دراسة أوروبية تحذر من خطورة تغلغل الإخوان فى بريطانيا
قال المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، إن جماعة الإخوان هي مصدر الإلهام الرئيسي للأيديولوجيات المتطرفة التي تعتمد عليها الجماعات الإرهابية في بريطانيا، داعية السلطات هناك إلى اتخاذ سياسة قوية لتضييق الخناق على نفوذ التنظيم وحظر المنظمات والمؤسسات المرتبطة به.
وكشف المركز، في دراسة جديدة نشرها على موقعه الإلكتروني، أن الإخوان تستغل أكبر المساجد والمؤسسات الدينية والخيرية، ومنظمات العمل المجتمع والثقافي، جنبًا إلى جنب مع المنصات الإعلامية في بريطانيا، لنشر أفكارها المتطرفة بين الشباب واستخدامها كقاعدة لتمويل أنشطتها، مشيرة إلى أن لندن لا تزال تشكل ملاذًا آمنًا لقيادات التنظيم الدولي للإخوان، ويحمل عددًا من قيادات التنظيم الجنسية البريطانية.
لندن من أهم معاقل الإخوان الآن
وأضاف المركز، أن جماعة الإخوان تعتبر الآن لندن من أهم معاقلهم، وربما أكثر من منطقة الشرق الأوسط؛ لأنهم يتخذونها كقاعدة لتمويل شبكاتهم في جميع أنحاء العالم.
وشددت الدراسة على ضرورة اتخاذ إجراءات لوقف انتشار الأيديولوجيات المرتبطة بتنظيم الإخوان، التي تمجد الإرهاب، وتروج للكراهية والانقسام داخل المجتمع البريطاني، مضيفة أن هناك قلقًا متزايدًا من تنامي نفوذ الإخوان في بريطانيا بسبب علاقة التنظيم الوثيقة بالجماعات المتطرفة والإرهابية.
وأشارت إلى أن لندن تفتقر إلى امتلاك رغبة أو سياسة على الأقل، لمواجهة جماعة الإخوان على أراضيها، موضحة أن غياب التنسيق داخل الحكومة البريطانية يسمح بتزايد تهديد الجماعة ويثير المخاوف من تزايد نفوذها في البلاد، مضيفة "ما تحتاجه بريطانيا أن تحسم موقفها من تنظيم الإخوان والذي لم يعد واضحًا حتى الآن".
أبرز المنظمات والمؤسسات الدينية الإخوانية في بريطانيا
وذكرت الدراسة، أن التقارير الاستخباراتية في بريطانيا أثبتت وجود ارتباط وثيق بين تنظيم الإخوان والعديد من المنظمات الخيرية والمؤسسات الفكرية، ومن أبرز هذه المنظمات: "الرابطة الإسلامية في بريطانيا" التي أسسها كمال الهلباوي، عضو جماعة الإخوان سابقًا، في عام 1997.
وتضم القائمة أيضًا: "المجلس الإسلامي البريطاني" الذي أكدت تقارير حكومية في البلد الأوروبي، أن له صلات غير معلنة بجماعة الإخوان، ويعد أكبر منظمة إسلامية وأكبر جماعة للطلبة المسلمين في المملكة المتحدة.
وأشارت الدراسة إلى أن صحيفة "التايمز"، كانت قد نقلت عن إحدى التقارير الحكومية البريطانية ما يؤكد هذا الأمر، ووصفت الإخوان بأنها "شبكة أصولية حرضت على العنف والإرهاب".
ولفتت إلى أن "المجلس الإسلامي البريطاني" يضم أكثر من 500 منظمة إسلامية بما في ذلك المساجد والمدارس والجمعيات الخيرية والشبكات المهنية، ويحظى المجلس بدعم حكومي، بالرغم من ان إحدى التقارير الاستخباراتية كشفت أن الإخوان لعبوا دورًا هامًا في تأسيسه وإدارته.
وبحسب الدراسة، يقول التقرير الحكومي أيضًا، إن جماعة الإخوان "لها تأثير كبير" على "الرابطة الإسلامية" في بريطانيا، واصفًا الجماعة بأنه "تنظيم ينظر إلى المجتمع الغربي على أنه مفسد ومعاد للمصالح الإسلامية".
ونوهت الدراسة إلى أن من بين أبرز المساجد التي ينشط فيها عدد من قادة ونشطاء جماعة الإخوان: مسجد "فينسبري بارك" الذي افتتح في حفل حضره الأمير تشارلز في عام 1994، ويعد أحد أكبر مساجد لندن.
ووصفت الدراسة مسجد "فينسبري بارك" بأنه معقلًا للمتشددين خلال فترة التسعينيات وحتى مطلع الألفية، و"دار ضيافة تنظيم القاعدة في لندن"، حيث استخدمه العديد من قادة القاعدة البارزين لاستقطاب الشباب وتحريضهم على العنف والتطرف.
وتابعت: "تشير التقديرات إلى أن (35) شخصًا على الأقل من المحتجزين بمعتقل "جوانتانامو" مروا بالمسجد، وفي أغسطس 2015، كانت قاعدة بيانات دولية لا تزال تدرج المسجد على أنه خطر إرهابي محتمل".
أبرز المنصات الإعلامية للإخوان في بريطانيا
رصدت الدراسة أبرز المنصات والقنوات الإعلامية المرتبطة بجماعة الإخوان في بريطانيا، وجاء في مقدمتها قناة "الحوار" التي تعد من أهم المراكز الإعلامية للتنظيم في بريطانيا، وتعد الوسيط الإعلامي الأهم للجماعة في المملكة.
تم إنشاء القناة في عام 2006، وأدارها عضو "الرابطة الإسلامية" في بريطانيا وعضو التنظيم الدولي للإخوان، عزام سلطان التميمي.
وجاء في القائمة التي وضعتها الدراسة: شبكة المكين الإعلامية، التي أسسها القيادي بتنظيم الاخوان أنس مقداد، وتعد ذراع إعلامي لتنظيم الإخوان في بريطانيا، حيث تقدم خدمات إخبارية تتبنى أيديولوجية التنظيم عبر منصات التواصل الإجتماعي (Twitter - Facebook).
وهناك أيضًا موقع "ميدل إيست مونيتور" الذي تأسس في بريطانيا في عام 2009، ويديره داود عبدالله، أحد أبرز قيادات الإخوان، ويروج الموقع لأجندة الجماعة المتطرفة ويدافع عن مصالحها.
وشملت القائمة: شركة الخدمات الإعلامية العالمية المحدودة التي يديرها القيادي البارز بتنظيم الإخوان إبراهيم منير، وتضم المكتب الإعلامي الرئيسى للتنظيم الدولي.
وبحسب الدراسة، تتولي الشبكة عمليات نشر المطبوعات المرتبطة بأخبار التنظيم والنشر على المواقع الإلكترونية الموجهة خصيصًا للدول الأوروبية مثل موقع "إخوان أون لاين" باللغة العربية، وموقع "إخوان ويب" باللغة الإنجليزية.