بدء فعاليات مناقشة رواية «أنا ذئب كان» للروائى محمد رفيع
بدأت، مساء الخميس، فعاليات مناقشة رواية "أنا ذئب كان"، وهى من تأليف الروائي والقاص والسيناريست محمد رفيع.
الرواية يناقشها كل من الناقد والشاعر شعبان يوسف والناقدة والمبدعة د.فاطمة الصعيدي والروائية صفاء النجار، والشاعرة والقاصة حسناء رجب، وسط حضور كبير من الصحفيين والقراء بمقر منتدى بتانة بعمارة يعقوبيان بوسط القاهرة.
ومن أجواء الرواية نقرأ: "اتت مدينة كما يموت الميتون، لا ليس كما يموت الميتون، ماتت موتَها الخاص، فالموت كالبصمة لا يتكرر، لكننا لا نلحظ ذلك إلا حين نعبر للضفة الأخرى، أصابها هزال مفاجئ، وعافت الطعام، وأتعبت سلمى في إطعامها مثل طفل فطَمَته أمّه. والعجيب أنها لم تسترح إلا للبن الماعز؛ تزدرِده كالرضيع، وتفتح عينيها مستمتِعة به. ظلت على حالها قرابةَ الشهر ثم ذهبت إلى هناك. وفي هذا الشهر الذي سبق موتَها، كانت تتعلق عيناها بالسماء، وتبدو مسحورة لا تنبس بكلمة لساعات طوال، وأحيانًا يذهب سواد عينيها ويترك العين بيضاء تمامًا، ثم تغمض جفنيها وتفتحهما لترى سلمى الحدقةَ وقد عادت بعد غيابها المخيف.
ولم يكن غياب الحدقة هو أغرب ما تُحيك به موتها، فللهذيان والصوت نصيبٌ كبير. قالت ذات يوم وسلمى تحلب المعزة كي ترضعها، إن ملك الموت زارها، وحين سألته: ليش جيت؟ قال جئت لأراكِ وأعاين حالتك، وأذهب مِن حيث أتيت. قلت: متى هتجيني المرة هادي؟ فلم يتكلم فجذبته من أذُنِه وشمّمتها وعرَفت سِره الذي يخفيه، وقلت له قبل أن يرحل: واللهِ لألاقيك بالزغاريد لم تصدق سلمى أيًا من هذه الأحاديث الأخيرة لها، وكم صدقتها وآمنت بكل ما تقول فيما مضى، لكنها تعرف أنها الآن تهذي هذيانًا يليق بحياتها الصاخبة. فهي التي حاكت كثيرًا من الأساطير؛ وهي التي أقنعت الرجالَ بالحمل الراكد؛ نعم هي تلك المرأة الضعيفة التي أبقت سلمى على قيد الحياة، وغيّرت الساحل كله بكلامها المعسول وحكاياتِها الساحرة، هي الآن تموت موتَها الخاص تحيكه كآخر أساطيرها.