أميمة السيسي: هدفي التركيز على المفردات التي شكلت هويتنا
أميمة السيسي، فنانة تشكيلية مصرية لديها شغف بجوانب الحياة المصرية التقليدية وتراثها العريق، حيث تتناول من خلال لوحاتها الفنية مظاهر هذه الحياة في المناطق الشعبية والريفية وصعيد مصر، حيث البيئة المصرية النابضة بالحيوية والغنية بالألوان والتي تنعكس بشدة على موضوعات أعمالها الفنية.
تناولت الفنانة أميمة السيسي عبر معارضها التشكيلية "أبواب بهية "، و"حكايات الغندورة"، و"أيدين تتلف في حرير"، و"السنيورة.. بنت بلادي" جوانب مظاهر الحياة المصرية الشعبية عبر لوحاتها التشكيلية التي تستهدف الحياة في المناطق الشعبية بريف وصعيد مصر. التقتها الدستور للحديث عن مشروعها التشكيلي.
إلى نص الحوار..
حدثينا عن البدايا والدخول الى عالم الفن التشيكلي؟ ومن ثم اختيارك لأن تكون المرأة المصرية عبر بيئات مختلفة من الريف للجنوب مشروعك الإبداعي الممتد؟
* البدايات كانت في طفلة تمسك بالألوان وترسم في أي مكان.. ثم اكتشاف أهلي والمدرسين لموهبتي وتشجيعي وانضمامي لفريق الرسم بالمدرسة. ثم جاءت لحظة الاختيار في الثانوية العامة مابين كلية فنون جميلة وكلية الألسن لدراسة اللغات التي كنت متفوقة بها وأعشقها، فقررت حينذاك دراسة اللغات وممارسة الفن وتعلمه بنفسي.
ولدت في الكويت وقضيت فيها سنوات طويلة عملت خلالها في مجال الترجمة حتى أصبحت مدير الترجمة في عدة مؤسسات عالمية في الكويت ومصر. وطوال هذه الفترة لم تفارق يدي الفرشاة والألوان.
ثم جاءت اللحظة الفارقة عام 2016 حيث قررت التفرغ بالكامل للفن التشكيلي وبدأت بالمشاركة في معارض جماعية في مصر وخارجها فشاركت في معارض دولية في هولندا ودبي وفنلندا ولندن بالمملكة المتحدة والسويد وفرنسا. وأقمت 5 معارض شخصية في مصر ولندن: معرض "أبواب بهية" ومعرض "حكايات الغندورة" ومعرض "مصر… واحة الجمال" ومعرض "إيدين تتلف في حرير" ومعرض "السنيورة.. بنت بلادي".
المرأة المصرية هي أيقونة الإبداع وهي ضمن مشروعي الإبداعي الشامل لتسليط الضوء من خلال لوحاتي على مواطن الجمال في الحياة المصرية التقليدية والتركيز على الإنسان المصري والموروثات والمفردات التي شكلت هويته.
كيف يكون الفن احد وسائط التواصل بين طبقات المجتمع ، وكيف يمكن للفنان طرح قضاياه الكبرى بالفن ؟
* الفن لغة تواصل رفيعة المستوى وإذا استخدم الفنان أدواته وفنه بصدق وركز على أهدافه، سيكون له دور فعّال وأساسي في تغيير المفاهيم وتوصيل رسالته للارتقاء بالمجتمع.
البعض يرى في الفن أن مهمته الرئيسية تحقيق الدهشة على عكس البعض الذي يرى ان دور الفن هو التحريض على طرح اسئلة جديدة متعلقة براهننا ومستقبلنا ؟
* لا تعارض بين الإثنين.. أرى أن يكون الإبهار والدهشة وسيلة وليست غاية.. بمعنى أن يقوم الفنان باستخدام عناصر تثير الدهشة حتى يستطيع جذب المتلقي لطرح قضاياه وتوصيل رسالته.
الفن يعد بمثابة تاريخ لطبيعة حياتنا في فترات تاريخية مختلفة هل هذا يشغلك وان تمارسين تقديم صورة المرأة عبر بيئات مختلفة ؟
* في رأيي أن الفن هو توثيق للحياة.. وبالنسبة لي فأنا أحاول من خلال لوحاتي توثيق مفردات البيئة المصرية التقليدية وتأثير الموروثات على تكوين وهوية الإنسان المصري وإبراز كل ما هو جميل وإن كان بسيط في بلدي مصر المحروسة.
المتابع لمشروعك الفني لا يغييب عنه تلك الروح المنحازة للمرأة وذلك عبر العناوين المختلفة لمعارضك العديدة "من الغندورة ل السنيورة بنت بلادي
* ليس انحيازاً ولكن تقديراً.. فالمرأة المصرية تستحق كل الإعجاب والتقدير .. ففي معرضي "حكايات الغندورة" قمت من خلال لوحاتي برواية حكايات عن المرأة المصرية في مختلف أحوالها وأشكالها وقمت بالتركيز على كيف تعيش المرأة وتتأقلم مع الواقع المحيط بها برغم صعوبته وذلك من خلال رؤيتها لهذا الواقع وللأشياء من حولها بنظرة تفاؤل وهو ما يجعلها تستمر في الحياة.
* أما في معرضي "السنيورة.. بنت بلادي" فقمت بجولة من خلال لوحاتي قي أنحاء مصر المحروسة لتسليط الضوء على بنت البلد المصرية – السنيورة – بكل ما تتمع به من جمال داخلي والذي ينعكس على جمالها الخارجي.. فنراها وهي طفلة وشابة وإمرأة ناضجة وكيف تأثرت بالبيئة المحيطة بها وبكل مفرداتها والتي لعبت دوراً محورياَ في صياغة شخصيتها المصرية الأصيلة.