لقاءات مهمة فى 10 أيام.. ماذا تفعل مصر فى ملف ليبيا؟
تبذل مصر جهودًا ضخمة من أجل إرساء الاستقرار داخل ليبيا وتحقيق طموحات شعبها في استعادة الوحدة والهدوء، وإعادة الإعمار.
ولا تتردد مصر في إعلان دعمها الكامل لتحقيق الاستقرار في ليبيا، والحفاظ على وحدة أراضيها، دون تدخلات أو إملاءات أجنبية، بالإضافة إلى إتاحة الاستفادة من خبرات القاهرة في كافة المجالات.
وعملت مصر بشكل مكثف، خلال الأسبوعين الماضيين، للتأكيد على أهمية استعادة وحدة الأراضي الليبية، وتحقيق الاستقرار الداخلي، سواء على صعيد المحافل الدولية أو اللقاءات الثنائية، وذلك لكافة الجهود التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار في ليبيا.
اجتماع مجموعة مسار برلين
وظهرت المساعي المصرية بشكل واضح، في الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية سامح شكري، خلال اجتماع مجموعة «مسار برلين» حول ليبيا، والذي عقد على هامش لقاءات الدورة 76 للجمعية العامة في الأمم المتحدة، أواخر شهر سبتمبر الماضي، تحدديًا يوم 22 من الشهر، وبمشاركة عدد من دول الجوار.
وأكد شكري دعم جهود الاستقرار في ليبيا وتماسك مؤسساتها الوطنية، مشيرًا إلى ضرورة الاستجابة لإرادة الشعب الليبي في تطلعاته المشروعة نحو بلاد مزدهرة وذات سيادة على كل أراضيها.
وأوضح، في تصريحات تلفزيوينة، أهمية الاعتماد على خارطة الطريق في ليبيا، وجعلها أساس الحل بدعم من المجتمع الدولي، بالإضافة إلى إجراء الانتخابات الليبية في موعدها المحدد، يوم 24 ديسمبر المقبل، مجددًا رفض مصر لأي تدخلات أجنبية بالشئون العربية.
اجتماع دول جوار ليبيا
وبعدها بـ48 ساعة، حضر وزير الخارجية اجتماعًا لدول جوار ليبيا، على هامش أعمال الأمم المتحدة أيضًا، وشدد خلاله على أن مصر تولي أهمية كبرى لاستقرار الأوضاع داخل طرابلس.
وأضاف شكري أنه يجب على دول الجوار ممارسة دورها في دعم التوصل لتسوية شاملة تعلم على صون مقدرات ليبيا وحفظ سيادتها، دون أي تدخلات خاريجية، موضحًا أن إجراء الانتخابات الليبية في موعدها يمثل خطوة هامة لتحقيق الاستقرار.
اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي حول ليبيا
ومنذ 3 أيام، شارك وزير الخارجية في الاجتماع الافتراضي لمجلس السلم والأمن الإفريقي، والذي عقد حول ليبيا، إذ أوضح أهمية استعادة الاستقرار الشامل في ليبيا والعمل على إزدهار شعبها.
وأكد شكري دعم مصر الكامل والمستمر لإرداة شعب ليبيا، وكذلك الجهود الدولية والإقليمية المتواصلة لتحقيق طموحاته، وتحقيق وحدته وسيادته، وخروج المرتزقة الذين يمثلون إعاقة لتلك الأهداف، وتهديدًا لأمن ليبيا، ودول الجوار العربي والإفريقي، ولكونهم يوفرون بيئة حاضنة للإرهاب.
مصر تقدم 6 مقترحات لاستقرار ليبيا
وكشف شكري عن 6 مقترحات مصرية لإعادة الاستقرار إلى ليبيا، خلال اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي، مطالبا بأن ينتهي ذلك الاجتماع بتوافق حول تلك النقاط.
وجاءت المقترحات المصرية كالتالي:
01.خروج غير مشروط ومتزامن ومنسق لكافة القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب دون استثناء، بما يتماشى مع المقررات الدولية في هذا الشأن.
02.تجديد الالتزام والدعم لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وتجميد العمل بالاتفاقيات العسكرية الخاصة بالتدريب في الداخل الليبي وخروج أطقم التدريب.
03.إنهاء إجراءات مراجعة وتنقيح الاتفاقية الإفريقية لمكافحة الارتزاق في إفريقيا.
04.مطالبة الدول المٌصدرة للمقاتلين والمرتزقة باستعادتهم، والمتابعة الأمنية الشديدية للعناصر الأشد خطورة، ومعاقبة داعمي المرتزقة ومستخدميهم ومُسهلي انتقالهم بين الدول.
05.تعزيز التعاون المشترك على المستوى القاري لتتبع حركة المرتزقة وأنشطتهم، ووضع آليات للتتبع وتبادل المعلومات، وسن أو تعديل التشريعات الجنائية الداخلية لمحافحة ذلك الخطر.
06.دعم المجتمع الدولي لبرامج دمج وإعادة تأهيل العناصر المنخرطة في المجموعات المسلحة بعد تسريحهم، ونزع الأسلحة الموجودة بحوزتهم.
لقاء القاهرة
ولم تتوقف المساعي المصرية الحثيثة تجاه ليبيا، إذ استقبل شكري، أمس السبت، عبدالله اللافي نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، والوفد المُرافق له، في القاهرة، لبحث عدة ملفات مهمة.
وأكد شكري مجددًا، خلال اللقاء، دعم مصر الكامل إلى «ليبيا الشقيقة» كدولة مستقلة وذات سيادة كاملة، كما أوضح أن القيادة السياسية المصرية وجهت بتسخير كافة الإمكانيات لمساعدة الليبيين في تجاوز المرحلة الراهنة.
وأضاف أن مصر لا تدخر جهدًا في تنسيق الجهود في المحافل الدولية المعنية بالقضية الليبية، أو في البناء على ما تشهده العلاقات الثنائية من قوة دفع حالية، قائلا إن تعاقب الزيارات الحالية بين مصر وليبيا يؤكد الاهتمام المشترك بتطوير تلك العلاقات على مختلف مستوياتها.
وشدد شكري، للوفد الليبي، على دعم مصر للخطى الثابتة التي تشهدها بلادهم لتنفيذ بخارطة الطريق السياسية التي أقرها الليبيون، لعقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المقرر.
وأوضح أن الانتخابات الليبية هي خطوة مفصلية لتحقيق الاستقرار ولمستقبل أفضل، مشددًا على أهمية خروج كافة القوات الأجنبية، والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من الأراضي الليبية، والتي تحول دون استعادة ليبيا سيادتها الكاملة، كما تؤثر سلبًا على أمن دول جوار ليبيا.