«نام مرعبهم».. سقطة «ميسي» بعد الهيمنة على الركلات الحرة (سيناريو صحفي)
(1)
"في برشلونة عندما كان اللاعبون يمررون الكرة وتصل إلى ميسي.. كنت أنام مطمئنًا"، المدرب الأسباني بيب جوارديولا في مقابلته التلفزيونية مع جاري لينيكر كـ"مدير فني لنادي مانشستر سيتي".
الزمان: 6 أغسطس 2018
لم يعد "جوارديولا" مطمئنًا الآن، ففي جميع المواجهات التي جمعته ضد "ميسي"، لم يفز عليه إلا في مباراتين من أصل خمسة، استطاع الأرجنتيني من خلالهم تسجيل 7 أهداف وصناعة هدفين ليكون "البرغوث" بمثابة الكابوس الذي لا يتوقف عن الاحتفال أمام أعين "بوب التدريب" الذي وصفه بـ"الإعجازي".
"ميسي" الذي كان الحلم النابض للمدرب الإسباني أثناء قيادته لفريق برشلونة الإسباني، أصبح الآن "لا يمكن إيقافه".
(2) مشهد 1
"نهار- خارجي"
ملعب الكامب نو بعد الفوز بكأس "جامبر"
الزمان: "15 أغسطس 2018"
صوت ليونيل ميسي متداخلًا مع عشرات الآلاف من محبي "البلوجرانا" بعد رحيل توأمه الكروي أندريس إنيستا: "شرف لي أن أكون القائد.. أعرف ما معنى أن تكون قائدًا لهذا النادي".
جماهير “البلوجرانا” تهتف بحماس.. "أنت القائد الآن يا ليو.. أنت المنقذ، ارفعنا إلى فوق، فمعك سنكون النادي الأقوى عالميًا"، شاشة الملعب كانت تضئ بنتيجة ثلاثة أهداف للاشئ على بوكا جونيور، في البطولة التي ينظمها سنويًا لاستقبال موسمه الجديد.
فوق أرضية الملعب، وقف اللاعب الأعظم في التاريخ - كما رأته الجماهير لسنوات طويلة- حفّز من اللاعبين الجدد المنضمين للفريق وتعاهدا على الفوز بالبطولة المحببة الكبرى دوري أبطال أوروبا.
(قطع)
(3) مشهد 2
"ليل- خارجي"
ملعب الكامب نو
الزمان: 8 مايو 2017
الدقيقة 95، المباراة ساخنة بين فريقي برشلونة وباريس سان جيرمان، الفريقان يريدان الصعود لاستكمال حلم تحقيق دوري الأبطال، الجماهير الإسبانية متأهبة لا تدرك مجريات الأمور، خمسة أهداف مقابل هدف وباقي على الحلم هدف واحد فقط، وفي الثواني الأخيرة من الوقت الإضافى، مرر نيمار كرة ساحرة من منتصف الملعب للاعب صغير لم يعرفه أحد يدعى "سيرجيو روبيرتو"، وجعله يضع اسمه في مباراة "الريمونتادا" الأشهر على مر التاريخ.
الجميع أصابه الجنون، "ميسي" ترك كل شئ وصعد إلى المدرجات؛ ليحتفل بالسداسية الأغلى له مع برشلونة، الجماهير تهتف: "أنت المنقذ الحقيقي يا ليو، أنت الليو الأسطوري".
ضربة موجعة تلقاها الفريق الفرنسي، لم تتكرر في تاريخ كرة القدم، "كاتالونيا" لم تنام في تلك الليلة، الاحتفالات امتدت لأيام بعد تحقيق ما كان مستحيلًا، فالفريق الإسباني استطاع العودة بعد هزيمته في مباراة الذهاب بنتيجة 4 أهداف مقابل لاشئ، وجعل العالم برمته يتحدث عن معجزة ستظل عالقة في الأذهان، خلقها أسطورة يدعى "ميسي".
(4) مشهد 3
"ليل- خارجي"
ملعب حديقة الأمراء
الزمان: 28 سبتمبر 2021
وقف اللاعب الأفضل عالميًا لمرات متتالية وجهًا لوجه أمام "مُعلمه" مرة آخرى، ميسي الذي أشعلت أقدامه نيران الغضب لدى جماهير باريس سان جيرمان، أصبح الآن لاعبًا بين صفوف الفريق الذي يؤدي معه مباراته الأولى في دوري الأبطال.
التقى الاثنان وتصافحا: "لن تفعلها مرة آخرى يا ليو"، يبتسم وفي أعمق نقطة في خياله يفكر ويضع الاحتمالات "كيف يتم إيقاف هذا اللاعب؟ إنه مثالي لا نقدر عليه".
الجماهير الفرنسية في الخلفية تهتف، وتتعالى أصواتهم: "ميسي.. ميسي" يرتفع الصوت عندما حانت الدقيقة الرابعة والسبعين، بعد تمريرة حاسمة من زميله كيليان إمبابي عاشق الدون رونالدو، قبل أن تصل الكرة ربما اتسعت أعين جوارديولا مطالبًا الرحمة: "أرجوك لا تفعلها مجددًا يا ليو"، غير أن "الأعظم عالميًا" نظر إليها ودون رحمة أودعها الشباك واحتفل بأول أهدافه بالقميص الأزرق الجديد.
تمر الدقائق القاسية على المدير الفني الذي حاول كثيرًا ضم "لاعبه المفضل" إلى ناديه، شاشة الملعب ربما كانت ساطعة لا يتحملها "جوارديولا" بنتيجة الهدفين، غير أن صافرة النهاية قتلت الوقت، وجعلته يرمقه بنظرة حيرة: "ماذا عليّ أن أفعل؟!".
(قطع)
(5) مشهد 4
"ليل- داخلي"
ملعب الإنفيلد - مايو 2019
يجلس فريق "برشلونة" في غرفة الملابس، يبكون قهرًا على الهزيمة الساحقة، الصدمة حّلت على الجميع، لا يدركون كيف انقلبت الآية رأسًا على عقب في 90 دقيقة فقط، بعد أن ضمنوا التأهل إلى النهائي في مباراة الذهاب أمام نادي ليفربول، لكن المفاجأة كانت في رد المدرب الألماني يورجن كلوب على أرضه في إنجلترا، حين رد هزيمته في ملعب الكامب نو بنتيجة 3-0، إلى رباعية نظيفة مكنته من التأهل إلى النهائي والفوز بالبطولة.
اختفى "ميسي" تمامًا عن الصورة، فقط ظهر إيفان راكيتيتش الذي ظل ينظر إلى الأرض حرجًا من ما حدث، وبجانبه جيرارد بيكيه الذي أراد أن تنشق الأرض وتبتلعه، فأين الوعد الذي انتظره الجمهور؟، وأين ذهب حلم التتويج بالبطولة الأغلى على الإطلاق؟.
"أشعر بالنهاية، غادرت غاضبًا بعد المباراة مباشرة، وليست صدفة ما حدث بالإنفيلد أمام ليفربول"، ليونيل ميسي متأثرًا في تصريحات لصحيفة موندو ديبورتيفو.
لم يختلف الوضع كثيرًا عن البطولة التي كانت تليها، بل زاد الطين بلة، في فضيحة كروية لم ينساها أي من مشجعي البلوجرانا، حين خرج الفريق مرة أخرى أمام بايرن ميونخ بنتيجة 8-2 في عام 2020، وكانت هذه هي "القاضية" للاعب الذي طالما عشقته نجيلة ملعب الكامب نو.
(قطع)
(6) مشهد 5
"ليل- خارجي"
ملعب الكامب نو - أغسطس 2021
"انقذنا مرة أخرى يا ليو"
تجمهر كبير لجماهير برشلونة أمام معقل النادي الكتالوني لإلقاء النظرة الأخيرة على النهر الذي كان يصب في محيط البرسا، لم يصدقوا أنه سيترك بيته الذي طالما حمله على مدى 90 دقيقة، كان يمشي فيهم على خطوات النملة، وإذ قرر الانطلاق ينطلق كالسهم، يتوغل ويسدد.
"ما حدث أشبه بماء بارد صُب فوق رأسي، أتمنى العودة مرة أخرى".. صوت ليونيل ميسي باكيًا خلال المؤتمر الأخير له الذي ودع فيه ناديه وجمهوره، والتقط صورًا عدة برفقة الجوائز التي حصل عليها خلال مسيرته مع نادي برشلونة.
راود ذهنه اللحظات الأولى لظهوره في الفريق حين كان يبلغ من العمر 16 عامًا، ظهر في الدقيقة 71 من مباراة ودية جمعت بين فريقي برشلونة الإسباني وبورتو البرتغالي، يوم 16 نوفمبر 2003، يرتدي رقم 14 على قميصه، ويقف على خط التماس، منتظرًا إشراكه مكان اللاعب فيرناندو نافارو.
لم يلتفت له أحد في الثوان الأولى لظهوره، حتى أجبر الجميع على متابعة لمساته للكرة بدقة عالية، بعد دقائق معدودة من نزوله لأرض الملعب، وهكذا كان الحال في كل مباراة يتواجد فيها «ميسي»، اللاعب الذي غّير شكل كرة القدم في القرن الـ20.
لعب الأرجنتيني أول 7 مباريات له في الدوري الأسباني كبديل مع فريق برشلونة، ومواجهتين في دوري أبطال أوروبا وكأس ملك إسبانيا، دون تسجيل أي أهداف، لكنه استطاع خطف الأنظار حوله لمجرد مغازلته لكرة القدم.
(قطع)
(7) مشهد 6
"نهار- خارجي"
ملعب حديقة الأمراء - 10 أغسطس 2020
سر رقم 30
يصل "ميسي" إلى الأراضي الفرنسية وسط حفاوة كبيرة من قبل مشجعي فريق باريس سان جيرمان، الذين طالما تمنوا تواجد هذا اللاعب الأسطوري ضمن فريقهم، ودخل الملعب ليستلم قميص الذي حمل الرقم 30، ما أثار دهشة البعض وتساءلوا جميعا.. لماذا 30؟.
لم ينس الأرجنتيني الرقم الذي لعب به في برشلونة، وسجل حينها أول هدف ذُكر له في التاريخ من تمريرة الساحر البرازيلي رونالدنيو، وكان يرتدي حينها الرقم 30 لمدة ثلاث مواسم.
"كل ما يتعلق بالنادي الباريسي يطابق طموحي الكروي"، "ميسي" يلقي كلمته الافتتاحية بعد الانضمام رسميًا لصفوف النادي الفرنسي.
(8)
خدعة أسفل الجدار
لحظات طويلة، للوهلة الأولى تبدو روتينية، لكنها كانت الأهم لإثبات نفسه من جديد وسط الفريق الفرنسي، انتظاره للهدف الأول مع النادي، يحاول أن يحطم أرقامًا جديدة في مسيرته الكروية، وفي المباراة الأخيرة التي جمعته ضد مدربه السابق "بيب جوارديولا" سجل على فريقه هدفًا قاتلًا.
في الدقائق الأخيرة من المباراة، لم تكن الضغوطات كبيرة، فالفريق المنافس كان خاسرًا بهدفين دون رد، وبرغم هدفه العالمي إلا أن ما تصدر منصات التواصل الاجتماعي كان شيئًا غريبًا، لم يعتاد عاشقيه على رؤيته.. كيف نام "ميسي" في حائط صد باريس سان جيرمان؟.
"كان يجب أن يقول أحدهم، لا لا.. هذا لا يحدث مع ليونيل ميسي".. رد فعل ريو فيرديناند، أسطورة مُنتخب إنجلترا، كان قاسيًا لما شاهده من موقف لم يكن يتوقعه، فهو يرى إن كان من ضمن الفريق الباريسي في تلك لليلة، لذهب إليه وطلب منه النهوض ليقوم بهذا الأمر نيابة عنه.
تلك الحيلة التي اتبعها "ميسي" أمام مانشستر سيتي، كانت تُقام في الماضي من أجله خصيصًا، وبدأها مدرب نادي آيندهوفن الهولندي، مارك فان بوميل، في أواخر 2018، وقتها كان "الليو" يتعامل مع الضربات الحرة المباشرة على أنها ركلات ترجيح، يلعبها بشكل بارع للغاية، ولكن الأزمة أن الحيلة لم تخدعه، فقد استطاع إحراز الهدف بطريقة أخرى، ولم يمنعه الجدار الذي بُني أسفل الحائط!
"مع ميسي لا يوجد مستحيل، يا لها من تسديدة رائعة"، يورجن كلوب في المؤتمر الصحفي عقب خسارته أمام برشلونة في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال بنتيجة 3-0، مايو 2019.
من بين 58 ركلة حرة أحرزها ميسي في مسيرته الكروية، حاز هدفه في تلك المباراة بجائزة أفضل هدف في بطولة دوري أبطال أوروبا.
(قطع)
(9) مشهد 7
"ليل - داخلي"
ملعب حديقة الأمراء
الزمان: 28 سبتمبر 2021
وقف بيب جوارديولا أمام عدد من وسائل الإعلام، طالبًا منهم التحية: "فعلنا كل شئ باستثناء التسجيل.. كان الأداء جيد ولكنهم دافعوا بعمق وكانوا خطرين في الهجمات المرتدة".
هدف "البرغوث" لم ينساه "بيب" في حديثه: "إذا كان ميسي سعيدًا في باريس.. فأنا سعيد من أجله".
