حلقة نقاشية حول كتاب «الإسكندرية عاصمة العالم القديم» للباحثة صفاء المصرى.. اليوم
بالتعاون مع المركز الروسي للعلوم والثقافية بالإسكندرية، تنظم مؤسسة كاميرا إسكندرية للفنون والثقافة، في السادسة والنصف من مساء اليوم الأربعاء، حلقة نقاشية حول كتاب "الإسكندرية عاصمة العالم القديم"، من تأليف الباحثة صفاء المصري، ويناقش الكتاب الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، وبحضور مدير المركز الروسي للعلوم والثقافية.
وعن الكتاب تقول مؤلفته صفاء المصري: "هذه هي سكندريتنا التي وقف الإسكندر فوق جزيرة فاروس ليتأمل المكان الذي احتوى وفكره الاستراتيجي، هذا العظيم الموسوعة التاريخية والجغرافية السياسي الخطير الذي تربى على يد العالم أرسطو، قرر أن تكون الاسكندرية إشعاع للحضارة بين العالم، إقامة قاعدة بحرية تدعم سيطرته على فتوحاته وتتيح له السيطرة على البحر المتوسط، جعل الإسكندرية ميناء تجاري، وأصبحت الإسكندرية مدينة المدائن كما قال عنها المقريزي، هي المدينة التي ضمت في أحضان بحرها كل عالم ليستقى العلم من مكتبها ويحكي ويتحاكى بعلمه على ورق البردي" .
ومما جاء في كتاب "الإسكندرية عاصمة العالم القديم"، تقول الباحثة صفاء المصري: "لفتوحات الأسكندر الأكبر أثر كبير في ولع أدباء العصر الهيلنستى، فقد وجد العلماء والأدباء والفنانون شعوبًا جديدة وبلاد ذات عادات مغايرة وغريبة، فانتشر كتاب التاريخ والجغرافية يكتبون عن الشعوب الجديدة ويصفون طبيعتها وغرائبها.
ومر الأدب الهيلنستى بفترتين زمنيتين متميزين، الأولى بدأت بالإسكندر عام 323 قبل الميلاد، واستمرت حتى عهد بطليموس الثاني عام 285 ق.م، ويطلق عليها فترة ما قبل العصر السكندري؛ لأن الإسكندرية في ذلك الوقت لم تجذب رجال الأدب والعلماء والفنانين لأنهم كانوا مستقرين في العواصم والمراكز الأدبية الأخرى.
أما الفترة الثانية هي فترة الأدب السكندري من 285 حتى عام 31 ق.م، وفيها انتشرت الحضارة الهيلينية في حوض البحر المتوسط، وتسيدت خلالها مدينة الإسكندرية مراكز الأدب والثقافة حتى صارت عاصمة العالم القديم، وأن الفارق بين الأدب الإغريقي والأدب السكندري يكمن في أن الأدب الإغريفي كان مستلهمًا من لقاء الإغريقي القديم بعناصر الطبيعة وجهًا لوجه، وتفاعل الكتاب والأدباء مع الجماعة تفاعلًا تامًا، فى حين أن الأدب السكندرى كان تعبيرًا عن إغريق العصر السكندري الذين كانوا يعيشون في بلاد ليست بلادهم وفي مدن كبيرة نسبيًا حالت بينهم وبين طبيعة البيئة الطبيعية الملهمة الخلاقة.
أما الأدب السكندري كان ملهمًا من العبقرية، ولا ننسى أن الأدب السكندري بدأ بعد أن غربت شمس الإمبراطورية الاثينية بالمغيب للخلافات بين الملوك والهزائم المتكررة، ولم تقدر على التصدى لقوة مقدونيا الصاعدة".
وفي موضع آخر من كتابها "الإسكندرية عاصمة العالم القديم"، تذهب الباحثة صفاء المصري إلي أن :"من الكتابات الموثقة التي تدل على وجود الثقافة المتنوعة بالإسكندرية قبل الإسكندر والبطالمة، وجدت لوحة من الحجر في حديقة القنصل العام لروسيا في القاهرة، وهو العلامة "بروجش" وقد حفرت عليها مؤلفات كاتب يوناني قال القنصل: إن هذا الكاتب عاش بالإسكندرية قبل الأسكندر، وهذه اللوحة تؤكد حقيقة وجود مكان لحفظ الكتب قبل الأسكندر.
وهذا القنصل لرؤيته وزن كبير عند كل الأثريين والعلماء فى أوربا ؛ ومن مصادر موثقة أيضًا؛ أن نواة مكتبة الإسكندرية القديمة التي شيدها بطليموس الأول هي الكتب التي تجمعت من المعابد المصرية، وهذا دليل آخر أن العلم والأدب كانا قبل الإسكندر والبطالمة؛ ومن هنا نشأت مكتبة الإسكندرية على يد بطليموس بعد أن وضع حجر الأساس الإسكندر لتكون الإسكندرية العاصمة الثقافية للعالم بعد هبوط نجم أثينا للخلافات بين الملوك.
ولا ننسى أن مكتبة الإسكندرية قدمت للبشرية "أقليدس" عالم الرياضيات، و"أرخميديس" صاحب قانون الطفو، و"أراتوشينير" عالم الجغرافيا، و"أرستارخوس" عالم النحو، و"هيروفيلوس" الطبيب العالم، و"أفلوطين" الفيلسوف المفكر".