حبس الأطفال ومنع الدواء.. سجناء تيجراى الهاربون يكشفون جحيم المعتقلات الإثيوبية
نقل موقع "صالون" الأمريكي، في تقرير مفصل شهادات لشهود عيان ونشر عددًا من مقاطع الفيديو والصور التي توضح الانتهاكات التي تقوم بها الحكومة الإثيوبية ضد عرقية تيجراي، جيث يتم وضع أطفال من عرقية تيجراي في معسكرات الاعتقال، وفقًا لصور رصدتها الأقمار الصناعية.
وتابع الموقع: "في منطقة تيجراي بإثيوبيا، بدءًا من نوفمبر 2020، تم حبس الأطفال الذين كان من المفترض أن يضحكوا مع أصدقائهم ويدرسون في المدرسة بدلًا من ذلك، وهم يبكون ويتضورون جوعًا وسوء المعاملة في معسكرات الاعتقال، وفقًا لتقارير متعددة لشهود عيان تم دعمها من خلال صور الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى لقطات فيديو للهاتف الخلوي تم تهريبها من قبل أحد الهاربين".
وقامت القوات الفيدرالية الإثيوبية، بتحريض من القوات الخاصة والجماعات شبه العسكرية والميليشيات والشرطة التي تعمل تحت سلطة حكومة إقليم أمهرا، بحبس مئات الأطفال من جميع الأعمار في مواقع متعددة - وحتى النساء الحوامل والرضع والأطفال الصغار - إلى جانب الآلاف من الأطفال.
كما تم احتجاز كبار السن في ظروف قاسية، وتم تجويعهم وضربهم بشكل منهجي بسبب عرقهم وبدون إجراءات قضائية أو ذريعة قانونية مشروعة.
وروى عدد من الأطباءسبق وأن تعاملوا مع سبعة سجناء سابقين بينهم أطفال صغار فروا من جحيم المعتقلات الإثيوبية، وتحديدا في مجمع مستودع العبادي سيئ السمعة في مي كادرا.
وقال الدكتور مبراهتوم يهداجوفي مخيم تينيدبا للاجئين في شرق السودان "نرى جيلًا من أطفال عرقية تيجراي لاجئين، وكثير منهم نشأوا وهم يشعرون باليأس".
يلخص الدكتور مبراهتوم حالات الأطفال السجناء السابقين في معسكرات الاعتقال الذين عالجهم: أربعة أولاد ، تتراوح أعمارهم بين 2 و 9 و 13 و 15 عامًا، حيث سُجن الطفل البالغ من العمر عامين مع والدته في معسكر اعتقال ماي كادرا حتى دفعت الأم لميليشيا الأمهرة وشرطة منطقة أمهرة دية قدرها 50000 بر إثيوبي (حوالي 1،086 دولارًا أمريكيًا) للإفراج عنهم..
وقالت الدكتورة مبراهتوم، إن الطفل يعاني من مضاعفات جسدية، منها الإسهال المتكرر، والجفاف، وسوء التغذية، والالتهاب الرئوي، بالإضافة إلى مشاكل نفسية، على سبيل المثال، عندما يرى الصبي مجموعة كبيرة من الناس، يبدأ في الصراخ والبكاء.
وتابع: "لم يقدم القوات الإثيوبية في المعتقلات للمعتقلين الطعام أو الما،ء بينما قام عمال منظمة أطباء بلا حدود بتوزيع رزمًا من البسكويت الصحي، وملئ خزانين كبيرين للمياه، كما أصلحت منظمة أطباء بلا حدود صهريجًا للمياه وركّبت خزانًا آخرًا، لولاها لما كان للسجناء سوى عدد قليل من الأحواض في الحمامات، حيث كانت المراحيض والأرضيات تفيض بالبراز".
ونجا عدد من السجناء في ماي كادرا ، وفروا إلى المخيمات في السودان.
وقدر السجناء السابقون العدد الإجمالي للسجناء في ماي كدرة بأكثر من 3000 ؛ وقال البعض إن العدد كان أقرب إلى 8000.
ومن هذا العدد ، أفاد شهود عيان وجود ما لايقل عن 400 طفل من جميع الأعمار.
وكان هناك أكثر من 10 نساء حوامل، ولدت اثنتان منهن على الأقل في مستودع (واحدة تعاني من مضاعفات خطيرة)، و أفاد شهود عديدون أنهم رأوا "رجلين عجوزين ماتوا جوعًا".
وأفاد سجناء سابقون أن معظم الأطفال بكوا؛ لأنهم كانوا جائعين وليس لديهم نقود.
ووصف الدكتور مبراهتوم، حالة صبي يبلغ من العمر 15 عامًا مسجون المعتقل الإثيوبي سيء السمعة، إنه مصاب بمرض السكري ويحتاج إلى الأنسولين و عندما طلب الإذن بشراء الأنسولين من صيدلية محلية، قالت القوات الأمهرية "لسنا هنا لنعالجك؛ نحن هنا لقتلك، نحن نجمع لاجئي تيجراي هنا لقتلهم".
وكان السجناء يعيشون على سرقة بذور السمسم من الأكياس التي نهبها الأمهرة وتخزينها في المستودع.
وروي الطبيب مبراهتوم، عن حالة طفل نجح في سرقة بعض بذور السمسم من القوات الأمهرية، ولكن عندما علمت القوات الأمهرية اعتقلته وضربته بالعصي على أجزاء مختلفة من جسده، وتسببوا في صدمة في عينه اليسرى التي فقدها".
واستشهد الطبيب بحالة صبي يبلغ من العمر 13 عامًا، وهو ابن قسيس مسيحي أرثوذكسي من عرقية تيجراي، حيث قامت القوات الأمهرية بربط يديه خلف ظهره بحبل، وضربوه بالعصا، ونتيجة لذلك أصيب بضعف وشلل جزئي في كلتا يديه، ولم يتلق العلاج الطبي في الحجز.