عبده الزراع: الدولة تهتم بـ«أدب الطفل»
هل مستوى الأدب المكتوب للأطفال في مصر يتراجع؟ وما هي الصعوبات التي تواجه الكتابة للأطفال؟ وما المعايير التي يلتزم بها كاتب أدب الطفل؟ وغيرها من محاور يكشف عنها الكاتب عبده الزراع لــ"الدستور" وتجربته في الكتابة للأطفال.
بداية الكتابة للطفل كتابة صعبة تحتاج إلى موهبة كبيرة واستثنائية، كما تحتاج أيضا إلى قراءات كثيرة ومتنوعة فى علم النفس والتربوي، للتعرف على المراحل العمرية المختلفة، وطببعة كل مرحلة، وضرورة الاطلاع على الآداب الغربية والعربية في مجال أدب وثقافة الطفل، ولكى تكون كاتبًا متميزًا يجب أن تتعامل مع الطفل من خلال المشاركة في ورش الكتابة، وورش الرسم والحكى، حتى تتعرف عن قرب على ما يدور فى عقل ووجدان طفل اليوم.
وتابع "الزراع":"غير صحيح أن مستوى أدب الطفل فى مصر يتراجع، على العكس من ذلك هذا العصر يشهد طفرة كبيرة في مجال الكتابة والنشر والحراك الثقافى الخاص بأدب وثقافة الطفل المصرى، وهذا راجع فى ظنى للمنافسة الشديدة حول الجوائز العرببة الكبرى فى الوطن العربى، جعلت عدد كبير من الكتاب يهتمون بأدب الطفل ربما يفوزون ببعض جوائز، علاوة على اهتمام الدولة بأدب الطفل من خلال وزارة الثقافة المصرية بقطاعاتها المختلفة.. وكذلك وزارة الشباب والرياضة، وقطاع المسرح المدرسي.. وان كنا نطمح الى المزيد من الاهتمام، هذا الاهتمام أوجد زخما ثقافيا كبيرا واهتمام من الكتاب بضرورة انتاج نصوص جيدة كى تجد اقبالا من قبل الطفل المتلقى.. هناك الآن ما يشبه الصراع بين كتاب ومبدعى أدب الطفل.. وخاصة بعد أن أعلنت منذ أيام مؤسسة ساويرس عن مسابقة لأفضل كتاب للطفل لأول مرة، كل هذه الأسباب أدت إلى الاهتمام بقيمة ما يكتبه المبدعون".
وأضاف:"هذا الحراك الذى تحدثت عنه ليس فى مصر وحدها، ولكن على مستوى الوطن العربي وللأمانة أنه اهتمام وحراك غير مسبوق، على مستوى إطلاق الجوائز الكبرى، مثل جائزة الشيخ زايد، وجائزة كتارا، وجائزة خليفة التربوية، وجائزة عزوز، وجائزة آل هزاع، وجائزة شومان وغيرها من الجوائز، والاهتمام المتزايد بطباعة كتب وسلاسل الأطفال الغير مسبوق أيضا، فقد دخلت دور نشر كثيرة مصرية وعرببة فى مجال نشر كتب أدب الأطفال، بالإضافة إلى إقامة العديد من الفاعليات والملتقيات والمؤتمرات الخاصة بأدب وثقافة الطفل العربى.. وان كانت كورونا قد حدت من مثل إقامة هذه الملتقيات فى السنتين الماضيتين، مما أدى إلى ظهور ندوات ومؤتمرات "الأونلاين".. كل هذا الحراك أوجد دخول العديد من الأدباء إلى مجال كتابة الطفل".
وعن المعايير التي يلتزم بها في الكتابة للأطفال، استطرد الزراع: هناك العديد من المعايير التى يجب أن يلتزم بها كاتب أدب الطفل، أولها: بساطة اللغة وتوظيفها بما يتناسب مع المرحلة العمرية التي يتوجه إليها بالكتابة.
ثانيها: مراعاة الخصائص النفسية والتربوية والحرص على بث القيم الجمالية، والقيم الإيجابية فيما نقدمه من أدب للأطفال.. والتنبيه على تجنب القيم السلبية كله وفى إطار الفن، وبعيدا عن التلقين والمباشرة.
ثالثها: البحث عن الأفكار الجديدة التى تتناسب مع عقل ومخيلة طفل اليوم، والتى تساعد على تحريك خياله، واعمال وعقله.
رابعها: مراعاة المراحل العمرية وما يناسبها من أفكار ورؤى، ولغة ، وخيال. خامسها: البحث عن الأفكار المبتكرة التي تدور في عوالم سحرية مدهشة.
وعن تجربته في الكتابة للأطفال قال "الزراع": تجربتى فى الكتابة للأطفال.. تجربة عريضة، ومسيرة حافلة بالإنجازات والإبداعات والإصدارات والجوائز.. على مدار أكثر من ربع قرن أمضيته فى الكتابة للأطفال، فقدمت إنجازا فى شتى مناحي ثقافة الطفل.. فكتبت شعر الأطفال بالعامية والفصحى، ولى أكثر من (١٧) ديوانا منشورا، وفاز ديوانى (أراجوز فنان) بجائزة الدولة التشجيعية عام ٢٠٠٣.
وكرمت من رئيس الجمهورية في عيد العلم فى يناير من عام ٢٠٠٥ مع الفائزين بجوائز الدولة. كما فاز ديوانى (غنواية فى لعباية) الصادر عن هيئة الكتاب فى جزءين بجائزة أدب الطفل باتحاد كتاب مصر عام ٢٠١٦. وكتبت العديد من النصوص المسرحية، وصدر لى (٦) مسرحيات بالفصحى والعامية، ولدى العديد من النصوص التي لم تنشر بعد، وقد نفذت نصوصى المسرحية للأطفال على خشبات مسارح هيئة قصور الثقافه فى القاهرة والأقاليم، كما نفذت بعض النصوص على خشبة المسرح القومي للأطفال، منها مسرحيتي القلم المغرور، وكوكب سيكا، كما نفذت أيضا نصوصى فى المسرح المدرسى، وفازت مسرحيتى (ثورة الألوان) بالمركز الأول على مستوى الجمهورية في مسابقة المسرح المدرسي والتى قدمتها فرقة مدرسة الحمامات بالأقصر عام ٢٠١٥، وفازت مسرحيتى (إمبراطور البلى) بالمركز الثانى مكرر فى التأليف المسرحى، فى مسابقة المهرجان الأول لمسرح الطفل الذى أقامته هيئة قصور الثقافه عام ٢٠٠٩ بقصر الطفل بجاردن سيتى. وكتبت العديد من الاغاني لعروض مسرح الطفل،
وكتبت العديد من القصص للأطفال ، وصدر لى (٨) كتب فى هذا المجال وكان آخرها قصة (البطة والبشاروش) التى نشرت في دار المستقبل للنشر والتوزيع، وشاركت في معرض الكتاب الدولي هذا العام، وفازت قصتى (ألوان عمر) بجائزة أفضل قصة فى المسابقة التى أقامتها كلية رياض الاطفال بالإسكندرية بالاشتراك مع اليونسكو بمناسبة اليوم العالمى للكتاب عام ٢٠١٨.
كما أصدرت كتابى البحثى الأول بعنوان (أدب الطفل وثقافته.. دراسات وبحوث) فى دار السعيد للنشر عام ٢٠١٩ ونشر لى أكثر من (١٥) بحثا منشورا فى مجال أدب وثقافة الطفل، فى مجلات محكمة وكتب المؤتمرات التى شاركت فيها بورقات بحثية، واقمت العديد من الفعاليات والمؤتمرات فى اتحاد الكتاب بصفتى رئيسا لشعبة أدب الأطفال به، وكان آخر مؤتمر عام ٢٠١٩ بعنوان (مسرح الطفل في عالم متغير) وشارك فيه نخبة كبيرة من كتاب وباحثى أدب وثقافة الطفل.
وأسست ملتقى أدب الطفل بدار الأدباء وقدمت العديد من الفعاليات المهمة على مدار عامين متتالين، كما قدمت برنامجا أسبوعيا على صفحتى بفيس بوك بث مباشر، بعنوان (جديد) وأرخت من خلاله لأدب وثقافة الطفل المصري العربي والعالم على مدار عدة شهور وحلقاته موجودة على قناتي يوتيوب.