«القادري»: لا يُوجد في الإسلام حق إلا وله هدف أو من ورائه مصلحة
تناول الدكتور منير القادري، رئيس الملتقى العالمى للتصوف، ضمن مداخلته في الليلة الرقمية الثالثة والسبعين، ضمن فعاليات ليالي الوصال الرقمية للطريقة القادرية البودشيشية، موضوع "رعاية حقوق الله وحقوق العباد وأثرها في المجتمع ".
وقال “القادري”، إنه “لا يوجد في الإسلام حق إلا وله هدف أو من ورائه مصلحة، حتى وإن لم تصل الأفهام إلى اكتشافها أو فهمها، والدين كله يتعلق بحماية حياة الفرد والجماعة وتميكن الإنسان من عمارة دنياه وأخراه وتحقيق سعادته”، مستشهدا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية.
وذكر أنه كان لرعاية الحقوق في ظل دولة الإسلام آثار عظيمة على الفرد وعلى المجتمع على حد سواء، منها: شعور الفرد بالطمأنينة والراحة والسعادة، و تماسك المجتمع وترابطه، حيث يتمتع كل أفراده بحقوقهم المشروعة، مقدما أمثلة واقعية من التاريخ الاسلامي على ذلك.
وسلط رئيس مؤسسة الملتقى الضوء على عدد من مظاهر رعاية الحقوق في الإسلام، منها رعايته لحق الإنسان في الحياة وحفظ الضرورات الخمس (الدين، والنفس، والعقل، والمال، والعرض)، ورعايته لحرية المعتقد، موضحا أنّ الإسلام لم يجبر أحداً على الدخول فيه واعتناقه، مستشهدا بقوله تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ) [البقرة:256]، إضافة الى رعايته لحقه الفكري، مبينا أن من حق الإنسان أن يفكِّر كيفما يشاء، ويعبِّر عن رأيه ما دام لم ينتهك حق الآخرين، ويهدد أمنهم ووجودهم، وينتقص من قدرهم.
ولفت إلى أن الإسلام اهتم كذلك بالحق السياسي والاقتصادي، معتبرًا أن من حق الفرد أن يكون مشاركاً في الحياة السياسيَّة، وأن من حقه أيضاً التملك في ظلِّ ضوابط عامَّة حددتها الشريعة، إضافة الى كفالته لحق الطفولة.
وبين أن الإسلام شرع الأحكام التي تلبي حاجات الطفل الأساسيَّة والفطريَّة، والصحيَّة والنفسيَّة، الى جانب ضمان حق المرأة، مبرزًا أن الإسلام منحها المكان المرموق المناسب لها، وأخرجها من صور الظلم التي كانت تعيشها، فمنحها حق التملك وحق اختيار زوجها، وحقها في الميراث، فساوى بينها وبين الرجل في التكاليف العامّة، مع مراعاة خصائص أنوثتها، وقد سبق الإسلام في ذلك كلَّ الحضارات والثقافات البشريَّة، الى غير ذلك من مظاهر الحقوق التي حماها الإسلام.