المصرى فى السياسة الداخلية، خاصة سلوكها إزاء مكافحة العنف والتطرف والإرهاب، وكانت دول المجموعة بلا استثناء من الأطراف الأوروبية المرحبة بالانتقال السياسى فى صيف 2013.
وتستهدف مصر الاستفادة من التجارب الاقتصادية لدول المجموعة، خاصة أن كل الدول الأربع الأعضاء فى المجموعة من الدول ذات الدخول العالية والاقتصاد المستقر، وتحظى بفرص استثمارية كبيرة، ومن الدول التي حققت قفزات اقتصادية فى غضون أعوام قليلة.
ويعول المسئولون فى دول المجموعة على التعاون الاقتصادي مع مصر، خاصة أن آليات التنسيق الاقتصادي، شملت دراسات جديدة للتعاون فى مجالات الزراعة ومعالجة المياه والسكك الحديدية وإنتاج الآلات والسياحة والسياحة العلاجية، فضلًا عن تشجيع الشركات على إقامة مشروعات مشتركة، وفتح أسواق ثالثة في الشرق الأوسط وإفريقيا، إلى جانب الاهتمام بنقل التكنولوجيا، من خلال إقامة مشروعات مشتركة بين القاهرة ودول فيشجراد.
وتسعى القاهرة ودول فيشجراد، للبناء على بروتوكول التعاون الأمنى، الذى تم توقيعه بين الرئيس السيسى والرئيس المجرى، فى خلال زيارة الأول إلى بودابست قبل نحو عامين، وخاصة فى مجالات مكافحة الإرهاب.
وتعتبر دول المجموعة المناطق السياحية المصرية على رأس المقاصد الترفيهية والأثرية، التى يجب زيارتها على مستوى العالم، ويعتبر مواطنو تلك الدول شواطئ البحر الأحمر أهم مناطق بحرية سياحية فى العالم ولذلك تسعى مصر إلى زيادة أعداد السائحين من مواطني تلك الدول لدعم القطاع السياحي.
- مجموعة فيشجراد
شُكلت قمة "فيشجراد" في مطلع التسعينيات، و تضم 4 دول هي المجر والتشيك وبولندا وسلوفاكيا، تتغير البلاد التي تتولى رئاسة المجموعة في يوليو من كل عام، جميع الدول الأربع في مجموعة "فيشجراد" هي بلدان مرتفعة الدخل، و أكثر البلدان نموا في المجموعة هي الجمهورية التشيكية.
تعرف قمة "فيشجراد" أيضا بـVisegrád Groupأو Visegrad four، واختصارا تعرف بمجموعة V4، وتتكون من دول سلوفانيا وبولندا والمجر والتشيك، وتعد التكتل السياسى والاجتماعى والثقافى لدول أوروبا الوسطى، خاصة أن تلك الدول تحظى بثقافات شبه متقاربة، تعد إحدى القوى المؤثرة داخل الاتحاد الأوروبي بعد مجموعة العشرين، والدول الأربع في قمة "فيشجراد" هي بلدان مؤيدة للطاقة النووية، وتسعى إلى توسيع أو العثور على صناعة للطاقة النووية.
أطلق اسم التجمع على اسم مدينة "فيشجراد" الواقعة فى شمال العاصمة المجرية بوادبست، على الضفة اليمنى من نهر الدانوب، تلك التى اجتمع فيها زعماء التحالف للمرة الأولى فى 15 فبراير 1991م.
و يطلق فى بعض الدوريات اسم مثلث فيشجراد على هذا التحالف، نظرًا لأنه كان يتكون فى البداية من ثلاثة دول فقط، هى تشيكوسلوفاكيا والمجر وبولندا، قبل أن تنفصل الجمهوريات التشيكوسلوفاكية، وتنبثق عنها دولتا التشيك وسلوفاكيا، وبالتالى تنضمان إلى التحالف، ويصبح تحالفا رباعيا، وبعد نحو 13 عامًا من تأسيس الحلف، انضم كل أعضائه إلى الاتحاد الأوربى، وتحديدا فى يوم الأول من أبريل بالعام 2004م، ليصبح واحدا من أقوى التحالفات الثقافية والاقتصادية والعسكرية والسياسية فى أوروبا.