طرح ترجمة رواية «زمن عصيب» لماريو بارجاس يوسا
تصدر قريبًا عن منشورات الجمل رواية "زمن عصيب" تأليف الروائي الكبير ماريو بارجاس يوسا، والترجمة عن الإسبانية للمترجم مارك جمال.
الرواية جاء في تصديرها "ذات ليلى من ليالي الشتاء، منذ أعوام طوال، سمعت طرقعا على باب بيتها، البيت الذي نحن فيه الآن، بارتياب ذهبت لتفتح الباب، فوجدت في الشارع رجلا يتحلى بمعطف فضفاض ووشاح يتدلى حتى يبلغ قدميه، لكنها ما لبثت أن تعرفت بصوته حين سمعته يقول:"ألم تتعرفي بي يا مارتينا "استحوذت عليها الحيرة والمفاجأة، بطبيعة الحال، وبعد ذلك سمحت له بالدخول إلى الصالة نفسها، حيث كان عدد الطيور أقل حيناك، تجاذبا اطراف الحديث حتى مطلع الفجر، طوال ساعات تناولا خلالها فناجين الشاي واسترجعا مغامرات الماضي، اعترف لها بأنها الوحيدة التي أخبرها بأنه ما زال على قيد الحياة، دونا عن معارفه القدامى".
أما عن ماريو بارجاس يوسا فهو وهو كاتب وسياسي وصحفي وبروفيسور جامعي بيروفي. يُعد بارغاس يوسا واحدًا من أهم روائيي أمريكا اللاتينية وصحفييها، وأحد رواد كتّاب جيله. يرى بعض النقاد أنه يتمتع بتأثير عالمي وجمهور دولي أعرض مما لدى أي كاتب آخر ينتمي إلى حركة الازدهار الأدبية الأمريكية اللاتينية. فاز عام 2010 بجائزة نوبل في الأدب «عن خرائط هياكل القوة التي رسمتها أعماله وتصويره النيّر لمقاومة الفرد وثورته وهزتأثر العديد من أعمال بارغاس يوسا بوجهة نظر الكاتب حول المجتمع البيروفي وتجاربه الشخصية بوصفه مواطنًا بيروفيًا. غير أنه وسّع مداه بشكل متصاعد، فعالج موضوعات وأفكار مستوحاة من مناطق أخرى من العالم. وأقدم بارغاس يوسا في كثير من مقالاته على نقد الوطنية ضمن مناطق مختلفة من العالم. وشهدت مسيرته تحولًا آخر تمثل في الانتقال من أسلوبٍ ومنهج مرتبط بالحداثة الأدبية إلى أسلوب ما بعد حداثة عابث أحيانًا.
ومثل حال الكثير من كتّاب أمريكا اللاتينية، شهدت مسيرة بارغاس يوسا نشاطًا في مجال السياسة، وعلى الرغم من دعمه أول الأمر لحكومة فيدل كاسترو الثورية الكوبية، فقد تحرر بارغاس يوسا من سحرها لاحقًا بسبب سياساتها، ولا سيما بعد حبس الشاعر الكوبي هيبيرتو باديّا في عام 1971، ترشح إلى الانتخابات الرئاسية البيروفية في عام 1990 مع ائتلاف يمين الوسط الجبهة الديمقراطية مؤيدًا الإصلاحات الليبرالية الكلاسيكية، لكنه خسر في الانتخابات أمام ألبرتو فوجيموري.
وهو الشخص الذي «صاغ العبارة التي جابت أنحاء العالم» في عام 1990، إذ أعلن على التلفزيون المكسيكي أن «المكسيك هي الدكتاتورية المثلى»، ليتحول هذا التصريح إلى قول مأثور خلال العقد التالي.يمته».