ثغرة أمنية وعمود «السرير».. كيف هرب الأسرى الفلسطينيون من السجن الإسرائيلى؟
تواصل السلطات الإسرائيلية بحثها عن 6 أسرى فلسطينيين فروا، فجر الإثنين، من سجن جلبوع في منطقة بيت شان (شمال إسرائيل)، عبر نفق حفروه من داخل الزنزانة، وانتشرت قوات الشرطة على نطاق واسع في المنطقة بحثاً عنهم باستخدام طائرات مسيّرة وطائرات هليكوبتر، حسب تقرير مصلحة السجون الإسرائيلية.
ويعرف سجن "جلبوع" أنه ضمن أحد أفضل السجون الإسرائيلية على الإطلاق، فكيف تمكن الأسرى من الهرب، وخرق المنظومة الأمنية المُعقدة؟
ثغرة أمنية منذ عام 2014
قال أحد حراس سجن جلبوع لموقع «واللا» العبري: «منذ سنوات، عرفت مصلحة السجون أن هناك بعض نقاط الضعف في السجن، لا سيما في الدوائر الأمنية، حيث تم الكشف عن نفق سابقًا في الجناح 3، والذي تم حفره من قبل مسجونين، ثم وجد أن هناك اختلافات في الارتفاع بين الأرض والصب الخرساني، بحيث تم إنشاء نوع من الفضاء تحت أرضية الزنزانة، وتم الكشف عن هذا الفشل البنيوي في وقت مبكر من عام 2014، ورغم ذلك لم يتم تجديد الزنزانة».
وقال مسئول أمني كبير إن هذه سلسلة من أخطر عمليات "الإغفال"، حيث حفر نفق تحت أنف أحد حراس السجن، وتتساءل الأجهزة الأمنية كيف تم حفر النفق، في الوقت الذي يحظر دخول المعادن إلى الزنزانة؟ وكيف أجروا مكالمات هاتفية من السجن؟
وحسب التحقيقات الأولية، فإن المسجونين استخدموا "عمود السرير" في حفر النفق من داخل حمام الزنزانة، وساعدتهم ظروف الأرضية في الموقع لإتمام العملية.
من جانبه، علق وزير الأمن الداخلي، عمار بارليف، قائلاً: "حادث صعب وخطير ولا ينبغي أن يحدث في دولة إسرائيل".
وأوضح أن «كل الجهود تتركز على القبض على الأسرى، وأن الأمر سيستغرق يومًا أو يومين أو أسبوعًا أو أسبوعين، لكن سيتم القبض عليهم»، وقال الوزير: «في عام 2014 كانت هناك محاولة لحفر نفق، وتم اكتشاف تلك المحاولة».
استنفار أمنى
بدأ الحادث الذي وقع في أحد أفضل السجون في إسرائيل حوالي الساعة 3:25 صباح اليوم الاثنين، بعد أن حدد المزارعون في المنطقة شخصيات مشبوهة في المنطقة، وأبلغوا الشرطة، ثم اتصلت الشرطة بمصلحة السجون التي اكتشفت حينها فقط أن السجناء الستة- جميعهم مسجونون في نفس الزنزانة- قد هربوا، وتم تحديد هويتهم بسرعة.
وتم استدعاء قوات الشرطة والجيش الإسرائيلي إلى مكان الحادث، وبدأت عمليات التفتيش بواسطة طائرات الهليكوبتر والكاشطات، وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن قوات كبيرة بدأت التحقيقات بالتعاون مع الشاباك، وتم إطلاع ضباط الأمن في التجمعات المجاورة على صور الهاربين، وتم إنشاء نقاط تفتيش على الطرق، كما تم إنشاء مركز قيادة موحدة لإدارة الحدث.