أسكت الجميع.. عندما حاول البعض أخذ مكانة هيكل من عبد الناصر
كان جمال عبد الناصر يدير أحد اجتماعات اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي عام 1968، عندما شن عدد من أعضاء اللجنة هجوما على محمد حسنين هيكل رئيس تحرير الأهرام في ذلك الوقت، وكان قد شن هجوما ضد أجهزة المخابرات العامة في مصر حول عدد من تصرفاتها على الساحة الداخلية فيما سمي بسقوط دولة المخابرات بمصر.
ولم تكن انتقادات الأعضاء حول ما نشره هيكل في الأهرام عن المخابرات، لكن كالعادة ظل الأعضاء يدورون من بعيد وينتقدون ما ينشره عن تصرفات بعض كبار مسئولي الدولة.
وتطاول بعض الأعضاء فسألوا عبد الناصر هل من الضروري أن يختص محمد حسنين هيكل بنشر الأخبار الهامة التي ينفرد بها وجاء رد عبد الناصر في هدوء شديد جدا بينما ينفجر بالغضب، حيث قال فيما معناه " غن من حقه كرئيس للجمهورية أن يستريح للصحفي الذي يفهمه ويعبر عما يريده وعن ارائه تماما في القضايا المختلفة".
وكان عبد الناصر صادقا تمام فيما قال فهيكل الذي ارتبط بعبد الناصر بصورة أو بأخرى خلال لقاءات سريعة على أرض فلسطين خلال الحرب، وفي القاهرة خلال الأيام السابقة على ثورة يوليو، كانت له منزلة خاصة جدا لدى قائد الثورة، فهو الصحفي الذي ارتبط بالثورة منذ الساعة الاولى لقيامها واستطاع بثقافته السياسية واسلوبه الفريد أن يحرر وثائق الثورة الأساسية بما في ذلك الميثاق وبيان 30 مارس.
ما دار داخل تلك اللجنة المركيزي للاتحاد الاشتراكي يؤكد ويمثل صورة للصراع الدائر في المراكز العليا في الدولة والتي كانت ترى في هكيل حائلا أمامها بما يمثله في الصحافة وفي الاهرام، وما كان يمثله في نفس الوقت بكل الاهمية لدى جمال عبد الناصر، فحاوت النيل منه غير أن هيكل كسب المعركة فلم يعد أحد لمناقشة الموضوع مرة أخرى مع جمال عبد الناصر حتى وفاته، وذلك حسبما ذكر فتحي رزق في كتابه 75 نجما في بلاط صاحبة الجلالة.