خبراء: وساطة الاتحاد الإفريقي وحكومة الكونغو فى ملف سد النهضة فرصة للتغلب على الخلافات
توقع عدد من الخبراء انفراجة قريبة في ملف سد النهضة بعد تدخل الكونغو من جديد، حيث تسعى الكونغو لاستضافة مصر والسودان وإثيوبيا لعقد جولة جديدة من المحادثات، رغم مرور أكثر من 5 أشهر على عقد الجولة الأخيرة من المفاوضات بشأن سد النهضة في كينشاسا.
من ناحيته، قال عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن هناك إدارة كونغولية متجددة لحل المشكلة.
وفي تصريحات نقلتها «المونيتور»، أضاف «شراقي» أن زيارة نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية جمهورية الكونغو الديمقراطية كريستوف لوتندولا في 15 سبتمبر، تأتي بعد شهور من الهدوء المحيط بملف سد النهضة بعد أن أثيرت المسألة آخر مرة في مجلس الأمن الدولي في 8 يوليو.
وأشار إلى أن الزيارة تتزامن أيضًا مع بيان مجلس الأمن الدولي في 15 سبتمبر الذي دعا الأطراف المعنية إلى استئناف المفاوضات "في إطار زمني معقول".
«المونيتور» أشار إلى أنه خلال جولة وزير الخارجية الكونغولي للدول الثلاث، قدم وثيقة أعدتها مجموعة مكونة من خبراء من الرئاسة الكونغولية ومفوضية الاتحاد الإفريقي، وتتضمن الوثيقة ملخصًا للنقاط التي اتفقت عليها الدول الثلاث في جولات المفاوضات السابقة والنقاط التي لا تزال موضع خلاف، حتى يتمكنوا من دراستها وإبداء رأيهم بناءً عليها.
ووفقا للموقع فستدرس مجموعة الخبراء ردود الدول الثلاث وتعمل على تقريب وجهات النظر، مما يؤدي إلى اتفاق مقبول من جميع الأطراف.
وربط «شراقي» نجاح تحركات جمهورية الكونغو الديمقراطية هذه المرة بعاملين حاسمين هما تغيير منهجية التفاوض من خلال إعطاء دور أكبر للمراقبين في تقريب وجهات النظر، وتحديد إطار زمني للمفاوضات قبل أن تنفذ إثيوبيا الملء الثالث للسالخزان العام المقبل.
ومن جهته، قال وليام دافيسون، كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية، إن العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي والحكومة الكونغولية هي أفضل خيار لمواصلة التفاوض والتغلب على الخلافات المتبقية.
وأضاف «دافيسون»: لا يزال هناك خلاف حول الوضع القانوني لأي اتفاق وآليات التسوية، حيث يؤيد السودان ومصر التحكيم الدولي باعتباره المرحلة الأخيرة من أي عملية، وتقاوم إثيوبيا عمومًا ذلك.
وأضاف: هناك أيضًا مسألة كمية المياه التي يجب أن تطلقها إثيوبيا من خزان سد النهضة لمصر والسودان في سيناريوهات الجفاف المختلفة، ويرتبط ذلك بقضية المشاريع المستقبلية، لأنه إذا قامت إثيوبيا ببناء مشاريع في منبع سد النهضة، فإن ذلك من شأنه أن يقلل من كمية المياه المتدفقة إلى خزان سد النهضة.
وقال: هذه النقاط هي نقاط الخلاف الرئيسية التي ستحاول الأطراف معالجتها عندما يجتمعون مرة أخرى في إطار هذه العملية التي يقودها الاتحاد الإفريقي.
ويتفق شراقي مع دافيسون قائلاً: “الاجتماع يمكن أن يؤدي إلى اتفاق مقبول من جميع الأطراف”.