دار خطوط وظلال تطرح النسخة العربية لرواية «أوراق فرح خاتون»
صدرت حديثا عن دار خطوط وظلال للنشر، النسخة العربية لرواية "أوراق فرح خاتون"، تأليف عيد كوري وترجمة نزار آغري.
ومما جاء في الرواية: "تلوح الشمس قريبة جداً لدرجة أني أرغب في أن أمد يدي كي ألمسها، كي أمرر أصابعي عليها. أرى وجهها مثل وجه امرأة تستيقظ من النوم. وجه لم يغادره النوم بعد ولكن لم تغمره اليقظة أيضاً. وجه رمادي مثل رغيف كان على وشك أن تنساه أمي في التنور.أكان غبار الطرقات قد تجمع وتكثف وبقي عالقاً في الهواء من يوم أمس فعلق بوجه الشمس؟
تسيطر علي الرغبة في أن أنكب على الأرض. أن أتمدد في ساقية الماء التي تروي حقل القطن. أن أركض في الحقل وأمد ذراعي على وسعهما وأغني. أن أهتف بصوت عال: الحياة هي هنا. حياة بسيطة ونقية وصادقة. أريد أن أعيش وأموت في هذه البقعة من الكون. لا أريد العيش في باريس أو لندن أو برلين. أحب الطريق بين كندور وجولي أكثر من شارع الشانزليزيه وأحب تلة مقبرة الإيزيديين أكثر من برج إيفل وأحب التراب على الطرقات أكثر من ناطحات السحاب في نيويورك وأحب التلال الصفراء الصغيرة أكثر من الجبال الخضراء في النرويج.
ــ مختارات من الشعر المعاصر في أمريكا اللاتينية
كما طرحت دار خطوط النسخة العربية لمختارات شعرية بعنوان "الرؤية في ليلة معتمة"، ترجمة دكتور طلعت شاهين. والذي يشير في مقدمته للمختارات إلي: كان الشعر من أوائل الأنواع الأدبية التي أنتجتها أمريكا اللاتينية بعد الغزو الإسباني، لكن البدايات كانت مجرد تقليد للشعر القادم مع المستعمر، تماما كما كانت الفنون الإبداعية الأخرى التي كان المسرح من أهمها، بل بدأت بعض تلك الفنون على أيدي أحفاد الإسبان الغزاة، ومع مرور الوقت تطور الأمر وبدأت الأجيال الجديدة تعرف طريقها إلى إبداع أمريكي لاتيني خالص، على الرغم من وحدة اللغة.
ويضيف "شاهين": ثم كان 1888 عاما فاصلا في تاريخ أدب أمريكا اللاتينية بصدور كتاب "أزرق Azul" للكاتب والشاعر روبين داريو، فقد كان البداية الحقيقية لانفصال الأدب والشعر في أمريكا اللاتينية عن تبعية الشعر في إسبانيا نهائيا، بل إن تأثير هذا الكتاب امتد إلى الأجيال الجديدة التي كانت تكتب الشعر في إسبانيا فتحول التأثير باتجاه معاكس، وتحول الهامش (دول أمريكا اللاتينية) إلى مركز الإبداع والتأثير، فيما تحول المركز القديم (إسبانيا) إلى هامش يتلقى الإبداع القادم عبر المحيط ويتأثر به في جميع مجالات الإبداع وبشكل خاص الرواية والشعر.
وتطور الأبداع الشعري في تلك القارة حتى بلغ العديد من شعرائها القمة، وحصل العديد منهم على جائزة نوبل الآداب بداية من الشاعرة التشيلية "جابرييلا ميسترال" التي حصلت عليها عام 1945 وتبعها تشيلي الآخر "بابلو نيرودا" أو المكسيكي "أوكتافيو باث" الذي حصل عليها عام 1990، وهنا نتحدث عن الشعراء من تلك البلاد لأن عددا آخر من مبدعيهم في مجال النثر فاز بتلك الجائزة العالمية، كما فاز عدد كبير من شعراء تلك القارة بجائزة "ثرفانتيس" التي تمنحها الأكاديمية الإسبانية لأفضل الكتاب الناطقين باللغة الإسبانية، والتي يعتبرونها بمثابة جائزة نوبل للأدب المكتوب بتلك اللغة.
ربما كانت الرقعة الجغرافية الواسعة التي تمتد عليها أمريكا اللاتينية كقارة، وما يعني ذلك من تنوع في نطق اللغة وكتابتها إضافة إلى التأثيرات المحلية الخاصة بكل منطقة أثرها في تعدد مشارب مبدعيها وموضوعاتهم وطريقتهم في تناول تلك الموضوعات حتى أصبح التعامل مع كل إنتاج أمريكا اللاتينية الشعري بشكل جمعي صعبا للغاية. من هنا تأتي أهمية هذه المختارات التي يقدمها هذا الكتاب الذي يحمل عنوانا دالا مأخوذا من عنوان قصيدة للقس الثائر المعروف الشاعر ارنستو كاردينال، وتضم هذه المختارات أشعارا أبدعها شعراء وشاعرات تلك القارة المتسعة منذ القرن السابع عشر وحتى وقتنا الراهن.