صناعة وتلوين «العرائس الخشبية».. حكاية فلكلور شرقاوي لتجسيد شخصيات الريف
«العمدة وشيخ البلد والغفير وناظر المزرعة، الفلاحة وحاملة البلاص، بائع العرقسوس والقهوجي، بالإضافة إلى الطبال»، جميعهم شخصيات تميز المجتمع الريفي، إذ عُرف عن محافظة الشرقية منذ القدم تخليد تلك الشخصيات في شكل عرائس خشبية، لاستخدامها في تزيين المنازل وإهدائها للأطفال.
وفي السياق، التقت «الدستور» مجموعة من صانعي وفناني تلوين العرائس الخشبية، حيث قالت إيمان سعيد، مدير معرض الأسر المنتجة بمحافظة الشرقية، إن أصحاب فكرة العرائس الخشبية أبناء محافظة الشرقية، لافتة إلى أن المنتجات تجسد شخصيات ريفية أصيلة معروفة داخل المجتمع القروي، مضيفة أنه يتم استغلال مخلفات الأشجار والأخشاب لإنتاج عرائس تحافظ على التراث الشرقاوي.
أشكال العرائس
وعن أشكال العرائس الخشبية قالت «إيمان»، إنها تجسد جميع الشخصيات المعروفة في الريف، فهناك أشكال للعمدة وشيخ الغفر، والفلاحة التى تحمل «المشنة» أو «البلاص»، وكذلك بائع العرقسوس والطبال وراقص التنورة والمزارع و ناظر المزرعة وغيرهم من الشخصيات التي ترتدي الجلباب والاكسسوارات.
وأوضحت، أن العرائس الخشبية تمر بعدة مراحل حتى تظهر بشكلها المعروف، مؤكدة أنها تتميز بألوانها الكثيرة والزاهية، كما يتم استخدامها للزينة والديكور، أو كألعاب للأطفال، مؤكدة أنه تم تطويرها لعدة استخدامات أخرى إذ أصبحت تُصنع كميداليات، أو للمطاعم ذات الطابع المشابه للمأكولات الشرقية والأكل البيتي، مؤكدة أنه يتم الاعتناء بهذا التراث للحفاظ عليه على مدار السنين.
خطوات تلوين العرائس الخشبية
وفي ذات السياق، قال إسلام السيد عبد الرؤوف، فنان تلوين العرائس الخشبية، إنه احترف هذا الفن كهواية، ثم تحول الموضوع لمصدر دخل ليدر أرباحًا جيدة بالنسبة له.
وأوضح، أن تلوين العرائس الخشبية يمر بعدة مراحل بداية من تبطين العروسة الخشبية بلون فاتح، مرورًا بوضعها على الماكينة الدوارة وبدء التلوين، ثم اختيار ألوان الجلباب والملابس، وكذا الاكسسوارات التى ترتديها السيدات «الكردان والعقد الكبير والحلق»، إلى جانب زرقشة الجلابيب، واختيار ألوان ملابس الرجال من القيادات والفلاحين، وتنتهي بمرحلة الورنيش لتلميع العروسة، وإعطائها مظهرها المعروف.
واستطرد «السيد»، أن جميع الألوان المستخدمة فى هذه الحرفة «مائية»، حيث يتم استعمال الألوان الزاهية لإبراز معالم وفولكلور الريف المصري.
يذكر أن تلك الحرفة أوشكت على الانقراض، إلا أن معارض الأسر المنتجة، بالإضافة إلى عدد من الشباب يسعون إلى تخليدها ومنع اندثارها.