محمد داود فى ضيافة منتدى المستقبل لمناقشة مجموعته «نصف كيلو عدس أصفر»
يحل الكاتب محمد داود، في السابعة من مساء اليوم الثلاثاء، في ضيافة منتدى المستقبل للفكر والإبداع، والذي يعقد في مكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمع الوطني، وحوار حول مجموعته القصصية الأحدث "نصف كيلو عدس أصفر"، ويناقش المجموعة: القاصة والروائية صفاء النجار، والناقد يسري عبدالله، ويدير الندوة الشاعر أمل سالم.
والكاتب محمد داود، سبق وصدر له العديد من الأعمال الأدبية، نذكر من بينها: "قف على قبري شويّا" رواية، إبداعات، هيئة قصور الثقافة، القاهرة، يونيو 2002، "السما والعمى" رواية، هيئة الكتاب، القاهرة، مكتبة الأسرة 2004، "فؤاد فؤاد" رواية، دار هفن للترجمة والنشر، القاهرة، أغسطس 2008.
"أمنا الغولة"، رواية، دار ميريت للنشر، القاهرة، فبراير 2010، "بار أم الخير"، رواية، دار ميريت للنشر، القاهرة، فبراير 2015، "صخرة بيتهوفن"، رواية، دار ميريت للنشر، القاهرة، فبراير 2017.
ومن إحدي قصص مجموعة "نصف كيلو عدس أصف"، للكاتب محمد داود، والصادرة مؤخرًا عن دار ميريت للنشر، والمعنونة بــ"الشيطان" نقرأ: "رأيتُ الشيطان يعطف بالعطايا على العجوز الفقيرة، تمسكت بالعجب منه، ومنعت نفسي من الإعجاب به، تحصنتُ بما يقول الناس عنه، لكنهم كانوا يمرون على العجوز مرور غير الكرام، والشيطان يكثر من أعمال الخير؛ بنى دار مسنين، ودار أيتام، ومستشفى مجانيًا، ثم إنه أقرضني؛ وأقالني من عثرة كادت تودي بي للسجن، هنا أدركتُ أن ما يقال عنه افتراءات، زرته وزارني، وصرنا صديقين، وأراني منه ما محى كل بقية لسوء الظن، أشركني معه في أعمال البر، وعهد إلي بالتبرعات، لم يحاسبني فيما بين يدي منها، ولم يطالبني بما اقترضتُ منه، لكن طبيعتي تأبى الراحة ما دمت مدينًا، ولعله أدرك أنه في غير حاجة لتذكيري بديني له، يكفى أن أراه فيعتصرني الخجل، وتشتعل رغبتي في الخلاص، احتملتُ ذلك لمدة ليست بالقصيرة، حتى انهارت مقاومتي، وامتدت يدي إلى التبرعات، وسددتُ ديني".
ومن قصة "عصفوران وقفص واحد" نقرأ: "الرجل الذي يهوى عصافير الزينة يُحِب إدخال يده في القفص، يمتعه تحسس عصفوريه الأثيرين، يعشق الإحساس باختلاط نعومة الريش وارتعاشات الجسد الصغير الدافئ، يستمتع كل صباح بزقزقات العصفورين المنتظمة، يفتح باب القفص ويضع الطعام والماء، تكتمل نشوته حين يترك الباب مفتوحًا وينشغل بشيء آخر في الشرفة، تزيد النشوة كلما طالت مدة تركه الباب مفتوحًا دون فرار أي من العصفورين، وذات صباح فوجئ بالعصفورين يفران خارج القفص".
وفي كلمة الغلاف الخلفي للمجموعة٬ يقول الناقدعبد الله يسري: "بعد ست روايات تضرب في فضاءات متعددة للكاتب محمد داود، تأتي مجموعته القصصية الأولى ( نصف كيلو عدس أصفر)، فتنتخب لحظات هامشية من عمر الزمن، تصحبنا إلى عوالم يتجادل فيها الصخب مع السكون، وتتنوع صيغها السردية عبر أشكال مختلفة للقص، كما تتقاطع بنياتها الأساسية لتشكل جدارية عن أولئك العابرين الذين تلتقطهم عين السارد المتأمل بوعي، ومحبة، وشغف، ومساءلة واصلة بين الذات والعالم في قصص تشف وتقول في آن".