في ذكراها.. تعرف على قصة القديسة أوفيميا الشهيدة
تحتفل الكنيسة السريانية السورية الشقيقة بمصر، برئاسة الأنبا افرام أنطوان سمعان، اليوم الخميس بحلول عيد القدّيسة أوفيميا الشهيدة.
الموقع الرسمي لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، تحدث عن سيرة القدّيسة أوفيميا الشهيدة، وقال إنه: "ولدت آفيميّة في منتصف القرن الثالث في مدينة خلقيدونيا – المدينة التي انعقد فيها المجمع المسكوني الرابع في العام ٤٥١م مِن أبوين ورعين تقيّين، أيام الأمبراطور ذيوكليسيانوس (٢٨٤-٣٠٥م). كان أبوها من الأشراف وأمّها من أكثر الناس حبّاً للفقير".
وأضاف: "وما كادت آفيميّة تبلغ العشرين من عمرها حتّى اندلعت موجة اضطهاد جديدة على المسيحيّين، هي العاشرة من نوعها. فلقد دعا حاكم آسيا الصغرى، بريسكوس، بمناسبة عيد الإله آريس، إلى إقامة الاحتفالات وتقديم الذبائح".
وتابع: "ولمّا كانت آفيميّة في عداد مجموعة من المسيحيّين، الذين تغيّبوا عن الاحتفال وتواروا عن الأنظار، فقد أصدر الحاكم أمرًا بالبحث عنها وألقى عمّاله القبض عليها، وعندما مثلت المجموعة أمام الحاكم، سألهم: "لماذا عصيتم أوامر الأمبراطوريّة؟"، كان جواب الجميع: "إنّ أوامر الأمبراطور نطيعها، شرط أن لا تكون مخالفة لأوامر إله السماء. أمّا إذا كانت كذلك، فنحن لا نعصاها وحسب، بل نقاومها أيضًا"، فاغتاظ بريسكوس الحاكم جداً وسلّمهم إلى المعذّبين".
واكمل: " كان واضحًا أن قدّيستنا كانت على رأس المجموعة، ولفت جمال طلعتها وطراوة عودها الحاكم، فحاول، بإطرائه، خداعها وثنيها عن عزمها، فلم يفلح، فسلّمها هي أيضًا إلى التعذيب، لكن شيئاً غريباً حدث. فكلّما كان الحاكم يسلّمها إلى نوع من أنواع التعذيب، كان ملاك الربّ يأتي ويعطّل مفعوله، وضعها بريسكوس، مثلاً، على عجلة، فجاء الملاك وكسر العجلة، ألقاها في النار فلم تصبها بأذى، وألقاها في جبّ ماء فيه كافة أنواع الزواحف السامة، فرسمت إشارة الصليب فوق الماء ونجت. وإنّ اثنين من جلاّديها، وهما فيكتور وسوستنيس، لما رأيا ما حدث، مجّدا إله آفيميّة وآمنا بالربّ يسوع، فكان مصيرهما أن أُلقيا إلى الوحوش واستشهدا، وأخيراً بعدما صار واضحا أنّ النعمة الإلهية هي أقوى من كلّ العذابات التي يمكن أن يخترعها خبثاء الأرض، شاء الربّ أن ينيّح أمته، فترك دبًا، ألقيت آفيميّة إليه، يعضها، فأسلمت الروح. وجاء ذووها فأخذوا الجسد ودفنوه في طرف المدينة.