عبد الرزاق جرنة الحائز على نوبل في الأدب يكشف هدفه من الكتابة
أثار فوز عبد الرزاق جرنة الكاتب التنزاني بجائزة نوبل للأدب، حالة من الفرحة في القارة السمراء لما له من مؤلفات مناهضة للاستعمار ورفضه الدائم للتمييز بين الدول.
قال جرنة حول رؤيته الأدبية في تصريحات سابقة: "في دول الشمال هناك تعليم ومنظومة صحية مجانية واهتمام بالأطفال أما في الجنوب فلا تتوافر أساسيات الحياة بالشكل المطلوب لذلك وجد الاختلاف".
وحول دور الأدب العالمي في تقدم المجتمع، قال جرنة: "دور الأدب في العالم هو التقدم بالمجتمع، ولكن قد يختلف الآن اعتمادًا على التواصل الاجتماعي، فهناك بعض المؤلفات التي تتحدى الأفكار داخل المجتمع، ويمكن ان يصل هذا التحدي داخل بعض الأسر، ما يغير من مفهوم وشكل طريقة التفكير لدى الشعوب وقد يساهم في تقدمها".
وأكد جرنة أنه يرغب فقط في كتابة أكبر قدر ممكن وقول أشياء نبيلة واستكشاف المزيد فلا يوجد شيء محدد يسعى للكتابة عنه، قائلا: "رغم شغفي بالكتابة إلا أن هناك أشياء معينة أشعر بالقلق حيالها ومن ثم أريد استكشافها والكتابة عنها، وافضل مثال على كيفية الكتابة عن شيء ما هي روايتي على البحر، لقد بدأت بدوافع مختلفة، عندما بدأت حرب أفغانستان ووصلت ذروتها في أواخر التسعينيات، وعندما وصلت طائرة إلى لندن تم اختطافها من قبل أحد الركاب، لقد كانت رحلة داخلية ، ربما من كابول إلى هرات، لكن الخاطف جعلها تطير إلى لندن ، وربما توقف للتزود بالوقود".
وتابع: "في الأخبار التلفزيونية، يمكن للمرء أن يرى الركاب، وهم لا يرتدون ملابس كما لو كانوا يخططون للسفر إلى أوروبا ولكن ربما يرون أسرة داخل بلدهم افغانستان بزيها التقليدي، وقال الخاطف للسلطات إنهم يريدون اللجوء ، حتى لو لم يكن هذا الأمر ما أراده معظمهم، ولكن بعد يوم واحد ، طلبوا جميعًا اللجوء وسألت نفسي ما الذي يريده هذا الرجل العجوز حقًا، لقد كان اللجوء بالنسبة لي للشباب، ففي حالة اللاجئين يكون هناك شباب وعائلات، ولكن ليس لكبار السن، بدأت أفكر في أسبابه العامة لمغادرة الوطن وطلب اللجوء، أردت أن أعرف أي نوع من اليأس سيكون ضروريًا للاقدام على هذا الفعل".
واستكمل: "بعد يومين ، شاهدت برنامجًا على التلفزيون، عن عمل ضابط الهجرة، ويمكن للمرء أن يرى ضابط الهجرة هذا يستجوب مقدم الطلب، وهو شخص ما كان قادمًا لطلب اللجوء ، وقد اهتممت بما فعله، وجعلني افكر في الموضوع اكثر وبدات في كتابة الرواية، حيث بدات التفاصيل تتراكم في عقلي واستغرقت عام او اكثر لكتابة الرواية".
وأضاف: "موضوع اللاجئين والهروب لم يكن ضمن اهتماماتي وقتها ولكن الحادث اثار شئ ما عندي لاستكشاف هذا العالم وماذا يحدث لهم، وهو ما دفعني للتفكير كثيرا والخروج بهذه الرواية".