«المدينة كحلم وماكيت».. جرجس شكري وطارق إمام في برنامج «كلمات» بالنيل الثقافية
تنوعت الأعمال التي تناولت علاقة المدينة بالكتابة والأدباء، في حلقة الأربعاء القادم 15 سبتمبر 2021 من برنامج كلمات على قناة النيل الثقافية في الساعة الخامسة مساء.
و يستضيف الإعلامي خالد منصور الشاعر والكاتب الصحفي جرجس شكري للحديث حول كتابه "كل المدن أحلام" والذي يمزج فيه شذرات الذاكرة عن مدن زارها مع أفكاره عن الشعر والتراث والحياة، ثم ننتقل في الفقرة التالية مع المدينة بين الواقع والتخييل، بين الأصل والصورة أو الماكيت من خلال إعادة هندسة لمدينة القاهرة من خلال رواية طارق إمام "ماكيت القاهرة".
"كل المدن أحلام" للشاعر والكاتب الصحفي جرجس شكري
صدر عن دار آفاق كتاب "كل المدن أحلام" للشاعر والكاتب الصحفي جرجس شكري.
الكتاب يصنّف أدب رحلات، وفيه يروي جرجس مشاهداته في أوروبا وغيرها أثناء رحلاته إلى العديد من الدول المختلفة.
وصدّر جرجس شكري كتابه بقوله:" حينَ نبتعدُ نري أنفسَنا بشكلٍ مختلفٍ تتجلي الحقيقةُ، نري المشهدَ أكثرَ عمقا، ثمٌّة مشاعرٌ وأفكارِ تطفو على السطحٍ حين يجدُ الإنسانُ نفسَهُ في مكانٍ أخرَ، وهذا ليس كتاب عن الرحلاتِ أو عن أوربا بقدرِ ماهو رحلةٌ طويلةِ سافرتُ فيها إلي نفسي في الماضي والحاضرِ والمستقبلٍ عَبْرَ هذه المدنِ ".
جرجس شكري مواليد 1967، ناقد مسرحي بمجلة "الإذاعة والتليفزيون"، صدر له "بلا مقابل أسقط أسفل حذائي"، "رجل طيب يكلم نفسه"، "ضرورة الكلب في المسرحية "، "والأيدي عطلة رسمية"، تُرجمت أشعاره إلى الألمانية والإنكليزية والفرنسية والسويدية والهولندية، وصدرت مختارات بالألمانية من الدواوين الثلاثة الأولى في سويسرا عام 2004، وكذلك صدرت ترجمة بالألمانية لديوان "والأيدي عطلة رسمية" في برلين. وفي عام 2017 صدرت الترجمة الألمانية لديوان "تفاحة لا تفهم شيئاً"، ولشكري أيضاً العديد من الإصدارات في النقد المسرحي، وقد حصل كتابه "الخروج بملابس المسرح" على جائزة الدولة التشجيعية عام 2018.
"ماكيت القاهرة" للقاص والروائي طارق إمام
صدرت عن منشورات المتوسط -إيطاليا، الرواية الجديدة للرِّوائي المصري طارق إمام، بعنوان: "ماكيت القاهرة"، روايةٌ كُتبت كما تُشيَّد مدنٌ، كما تُمحى، وتبقى أخرى.
في روايته الجديدة ينقلكَ طارق إمام إلى القاهرة 2045. والمشروعُ إنجازُ ماكيت للعاصمة المصريَّة السابقة قبل رُبع قرن، جوهَرُهُ إحياء ذاكرة المدينة. ولأنَّ السؤالَ لا يُنجيكَ من تقاطعِ واقعٍ - مصيرهُ المَحْو، مع خيالٍ - يجتاحُ الأمكنة التي تخلقُ قاطِنيها؛ ستبحثُ عن ذاتكَ في مرايا الحكاية. ماذا يحدثُ لو اكتشفتَ أنَّكَ مجرَّدُ شخصيةٍ روائيةٍ تتحكَّمُ في مصيرها شخصيةٌ روائيةٌ أخرى؟ تعيشُ في ماكيتٍ أكبر من ماكيتٍ اعتبرتَهُ، لسنواتٍ طويلةٍ، مدينتك؟ ستكونُ حتمًا إمَّا أوريجا أو نود أو بلياردو، وستمضي في قراءة روايةٍ هي ماتريوشكا من المُدُن المُتَطابقة، كلَّما فضضتَ مدينةً واجهتكَ مدينةٌ مُضادَّة.
ولكَ أن تتساءَل عن شرط الوجود القاسي: ألهذه الدرجة يمكن لمكانٍ مُتخيَّلٍ أن يمحو مكاناً حقيقياً؟
ميدانُ التحرير، رائحةُ الثورة، برجُ القاهرة، شارعُ محمد محمود، وبيتُكَ؛ كلُّها أماكن ستُعيدُ التفكيرَ في شرطِ وجودِها الذي هو بالضرورةِ شرطُ وجودكَ. لأنَّ طارق إمام، في "ماكيت القاهرة"، هو صانعُ مُصغَّرات سرديَّة، لها أنْ تستحيلَ روايةً مليئةً بالتَّفاصيل الفنيَّة، بمحاكاةِ جوهرِ الأشياء، بذاكرةِ الأفرادِ، وبالمَصائرِ المرسُومةِ بطريقةٍ تجعلُ من الكتابةِ عملاً أشبهَ بتشييدِ مدينةٍ، أو ربَّما ماكيتِ مدينة.
أخيراً جاء الكتاب في 408 صفحات من القطع الوسط.
من أجواء الرواية: "المتخيل نفسه تكذيبٌ للواقع، ليس بنفيه أو إنكاره هذه المرة، بل بإعادة تشكيل بنيته ومن ثم منطق علاقاته. لقد وُجد المُتخيّل بالأساس ليمنح المبرر لما لا تبرير له في الواقع، ليُضفي الدلالة قسرًا، وفق شروطٍ جديدة تنبع من داخل الخطاب لا الحياة. عندما تضع سيارةٌ مسرعة حدًا لحياة شخصٍ في الواقع فإنها تخلق النهاية الأكثر مأساوية، بينما إن أنهت نفس السيارة حياة نفس الشخص في فيلم فإن ذلك يكون مدعاة للاستخفاف بل وقد يكون مثيرًا للضحك لأنه غير مبرر دراميًا. ليس من حق أحد أن يموت دون سبب في نص بينما يموت جميع الناس دون سبب في الواقع".
يذكر أن طارق إمام قاص وروائي وناقد مصري. صدر له أربع مجموعات قصصية "طيور جديدة لم يفسدها الهواء" 1995، "شارع آخر لكائن" 1997، "حكاية رجل عجوز كلما حلم بمدينة مات فيها" 2010، و"مدينة الحوائط اللانهائية" 2017، وسبع روايات "شريعة القطة" 2003، "هدوء القتلة" 2007، "الأرملة تكتب الخطابات سراً" 2009، "الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس" 2012، "ضريح أبي" 2013، "طعم النوم" 2019، "ماكيت القاهرة" 2021. بالإضافة إلى مجموعة قصصية للأطفال بعنوان "ملك البحار الخمسة" 2000. حصل على سبع جوائز أدبية مصرية وعربية وأجنبية هي: جائزة سعاد الصباح للإبداع العربي لأفضل مجموعة قصصية، عام 2004، الجائزة المركزية الأولى لوزارة الثقافة المصرية، عامي 2004 و2006، جائزة ساويرس في الرواية عن رواية "هدوء القتلة" عام 2009، جائزة الدولة التشجيعية في الآداب، عن رواية "هدوء القتلة" عام 2010، جائزة ساويرس في القصة القصيرة عن مجموعته القصصية "حكاية رجل عجوز كلما حلم بمدينة مات فيها" عام 2012، جائزة متحف الكلمة الأسبانية عن قصته القصيرة "عين" عام 2013.