دراسة أوروبية تكشف كيف اخترق الإخوان أوروبا؟
كشفت دراسة أعدها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات تحت عنوان الإخوان المسلمون في أوروبا ـ تشكيل اللوبيات.. منصات إعلامية وواجهات عمل، كيف اخترقت الإخوان أوروبا؟
الإخوان في ألمانيا
حذرت الاستخبارت الألمانية بشكل متزايد من مخاطر “الإسلام السياسي” كتنظيم الإخوان المسلمين وحذرت من اختراقهم المنظمات والجمعيات الإسلامية والتقرب إلى الأحزاب السياسية الألمانية، وكذلك استغلال دور العبادة كمسجد “ميونيخ”.
وتأسست جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي ، وهي تسيطر بشكل شبه كامل على دور العبادة الإسلامية والجمعيات الاجتماعية والثقافية.
يتم ذلك من خلال ثلاثة من قادة التنظيم الدولي (سعيد رمضان وعلي غالب همت ويوسف ندا).
وضع الإخوان نصب عينيهم بالفعل عاصمة بافاريا، من خلال تنفيذ مشروع بناء أول مسجد للإخوان المسلمين في أوروبا، حيث أنشأ سعيد رمضان أول منظمة للإخوان المسلمين في أوروبا على شكل لجنة مكلفة ببناء المسجد الكبير في ميونيخ. بعد ذلك بعامين ، في عام 1960 ، أنشأت هذه اللجنة جمعية تسمى Islamische Gemeinschaft in Deutschland (IGD). تم الاستيلاء على IGD. من قبل عضوين تاريخيين من التنظيم الدولي: علي غالب حمت ويوسف ندا.
ويرى الخبراء أن هذه المهارات التي يحرص التنظيم على تجنيد من يمتلكونها، تشكل خطرا كبيرا، فبالرغم من أن أعضاءه لا يعلنون انتمائهم له بشكل رسمي، فإنهم قادرين بفضل هذه المهارات، على أن يظهروا “كمحاورين جيدين وجديرين بالثقة”، مما يسهل عليهم نشر أفكارهم.
وينظر الدستوريون إلى “الجمعية الإسلامية في ألمانيا”، التي تنشط في جميع أنحاء البلاد، “كنقطة اتصال مهمة للإخوان في ألمانيا”. وبحسب المكتب الاتحادي لحماية الدستور، فإن هناك “روابط هيكلية وأيديولوجية وثيقة بين الجمعية وتنظيم الإخوان”، وهو الأمر الذي تنفيه الجمعية.
يقول الصحافي “أكسل شبيلكر” المتخصص في شؤون الإرهاب، عبر تقرير عن تمدد “الإخوان” نشرته صحيفتي «كولنر شتات أنزيغير» و«فوكس»، عن السلطات الأمنية في ولاية شمال الراين فستفالن، أن “شعبية الهيئات والمساجد التابعة لـ(الإخوان) تتزايد بشكل مضطرد.
أصبحت IGD ، المنتسبة حاليًا إلى اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (FIOE) ، الهيئة الرئيسية للإخوان المسلمين في ألمانيا. برئاسة سمير فلاح ، لديها فرع شباب معروف باسم Muslimische Jugend في دويتشلاند (MJD) ، بقيادة سروار فرج. ومع ذلك ، فإن جوهر أنشطة الدعاية والوعظ لـ IGD يشمل العمل التوعوي من خلال الجمعيات الخيرية والمدارس القرآنية والمراكز الاجتماعية الثقافية الإسلامية. للقيام بذلك ، لديها مجموعة متنوعة من Islamische Zentren (المراكز الإسلامية) في عدد من الأقاليم الألمانية ، وأشهرها المركز الإسلامي في ميونيخ ، برئاسة أحمد فون دنفر ، الذي ينشر مجلة الإسلام ، والمجلة الأولى. في برلين ، برئاسة محمد طه صبري ، الذي يدير الجامع الكبير في برلين-نويكولن.
كما سعى تنظيم الإخوان المسلمين باستمرار للتقرب إلى الأحزاب الألمانية لتوسيع نفوذه. ويأتي على رأس تلك الأحزاب حزبي “الخضر” و”اليسار” في ألمانيا.
التقرب لصانعي القرار السياسي، حيث عُيّنت ثلاث نساء في الفرع الألماني للمجلس الأوروبي للفتوى والبحوث في سبتمبر 2020، وهنا تجدر الإشارة إلى ثلاث جمعيات نسائية في ألمانيا. الأولى هي “الرابطة النسائية الإسلامية للتعليم والتربية”، وهي عضو في المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة. والثانية هي منظمة “بـ أو بدون” (في إشارة إلى ارتداء الحجاب من عدمه) وتُعرف اختصارًا باسم “WoW e.V”. والثالثة هي “مركز الاجتماعات والتدريب للمرأة المسلمة”.يتلقى مركز الاجتماعات والتدريب للمرأة المسلمة ومقره كولونيا التمويل من مصادر مختلفة، ويحظى بدعمٍ سياسي واسع النطاق، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه جماعة الإخوان المسلمين فيه بسبب أنشطته الاجتماعية في رعاية النساء المسلمات والمهاجرين.
الإخوان في بريطانيا
ينشط عدد من قادة ونشطاء جماعة الإخوان المسلمين في بريطانيا وتغلغل نفوذهم داخل المؤسسات والجمعيات الخيرية والمساجد البريطانية كمسجد ” فينسبري بارك”
وكان مسجد ” فينسبري بارك” معقلا للمتشددين خلال فترة التسعينيات وحتى مطلع الألفية. مثل “زكريا موسوي” العضو في تنظيم القاعدة ، والذي تمت إدانته في أمريكا في هجمات 11 سبتمبر 2001. كذلك ريتشارد ريد، “مفجر الحذاء”، وحاول “ريد” في عام 2001 تفجير طائرة متجهة من فرنسا إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وإيضا “مصطفي كمال” المعروف باسم “أبو حمزة المصري” الذي يعد من أهم أعضاء تنظيم “القاعدة”. وحرض “المصري” من خلال المسجد على العنف والتطرف بين الشباب، استقطبت خطب حمزة حشدًا من المساعدين الشباب والمتطرفين.
تشير التقديرات إلى أن (35) شخصا على الأقل من المحتجزين بمعتقل “غوانتانامو” مروا بالمسجد، وفي أغسطس 2015 ، كانت قاعدة بيانات دولية لا تزال تدرج المسجد على أنه خطر إرهابي محتمل.
أعيد افتتاح المسجد قي عام 2005 ،تحت قيادة الرئيس الجديد للأمناء “محمد كوزبار” ، وهو أيضًا شغل منصب نائب رئيس الرابطة الإسلامية في بريطانيا. وتشير التقارير الاستخباراتية أن هناك ارتباط وثيق بين تنظيم الإخوان المسلمين في بريطانيا والرابطة الإسلامية
يعد المجلس الإسلامي في بريطانيا، وهو مؤسسة يندرج تحت مظلتها أكثر من (500) هيئة إسلامية في بريطانيا، يزعم أنه “مؤسسة غير طائفية”، ولكن يعتقد أن مؤيدي الإخوان المسلمين “لعبوا دورا هاما في إقامته وإدارته”.
كما اخترق الإخوان بريطانيا عن طريق عدد من المنصات الاعلامية، منها قناة الحوار حيث أدارها عضو الرابطة الإسلامية في بريطانيا وعضو التنظيم الدولي عضو التنظيم الدولي لإخوان المسلمين “عزام سلطان التميمي” صاحب الجنسية الفلسطينية.
شبكة المكين الإعلامية: أسسها القيادي داخل التنظيم”أنس مقداد”، شركة الخدمات الإعلامية العالمية المحدودة: يديرها القيادي البارز داخل التنظيم “إبراهيم منير” تضم المكتب الإعلامي الرئيسى للتنظيم الدولي.
“الرابطة الإسلامية في بريطانيا” التي أسسها كمال الهلباوي عضو جماعة الإخوان المسلمين سابقا. وقام الإخوان المسلمون المنفيون بتشكيل دار الرعاية الإسلامية في “فينسبري بارك” في عام 1970، ومنذ عام 2005، قامت الرابطة الإسلامية بإدارة مسجد فينسبري بارك.
الإخوان في الشرق الأوسط
لم تتأخر جماعة الإخوان المسلمين في الانخراط في الإعلام الرقمي والعمل على امتلاك أدواته المختلفة، فمع بدء استخدام شبكة الإنترنت في مصر – مقر التنظيم الأم للجماعة – خلال تسعينيات القرن الماضي، تنبهت الجماعة إلى أنها وجدت أداة حقيقية تساعدها في كسر الحصار الإعلامي الذي فرضته عليها الدولة في محاولة للحد من قدرتها على نشر أفكارها في المجتمع عبر وسائل الإعلام التقليدية.
وقد دعا أحد أشهر مؤرخي الجماعة، قيادات الجماعة بعد خروجهم من السجون، وهم يشرعون في إعادة تأسيس التنظيم السرّي، إلى أن يتحول التنظيم بشكل كامل إلى شركات إعلام ونشر وسينما وتلفزيون وإذاعة، بما يؤكّد حضور الإعلام منذ وقت مبكر في وعي الجماعة وقياداتها، كسلاح رئيس في نشر أيديولوجيا التنظيم.
تم التحذير من أن جماعة الإخوان المسلمين قد تستغل تطبيق الكتروني للتأثير على الرأي العام العربي لصالحها وتجنيد عملاء جدد حيث اكتسب التطبيق الجديد في الفضاء الإلكتروني المعروف بـ “Clubhouse”. وقد استغلت جماعة الإخوان المسلمين منشورات آلاف الحسابات المزيفة على فيسبوك وتويتر لنشر العديد من الشائعات ضد السلطات في العالم العربي. و استخدام الصوت البشري في التواصل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، كما هو الحال في Clubhouse، بدلا من منشور مكتوب والحد من الدخول إلى Clubhouse لأولئك الذين لديهم دعوات من المستخدمين السابقين، يقلل من انتشار الحسابات المزيفة وتأثيرها المضلل على المجتمع.
اشارت دراسة نشرها “معهد اكسفورد للانترنت” في عام 2020 ، أنه عقب انتهاء حكم الإخوان في 2013، انتشرت الحسابات المزيفة على موقع (فيس بوك)، من خلال تزييف الحسابات بأسماء المسئولين المصريين من أجل تضليل الرأي العام، والتي تمتعت بحجم متابعة أكبر من الحسابات الرسمية للمسئولين
وتابعت الدراسة تمتلك كل من الامارات و السعودية امكانيات و قدرات سياسية و اقتصادية و ثقافية تقف بالمرصاد للفكر الاخواني و تتصدى له منذ سنوات عديدة ، مما أدى بالتنظيم الاخواني إلى خلق الإشاعات و التضليل الإعلامي و التهجم على ما يمت بصلة للإمارات و السعودية و جهودهما في مكافحة الإرهاب و التطرف في المنطقة، ما اعتبره تنظيم الإخوان بمثابة تهديد وجودي مباشر لهم و لإيديولوجيتهم المتطرفة.
الإخوان في فرنسا
يعد اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا أو ” مسلمو فرنسا” حاليا من ضمن أكثر الاتحادات المؤثرة في فرنسا والذي تأسس في إقليم مورت وموزيل في يونيو 1983، من قبل تجمع أربع جمعيات لشمال وشرق فرنسا وينشر المعهد بعض المنشورات والكتيبات الإسلامية باللغة الفرنسية تعبر في الغالب عن وجهة نظر الاتحاد حول الإسلام، للإشارة فقد صوت الإتحاد في سنة 2017 على تغيير اسمه من ” اتحاد المنظمات الإسلامية” ليصبح اسمه الجديد : ” مسلمو فرنسا”.
– التجمع لمناهضة الإسلاموفوبيا
– مركز الدراسات والبحوث حول الإسلام
– المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية
– معهد ابن سينا لتخريج الأئمة
قيادات إخوانية بارزة في فرنسا:
– هاني رمضان حفيد حسن البنا مؤسس جماعة «الإخوان المسلمين»
– طارق رمضان
خطاب الإخوان الإعلامي والدعائي
كشفت إحدى الدراسات أن خطاب جماعة الإخوان المسلمين الإعلامي يسير وفق رؤية حسن البنا رغم تطوّر تكنولوجيا الاتصال وامتلاك الجماعة لعشرات المدوّنات والصفحات الإخبارية على الإنترنت واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فقد ظل برغم كل ذلك التطور التكنولوجي والمهني، مرتبطا وتابعا لخطاب الجماعة بل ومجسدا لرؤية مؤسس الجماعة حسن البنا، وهو ما وصف بأحد أهم أسباب جمود الخطاب الإعلامي والدعائي وفشله لدى هذه الجماعة.
يرى أحد المحللين أن المأزق الحقيقي الذي تعاني منه جماعة الإخوان المسلمين وتيارات الإسلام السياسي عموما، هو مأزق فكري يتعلق بالدرجة الأولى بطبيعة خطابها الذي يُطابق بين دعوتها والمقاصد الإلهية ولا يرى مسافة فاصلة بين الجماعة والإسلام ولا يسمح بأي فهم أو تأويل للنصوص الدينية سوى تأويلها الخاص.