نيويورك تايمز: تسييس «دوينج بيزنس» دليل تأثير القوة الاقتصادية للصين على المؤسسات الدولية
رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن تسييس مسح مؤشر ممارسة أنشطة الأعمال السنوي "دوينج بيزنس" يُعد بمثابة مؤشر على كيفية تأثير القوة الاقتصادية للصين على المؤسسات متعددة الأطراف وإلى المدى الذي ستذهب إليه تلك المؤسسات لكسب ود الحكومة الصينية.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم السبت، أنه إذا ما سحبت الصين اعتراضها على مزاعم ضغط مديرة الصندوق الدولي كريستالينا جورجيفا على الموظفين عندما كانت مسئولة بالبنك الدولي من أجل التلاعب في تقرير بهدف إرضاء بكين، فسوف تفقد مؤسسات دولية مثل البنك الدولي مصداقيتها.
ونفت مديرة صندوق النقد الدولي جورجيفا، في بيان صادر عن الصندوق أمس الجمعة، ما خلص إليه تحقيق مستقل من أنها خلال عملها السابق كرئيسة تنفيذية للبنك الدولي في ذلك الوقت ضغطت على موظفين لتعديل تقرير سعيًا لتجنب إغضاب الصين، وتعديل ترتيب بكين في التقرير.
وقالت "لم أضغط في هذه الحالة ولا قبلها أو بعدها على الموظفين للتلاعب بالبيانات. أنا دائمًا ما أطلب من الموظفين التحقق من البيانات والتحقق مجددًا ومرة ثالثة، لكنها لا تتغير أبدًا ولا أتلاعب قط بالبيانات"، مؤكدة بقولها "لأنني أؤمن بشدة بقيمة البيانات والتحليلات الموثوقة التي تُسهم في التوصل إلى توصيات بشأن السياسات لصالح الدول الأعضاء".
ووفقًا لتحقيقات البنك الدولي، التي أجرتها شركة المحاماة "ويلمر هال" الأمريكية بناءً على طلب لجنة الأخلاقيات بالبنك، فقد كان المسئولون في عام 2017 قلقين بشأن المفاوضات مع الأعضاء بشأن زيادة رأس المال وتعرضوا لضغوط لعدم إغضاب الصين التي احتلت المرتبة 78 في قائمة البلدان في ذلك العام، وكان من المقرر أن تتراجع أكثر من ذلك في تقرير 2018.
وقال البنك الدولي "إنه أوقف تقريره السنوي "دوينج بيزنس" الذي استخدمته الدول النامية لسنوات من أجل جذب الاستثمار الأجنبي ومن قبل المستثمرين الدوليين الذين يتخذون قرارات بشأن الأسواق التي يجب استكشافها".
ومن جانبه، قال ديفيد مالباس رئيس البنك الدولي إنه يشعر بخيبة أمل شديدة لما حدث تحت إشراف أسلافه وتعهد بتوفير ثقافة صحية في المؤسسة.
وأضاف "أنه لمن المثير للقلق شعور العديد من الموظفين أن إثارة المخاوف ستكون له عواقب سلبية على رفاهيتهم وحياتهم المهنية"، منوهًا أن "التخويف والانتقام والتسلط أمر غير مقبول"، وتعهد كذلك بالتصدي لمثل هذا السلوك أينما وجد.
وعلقت وزارة الخزانة الأمريكية على نتائج التحقيق بقولها إنه توصل إلى استنتاجات خطيرة، وأكدت في الوقت ذاته أنها بصدد تحليل تلك الادعاءات التي زادت من سخط عدد من النواب الأمريكيين على كيفية إدارة المؤسسات متعددة الأطراف (وخاصة صندوق النقد الدولي) ومدى تأثير الصين على تلك المؤسسات.
وقال إسوار براساد، رئيس قسم الصين السابق في صندوق النقد الدولي، "من الواضح أن الصين حريصة على التحكم في الرواية الدولية حول اقتصادها وخيارات سياسة حكومتها".