التعصب الكاذب
تابعنا جميعًا تلك الأحداث المؤسفة التى وقعت أثناء احتفال فريق كرة القدم بنادى الزمالك بفوزه ببطولة الدورى العام والمشادة التى وقعت بين كابتن الفريق محمود عبدالرازق "شيكابالا" وبين السيد أحمد مجاهد، رئيس لجنة اتحاد الكرة وما أعقبها من هتافات بذيئة وتصرفات خارجة عن حدود الأدب والقيم صدرت من قلة من الجماهير التى كانت فى المدرجات ضد إتحاد الكرة والنادى الأهلى ورموزه دون أى مبرر لذلك.
لقد خرج الأمر من نطاق التعصب الكروى إلى تصرفات مدروسة وممنهجة يتم تطبيقها فى أى تجمع رياضى متاح وهو بالفعل ما شاهدناه فى الأحداث المشار إليها.
وهنا نتساءل منذ متى ونحن نعانى من ظاهرة ما يسمى بالتعصب الكروى؟ ومتى تحول ذلك من انتماءات حقيقية وتشجيع محترم إلى هتافات ومشاحنات وأعمال عنف وصلت لحد القتل وهو ما حدث فى مباراة الأهلى والمصرى والتى سقط فيها 72 قتيلاً؟.
وهنا أتذكر إحدى المباريات الهامة بين فريقى الأهلى والزمالك والتى أنتهت بفوز الأهلى 6/1 ولم يحدث أثناء أو بعد انتهاء المباراة أى هتافات من جانب مشجعى الفريقين بالرغم من أن الجماهير كانت تملئ أرجاء الإستاد.. وأنصرفوا جميعًا بسلام دون أى مشكلة أو احتكاك سواء بين اللاعبين أو الجماهير.
إذن فماذا حدث ومتى وأين وكيف؟
للإجابة عن تلك التساؤلات نكتفى بجملة واحدة وهى "ابحث عن حركة الإخوان الإرهابية".. لقد ظهرت ما تسمى مجموعات أو جماهير الأولتراس وتنامت فى أعقاب احداث يناير 2011 والتى حققت المستهدف من وجودها تمامًا فى أحداث مباراة الأهلى والمصرى باستاد بورسعيد فى 2012 والتى راح ضحيتها 72 قتيلًا جميعهم فى سن الشباب كانوا قد توجهوا إلى هناك بعد وضع التصور والتخطيط الذى رسمته جماعة الإخوان وحدث ما حدث بالرغم من أن الفريق البورسعيدى الذى يلعب على أرضه كان هو الفائز بنتيجة المباراة وكان الهدف من تلك المذبحة إحراج المجلس العسكرى الذى كان يدير شئون البلاد فى هذا التوقيت.
من ناحية أخرى فقد أفادت تحريات الأجهزة الأمنية أنه سبق تقسيم فئة الأولتراس لمجموعتين الأولى تتابع مباريات النادى الأهلى ويشرف عليها ويمولها الإخوانى خيرت الشاطر، والثانية يمولها السلفى المتشدد حازم أبوإسماعيل، وتتابع مباريات نادى الزمالك وكان الاختيار دائمًا يقع على الشباب العاطل عن العمل أو الطلبة الفاشلين أو الشباب المغيب الذى يمكن السيطرة عليه وتوجيههه حسب ما تريد تلك الجماعة الإرهابية تحقيقه سواء فى إثارة التوترات أو إفتعال المشاكل فى المدرجات - لاحظوا هنا أننى ذكرت أن الاولتراس عبارة عن مجموعات تتابع وتنفذ التوجيهات وليست هى الجماهير المخلصة التى تشجع نواديها بحب وإحترام وإلتزام -.
وهنا أيضًا أذكر حضراتكم بذلك المشهد الحقيقى الذى جاء فى مسلسل الإختيار2 ومحاولة تفجير إستاد القاهرة أثناء إفتتاح البطولة الأفريقية والتى شرفها بالحضور السيد الرئيس/ عبدالفتاح السيسى.. كذلك أذكر حضراتكم أيضًا بوفاة الشاب محمد خالد، الذى كان قد لقى مصرعه فى أحداث بورسعيد وكان طالبًا بالسنة الثانية من المرحلة الثانوية وكان مقيمًا بمنطقة الزيتون حيث فوجئنا بسرادق كبير فى منطقة سكنه حضره مجموعة كبيرة من شباب الإخوان بتوجيه من القيادى الإخوانى خيرت الشاطر.
وفى اليوم التالى توجه اللاعب محمد أبوتريكة إلى منزل الأسرة لمواساتها وأعطى لوالدته مبلغ كبير وبعد عدة أيام أنتقلت للإقامة فى إحدى المساكن الفاخرة وتم تسليمها سيارة جديدة وتسفيرها لأداء العمرة ورسم صورة ابنها على العديد من جدران مبانى منطقة الزيتون بل وتم عمل أغنية مدتها ثلاثة دقائق تنعيه وتحفز الشباب على الثأر له؟
أكتفى بهذا القدر من سرد الوقائع التى تؤكد أن ما يسميه الإعلام تعصب هو ليس كذلك بالمطلق أنه "تعصب كاذب" من فئة مأجورة، سوف يستمر وجودها حيث تدار من خلال جماعة الإخوان التى تسيطر عليها ماديًا وعقائديًا على ساحة الأحداث الرياضية خاصة الجماعية وهو الأمر الذى يحتم علينا أن نستعد من الآن وقبل بدء البطولات الجماعية الجديدة فى التخطيط لمواجهة تلك المحاولات الشيطانية التى تتبانها الخلايا النائمة لجماعة الإخوان على أن يكون هناك رؤية أمنية حاسمة وتشريعات قانونية ملزمة وعمليات إدارية وتنفيذية حاكمة من خلال كافة الأجهزة المعنية بهذا الشأن.
وتحيا مصر..