هل حقًا يقود يائير لابيد سياسة خارجية مختلفة؟
لسنا فى حاجة إلا لفرك المصباح، فجأة سيظهر أمامكم «يائير لابيد» بكامل هيئته.. لقاءات هنا وهناك، صور لافتة، مرة يصعد طائرة ومرة يهبط منها، ومرة يرفع علم إسرائيل، هو «يقلب كل حجر» على حد قوله ذات يوم، الحقيقة هو تعبير مأخوذ من إيهود باراك لكن «لابيد» هو من حققه فعلًا.
فى انتخابات ٢٠١٣ وعد «لابيد» بسياسة جديدة ولم يفعل، واليوم عند عودته للحكومة حان وقت الوفاء بالوعد.
ألف كلمة رائعة قالها، تحركات كضوء عالمى، مزيج سياسى لشخص مثير حقًا للإعجاب، لكن أى سياسة خارجية جديدة قادها لابيد حقًا؟
«لابيد» فعلًا قلب كل حجر، زار الإمارات فى ٢٩ يونيو، حيث افتتح فيها سفارة إسرائيل فى أبوظبى، ثم التقى سامح شكرى فى بروكسل فى ١١ يوليو، وزار المغرب فى ١١ أغسطس، وافتتح مكتب التمثيل الإسرائيلى فى الرباط، وزار البحرين فى ٣٠ سبتمبر، وافتتح سفارة إسرائيل فى المنامة.
زيارته الرباط هى أول زيارة لوزير خارجية إسرائيلى إلى المغرب منذ ٢٠٠٣، وأرفع مستوى لزيارة مسئول إسرائيلى منذ إبرام اتفاق العام الماضى على استئناف العلاقات بين الدولتين، وهى أرفع زيارة رسمية على هذا المستوى للبحرين، منذ أن أقامت الدولتان علاقات رسمية العام الماضى، هو أول وزير إسرائيلى يزور الدولة الخليجية بعد توقيع إسرائيل والإمارات والبحرين على اتفاق تاريخى لتطبيع العلاقات قبل تسعة أشهر.
أفادت تقارير فى ٢٦ سبتمبر بأن لابيد التقى ملك الأردن سرًا فى أغسطس الماضى، والتقى وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف بموسكو فى سبتمبر، ومن المقرر أن يلتقى وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن قريبًا.
نعرف أن الزيارات الرسمية واللقاءات الدبلوماسية هى مهام وزراء الخارجية، لكن «لابيد» يفعلها بشكل أقرب إلى الصحفى، هو لم ينس بعد أنه صحفى وإعلامى.
فى الماضى البعيد.. بدأ «لابيد» العمل فى صحيفة «معاريف»، وبعدها فى صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أصبح معروفًا فى إسرائيل، كان يمارس الملاكمة، ويتدرب على الفنون القتالية، كتب روايات بوليسية ومسلسلات تليفزيونية، وألف أغنيات، ولعب أدوارًًا فى أفلام، وحقق برنامجه التليفزيونى نجاحًا كبيرًا، كان يظهر مع كل فرك للمصباح، وفى ذروة النجاح اعتزل وطرق أبواب السياسة، هناك من انتقده بأنه استغل جمهوره الإعلامى فى السياسة، هذا لم يهم لابيد.
عندما فركنا المصباح مرة أخرى، ظهر لابيد السياسى، هذه المرة لابيد الليبرالى العلمانى، الذى استطاع تجميع الجمهور من الوسط، واعتبر محاربة «اليهود المتدينين» مشروع حياته.
فى انتخابات ٢٠١٣ حصل مع حزبه على ١٩ مقعدًا، كان الرجل الثانى فى حكومة نتنياهو ووزيرًا للمالية، هناك من رأى فيه فى ذلك اليوم «بديل نتنياهو»، لكن مقاعده هبطت فى الانتخابات اللاحقة «٢٠١٥»، حيث لم يدخل لابيد وحزبه فى حكومة نتنياهو الجديدة، هذا لم يكن خيار لابيد.. ببساطة نتنياهو لم يعرض عليه الانضمام.
لمدة ٦ سنوات لاحقة، ظل لابيد خارج الحكومة، حتى عودته فى يونيو الماضى، كرئيس وزراء مناوب، ووزير خارجية نشيط، وحان وقت تنفيذ السياسة الجديدة.
قال لابيد فى مقاله «هارتس ١٩/٩»، إن إسرائيل فى عهد نتنياهو كانت تبنى علاقتها مع الدول على أساس مصالح، وأن السياسة الآن أصبحت على أساس قيم مشتركة، هل حقًا السلام مع الإمارات والبحرين والمغرب على أساس قيم مشتركة؟، قال إن السلام البارد مع مصر والأردن أصبح حارًا؟.. هل هذا صحيح فعلاً يا لابيد؟
فى مقاله، مدح عدم اهتمام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بالنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، واعتبره إنجازًا.. هل هذه حقًا رؤية الوسط الذى تقوده يا لابيد؟
وعن غزة قدم رؤيته «الاقتصاد مقابل الهدوء»، التى وصفت بأنها الخطة القديمة الجديدة، كانت فى الأدراج لسنوات، حتى صفقة القرن هو لم يعارضها فى حينه.
ما هو الفرق الحقيقى بين سياسة حكومته وسياسة نتنياهو؟.. أحتاج لنظرات مكبرة لأرى الفروق!
هو اعتبر أن أزمة انخفاض تأييد إسرائيل بين طلاب الولايات المتحدة وأوروبا بسبب أنه فى عهد نتنياهو لم يكن هناك من يشرح لهم الجانب الآخر من القصة.. لديك الفرصة الآن يا لابيد لتشرح لهم الجانب الآخر من القصة.