شكلك حلو النهارده
من أكتر الحاجات المحزنة وانتشرت بقالها فترة طويلة هى التنمر وكسر الخواطر.
مش فاهمة الحقيقة إيه السبب فى إن ما بقاش فى مراعاة لمشاعر الآخرين إلا من رحم ربى طبعًا.
يعنى لما بنتكلم عن التنمر فى المدارس بين الأطفال وقد إيه دى مشكلة كبيرة محتاجة ترشيد وتقويم برغم إنهم أطفال وفى سلطة عليهم وفى مراقبة سواء فى المدرسة أو البيت.
ما بالك بقى بالتنمر فى الكبار الراشدين اللى ماتعرفش تتصرف معاهم إزاى.
ما بين المحيطين بيك واللى يكسر خاطرك بكلمة ويرجع يقولك أنا بهزر إنت مالك قفوش ليه، ويتهمك بالنكدى أو يأذيك بكلمة ويهز ثقتك بنفسك ويقولك أصل أنا صريح يعنى أكدب عليك؟ طب مش هتكلم معاك تانى يا عم طالما بتزعل، وبكده هو فاكر إنه قفل الحوار.
ويحسسك كأن الغلط غلطك، وفى ناس بتضطر تبتسم أو تسكت وتعدى الموضوع لكن من جواها فى كلام بيقفل يومها، وفى كلام بيوجع وفى كلام ممكن ينهى حياة حد وحصلت كتير.
أما عن مواقع التواصل الاجتماعى.. فى حالة تنمر مش عادية، وسواء على الصفحات الشخصية أو العامة والجروبات اللى بتجمع ناس على أفكار أو مواضيع معينة، فهنلاقى سخافات ملهاش حصر، ومش متخيلة أبدًا إن أصحاب التعليقات دى ميعرفوش إن كلامهم ده سخيف وبيضايق.
يعنى لو فى جروب لتشجيع بعض على الحجاب، تلاقى واحدة منزلة صورتها وهى الفرحة باينة عليها، تلاقى تعليقات «هو ده حجاب اقلعى الحجاب أحسنلك».. لو واحدة فى جروب أمهات بتسأل سؤال عن ولادها ممكن تلاقى ردود يحسسوها بقد إيه هى أم مقصرة.
لو فى جروب رياضة أو دايت وحد منزل صورته محتاج تشجيع، ما أكيد اللى بينزل صورته بيبقى محتاج كلام يجبر بخاطره، ليه يلاقى حد يكسر بخاطره ويهزه، وده مبيحصلش على مواقع التواصل الاجتماعى بس، هو بس بيبان أكتر عشان بيبقى باين للعامة.
لكن ده بيحصل فى الشارع وفى كل مكان.. تعليقات وتدّخلات مؤذية، لبسك واسع ومكبرك.. لبسك ضيق ومصغرك.. عيب على سنك عيب على دقنك، إيه ده تخنت أوى سايب نفسك كده ليه.. إيه ده خسيت أوى وشكلك تعبان كده ليه، إيه ده متجوز واحدة أكبر منك.. متجوزة واحد أصغر منك، إنت شغال شغلانة واحدة إنت فاشل.. إنت شغال أكتر من شغلانة ومش مركز، شكلك وحش.. حتى لو حد مريض بيبقى فى تعليقات سخيفة على مرضه ومحدش بقى سايب حد فى حاله!
ليه وصلنا لكده؟ ليه مش حتى بنستخسر الكلمة الحلوة لأ ده كمان بنجرح مشاعر، ليه فى ناس بتحب تروج إشاعات مؤذية بهدف تشويه شخص ما، اللى بيعمل ده بيحس إنه أحسن من غيره مثلًا؟، ولا بيبقى اتعرض للتنمر وبيردها لغيره؟ حقيقى نفسى أفهم السبب، مع إن الكلمة الحلوة صدقة والابتسامة فى وش بعض صدقة، حتى النصيحة بيبقى ليها أسلوب من غير أذية للمشاعر، ده النبى محمد، عليه الصلاة والسلام، قال: فلتقل خيرًا أو لتصمت.
علماء النفس زى ماسلو وروجرز بيفسروا أسباب التنمر للإحساس بالنقص وعدم احترام الذات، وعدم الشعور بالأمان، والتدنى فى تقدير الذات وده بيؤدى لسلوك عدوانى زى التنمر.
نفسى تحصل حملة كبيرة عن التصدى للتنمر ومش بس ده، لأ ده كمان ننشر الكلمة الطيبة.. متخيلين السهولة فى أذية شخص وسعادة شخص بكلمة؟ ليه ميبقاش فى عادة لجبر الخواطر؟ ليه مانكونش سبب فى سعادة بعض بأقل مجهود؟ لما تقابل أى حد فى طريقك أو لو شفت صور للناس على النت يبقى تعليقاتك كلها حلوة.. شكلك حلو النهاردة.. أداءك بيتحسن برافو كمل، ضحكتك جميلة إوعى تبطل تضحك، وجودك ليه معنى.. ربنا يكرمك على مجهودك.. ربنا يكرمك فى ولادك ويسعدك بيهم.
أى كلمة حلوة بتفرق مع كل حد فينا.. ماتبخلوش على بعض بيها، ولو لقيت خبر وحش عن حد ماتشيروش وتساعد فى تشويهه، لو لقيت حد بيتعرض للتنمر دافع عنه وماتقفش ساكت، لو لقيت حد مكتئب متأذيهوش وتقوله بطل كآبة.. على الأقل قوله وحشتنا ضحكتك.
محتاجين ننشر الوعى بإن الإنسان بيبان بكلامه الطيب، عايز تبقى أحسن من غيرك؟ بمساعدتك للى حواليك إنهم يكونوا أحسن، مش تهز ثقتهم بنفسهم وتحاول تشوههم بكلامك.
«اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة».