دعوة أممية لإنهاء حصار تيجراى وتسهيل وصول المساعدات
دعا منسق المساعدات الإنسانية بمنظمة الأمم المتحدة مارتن جريفيث، الثلاثاء، الحكومة الإثيوبية إلى إنهاء "الحصار الفعلي" الذي تفرضه على إقليم تيجراي شمال البلاد، والذي استمر قرابة ثلاثة أشهر وأدى إلى تقييد وصول المساعدات، مشيرا إلى أن 10% فقط من الإمدادات الإنسانية المطلوبة تمكنت من الوصول إلى المنطقة التي مزقتها الحرب في الأشهر الثلاثة الماضية بسبب العراقيل التي يضعها النظام.
وقال "جريفيث" خلال مقابلة مع "رويترز": إن "طلبي بسيطا للغاية.. اجعل تلك الشاحنات تتحرك"، مضيفا "هذه (المجاعة) من صنع الإنسان ويمكن تداركها من خلال عمل حكومي".
وتابع جريفيث، الذي التقى مع نائب رئيس الوزراء الإثيوبي ديميكي ميكونين الأسبوع الماضي خلال الاجتماع السنوي للأمم المتحدة لزعماء العالم في نيويورك: "نحتاج إلى أن تفعل الحكومة الإثيوبية ما وعدت به وهو تسهيل وصول المساعدات".
وواصل حديثه: "توقعنا أن يكون هناك 400 ألف شخص في ظروف شبيهة بالمجاعة أو معرضين لخطر المجاعة، وكان الافتراض أنه إذا لم تصلهم المساعدة بشكل كاف، فسوف ينزلقون إلى المجاعة"، في إشارة إلى البيان الذي أطلقته الأمم المتحدة في يونيو الماضي وحذرت فيه من مجاعة وشيكة فى إقليم تيجراى المحاصر شمالى إثيوبيا، مضيفة أن مئات الآلاف أو أكثر معرضون لخطر الوفاة بسبب الجوع.
واستكمل "يجب أن أفترض أن شيئًا كهذا يحدث"، موضحا أنه كان من الصعب معرفة بالضبط ما كان عليه الوضع على الأرض في تيجراي بسبب الحصار الفعلي للمساعدات ونقص الوقود والنقود والشاحنات.
وأشارت "رويترز" إلى إنه تم إطلاق النار على سائقي الشاحنات التي تنقل مساعدات إلى تيجراي مرتين على الأقل، كما تم اعتقال بعض سائقي الشاحنات التيجرايين في منطقة عفار المجاورة، على الرغم من إطلاق سراحهم لاحقًا، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
وقال منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة إن الكثير من الشاحنات تذهب إلى تيجراي ولا تعود، مما يفاقم المشاكل الإنسانية، مؤكدا أنه لم تدخل أي شاحنات وقود إلى الإقليم المحاصر منذ أواخر يوليو الماضي، وأشار إلى "العواقب والعراقيل المفروضة على العمليات الإنسانية - مهما كان سببها - تمثل إشكالية ".
وقالت الأمم المتحدة في منتصف سبتمبر الجاري، إن 38 شاحنة فقط من أصل 466 شاحنة دخلت تيجراي منذ 12 يوليو قد عادت، وبقية الشاحنات لم تعود، مشيرة إلى أن 5.2 مليون شخص أي 90٪ من السكان بحاجة ماسة إلى المساعدة.
من جهته، أعلن برنامج الأغذية العالمي في إثيوبيا يوم الثلاثاء، أن 61 شاحنة تجارية غادرت تيجراي في الأيام الأخيرة ، متوقعا مغادرة المزيد في الأسابيع المقبلة.
وأكد البرنامج إنه "سيواصل العمل مع شركات النقل للتغلب على أي مشكلة لوجستية لضمان مرور الشاحنات على الطريق، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية".
وحذر منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن جريفيث ايضا خلال حديثه مع "رويترز" من تفاقم المجاعة بين سكان تيجراي، لا سيما بعد أن أصبح العديد منهم، وخاصة الأطفال الرضع والنساء الحوامل، يعانون من سوء التغذية، مشيرة إلى أن الأزمة تعيد بالأنظار إلى المجاعة التي ضربت الصومال قبل عقد من الزمان.
وفقًا للأمم المتحدة ، كشف فحص الأطفال دون سن الخامسة خلال النصف الأول من شهر سبتمبر أن 22.7٪ منهم يعانون من سوء التغذية وأن أكثر من 70٪ من حوالي 11000 امرأة حامل أو مرضع يعانين من سوء التغذية الحاد.
وقال جريفيث: "على سبيل المقارنة ، هذا هو نفس مستويات سوء التغذية التي رأيناها في عام 2011 في الصومال في بداية المجاعة الصومالية""، مضيفا أن هناك حاجة إلى وصول 100 شاحنة من المساعدات يوميا إلى تيجراي.