حسن كامل يكتب: عظيمات مصر
كل يوم يقف العالم يتساءل عن أسباب نجاح مصر فى بناء دولتها الحديثة والجمهورية الثانية فى وقت أصيب العالم أجمع بجائحة تزامنت مع عدم استقرار سياسى، وهما سبب فشل أى عمليات تنمية أو نمو
والحقيقة. إن كلمة السر فى نجاح التجربة المصرية الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى آمن بدور المرأة وقدرتها على أن تكون الفاعل والشريك الرئيسى فى تشييد الدولة العصرية الجديدة، فلا تخلو مناسبة من وصفهن بعظيمات مصر.
لم يكن أبدًا تقدير الرئيس عبدالفتاح السيسي لسيدات مصر من فراغ عندما جاء ظاهرًا في 13 فبراير 2016 عندما خاطب البرلمان قائلًا: نائبات مصر المحترمات، أخاطب من خلالكن المرأة المصرية صوت ضمير الأمة النابض بعشق الوطن التي أثبتت دومًا أنها صمام الأمان لمصر وشعبها، عبرن عن قضايكن وكن صوتًا للحق تحت هذه القبة، تمسكن بحلمكن في وطن مستقر وآمنّ ودافعن عن ذلك بكل ما أوتين بقوة من الله وعزيمة وإرادة وتحدٍ.
هن فعلن عظيمات وسند النجاح بدءًا من الأسرة الصغيرة وصولًا إلى الوطن الأكبر ولمَ لا والتاريخ يسجل عبر أقدم حضارة أن 11 سيدة تولين العرش منذ عهد الفراعنة. فأول سيدة في العالم تولت الحكم، وأشهر قصة حب أدت لخسارة سيدة لعرش البلاد كانت على أرض مصر ومصر فقط.
من لا يعرف ميريت نيت أول امرأة تحكم في تاريخ العالم قبل 2900 قبل الميلاد، وظهر اسمها "أم الملك" موت نسوت، على العديد من الأختام الملكية، جلست على عرش مصر وحكمت لسنوات بمفردها كملكة حاكمة. كانت أجمل نساء عصرها، ذكرانتحارها هيرودوت بعد انتقامها ممن قتلوا زوجها.
أما خنت كـاوس ملكة مصر القديمة ذات الدور المحورى بالأسرتين الرابعة والخامسة، فهى ملكة مصر العليا والسفلى وأُم ملك مصر وبنت لنفسها هرمًا في الجيزة.
تأتى أيضًا سـبك نفـرو ابنة الفرعون أمنمحات الثالث، وتولت الحكم بعد وفاته، لأنه لم يكن له وريث ذكر، حكمت لثلاثة أعوام وبنهاية حكمها انتهت الأسرة الثانية عشرة، وشيدت هرمها بالقرب من هرم أمنمحات الثالث في صعيد مصر.
أيضًا حتشبسوت أشهر الملكات في التاريخ، وخامس فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، وحكمت من العام 1482 إلى 1503 قبل الميلاد، الابنة الكبرى للملك تحتمس الأول وفي عهدها أنشأت الجسور والطرق، وأسست جيشًا قويًا، وتميزت فترة حكمها بالسلام والرخاء والازدهار، وسيطرت مصر على كافة طرق التجارة العالمية، فالتحمت بشعبها بارتداء ملابس الرجال.
أما تـاوسـرت وتعني القوية وهي آخر ملوك عصر الأسرة التاسعة عشرة، وحكمت عامين كملكة مصر منفردة، وتولت الحكم في ظل أوضاع سياسية واقتصادية صعبة وبوفاتها انتهت الأسرة التاسعة عشرة.
ثم نفرتيتى ويعنى اسمها "الجميلة أتت" زوجة الملك أمنحتب الرابع فرعون الأسرة الثامنة عشرة، وكانت تساند زوجها أثناء ثورته الدينية والاجتماعية وتمتعت بسلطة واسعة، وحصلت على لقب الزوجة الملكية العظمى وشاركت معه في حكم البلاد، وحكمت أيضًا نفرتاري كبيرة الزوجات الملكيات لرمسيس واسمها الصاحبة الجميلة أو المحبوبة التي لا مثيل لها وجميلة جميلات الدنيا.
من العالم لا يعرف كليوباترا الثانية إحدى أبناء بطليموس الخامس، اشتركت في الحكم مع بطليموس السادس والسابع والثامن وبعد اندلاع ثورة على بطليموس الثامن وهروبه، انفردت بالحكم وتمتعت البلاد في عهدها باستقرار سياسي واقتصادي.
وتأتى فى القائمة الملكة برنيقة التى قادت البلاد لاستقرار ورخاء اقتصادي حتى توفيت كليوباترا السابعة آخر الحكام البطالمة التى حكمت عشرين عامًا صاحبة أقدم قصة حب بين أنطونيو وكليوباترا.
وحديثًا شجر الدر الملقبة بعصمة الدين أم خليل، خوارزمية الأصل، تولت عرش مصر لمدة ثمانين يومًا بمبايعة من المماليك وأعيان الدولة بعد وفاة زوجها السلطان الصالح أيوب، ثم تنازلت عن العرش لزوجها الثاني المعز أيبك سنة 1250.
تاريخنا القديم نور لكن التاريخ سطر أنوارًا مع حكم الرئيس السيسى ودور المرأة المصرية العظيمة فلأول مرة فى تاريخ المرأة المصرية تصل لهذه المكانة، فالأرقام تقول إن نسبة المرأة في تولى الوظائف الحكومية بلغت 45%، بينما المتوسط العالمي 32% وبلغت نسبة القيادات التنفيذية من النساء 7,1% أعلى معدل بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمقدر بـ4,5 %.
ووصلت نسبة مشاركات المرأة في مجالس الإدارات عمومًا 10,2% وبلغت نسبة تمثيل السيدات في مجالس إدارات البنوك 12% ونسبتهن كرؤساء تحرير الصحف القومية تصل لـ18%.
كما بلغ عدد القاضيات 66 قاضية، وتم تعيين المستشارة حسناء شعبان كأولى السيدات اللاتي تقلدن منصب رئيس محكمة في القضاء المصري، كما تم تعيين أولى المساعدات لوزير العدل ووصلت نسبة تمثيل المرأة بالسلك الدبلوماسي إلى 24.8% وأصبحت المرأة عنصرًا رئيسيًا في تشكيل الحكومة بعدد ثماني وزيرات بالحكومة الحالية بنسبة 25% وهى أعلى نسبة في تاريخ الدولة المصرية وتفوق الدول المتقدمة، رغم أن هذه الوزارات تمس حياة المواطنين، مما يعني الثقة المطلقة للقيادة السياسية في قدرة المرأة المصرية، وحاليًا لها بمجلس النواب 162 مقعدًا بنسبة تجاوزت 27%.
إنهن حقًا عظيمات مصر فى عهد نظام سياسي معتدل يثق بقدرتهن على البناء.