رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في تذكار رحيله.. من هو مؤسس المتحف القبطي «مرقس سميكة»

كنيسة
كنيسة

تحتفل الكنائس، اليوم بتذكار رحيل العالم القبطي الكبير مرقس باشا سميكة والذي شغل أهمية كبيرة في تاريخ الدراسات القبطية في مصر؛ فهو يعتبر أول من فكر في إنشاء متحف قبطي يجمع فيه كل التحف والآثار القبطية في مكان واحد. 

من جانبه قال ماجد كامل، الباحث في التاريخ القبطي، إن مرقس سميكة قد  نشأ في عائلة ثرية؛ ولقد تبرع الأب  وأجداده ببعض المخطوطات والأشياء الثمينة الأخرى للكنيسة المعلقة . 

وتلقى تعليمه بمدرسة الأقباط الكبرى؛ وتعلم بها  اللغات العربية والقبطية واليونانية؛ ثم توجه بعدها إلى مدارس الفرير لدراسة اللغة الفرنسية؛ ولقد أتيحت لـ«سميكة» فرصة التعمق في دراسة اللغة القبطية من خلال مدرسة الأقباط الكبرى، مما زاد من عشقه للآثار القبطية كما سوف نري فيما بعد.

وأشار “كامل” إلى أن “مرقس سميكة ” عمل سكرتيرًا لسيدة إنجليزية كانت تدير مستشفى تطوعي لعلاج الجرحى البريطانيين؛ وفي عام 1883 بدأ حياته العملية كاتبا بمصلحة السكة الحديد، وفي ذات الوقت كان مهتمًا بالآثار القبطية. 

وتابع أن سميكة كان من المعارضين لفكرة استبدال أعيان الأقباط  الكنائس القديمة بالطراز اليوناني الحديث المغطي بالرخام الإيطالي، وفي خلال عام 1891 رافق سميكة باشا رئيس لجنة حفظ الآثار العربية في ذلك الوقت  لزيارة كنائس القاهرة؛ وحثه على ضرورة وضع  تلك الكنائس تحت رعاية "لجنة حفظ آثار الفن العربي" ولقد جاءت اللحظة الفارقة في حياة مرقس سميكة باشا عندما عين عضوًا في لجنة حفظ الآثار التي أسسها توفيق باشا عام 1881؛ وكان ذلك بين عامي 1905 و1906.  

 ويذكر سميكة باشا في مذكراته أنه زار البابا كيرلس الخامس (   1831- 1927 ) بابا الكنيسة القبطية رقم 112؛ ذات يوم من أيام شتاء عام 1908 ؛ فوجده يشرف  بنفسه على صهر الآنية الفضية القديمة التي تملكها الكنيسة لإعادة تشغيلها؛ وكانت جميعها تحمل نقوشًا قبطية وعربية تعود للقرن الرابع عشر والخامس عشر، فعرض سميكة على البابا أن يدفع مبلغ 180 جنيهًا هي قيمة الفضة بعد الصهر على أن يتم الحفاظ علي تلك الآنية الفضية في مخزن كخطوة أولى نحو إقامة متحف؛ فوافق البطريرك؛ وكانت هذه هي النواة الأولى لتأسيس المتحف القبطي. 

وفي نفس العام (1908) ومن أجل تفعيل تلك الفكرة؛ طاف سميكة بالكنائس والأديرة من "رشيد إلى الخرطوم" من أجل جمع كل ما يتعلق بالآثار القبطية؛ وانهالت التبرعات التي أقيم بها المتحف من العلمانيين الأقباط؛ وبعض رجال الدين؛ والأمير حسين كامل (السلطان فيما بعد)، ولم يجد سميكة مكان أفضل لإقامة المتحف القبطي من ذلك الموقع التاريخي الذي أقيم  فيه  بجوار كنيسة المعلقة، وكنيسة أبو سرجة. 

وتم افتتاح المتحف رسميًا في 14 مارس 1910؛ وفي نفس العام ألقي الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت خطابًا في الجامعة المصرية؛ فعبر أعيان الأقباط علي شكرهم للرئيس الأمريكي وطلبوا منه زيارة  المتحف القبطي؛ وأقترح قليني فهمي إهداء أهم مخطوط  قبطي لروزفلت ؛ ولكن سميكة باشا رفض الاقتراح بشدة.