وزير القوى العاملة يدعو للتكاتف لاستعادة الكيان العربي بكل قوته
افتتح وزير القوى العاملة محمد سعفان اليوم الإثنين، أعمال الدورة الرابعة عشرة للمؤتمر العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب التي تعقد بالغردقة، بحضور رؤساء وأعضاء الاتحادات العمالية العربية والمهنية وممثلي المنظمات العربية والعالمية، وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، والنقابات العمالية.
وينتخب المؤتمر قيادة جديدة تقود الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب خلال الخمس سنوات المقبلة تتمثل في "رئيس للمجلس المركزي، وأمين عام، ونائب ومساعدين للأمين العام، وأمانة عامة"، كما يناقش المؤتمر مجموعة من الملفات والقضايا التي تخص عالم العمل والعمال، خاصة البطالة والتشغيل، وتداعيات الاحتلال الإسرائيلي على العمال العرب في الأراضي العربية المحتلة، وأثار فيروس كورونا على العمال العرب، ودور النقابات العمالية خلال المرحلة المقبلة لمواجهة كل التحديات، لا سيما التي تمس حقوق العمال المشروعة، وتهدد الوطن وسلامة أراضيه.
حضر الافتتاح فايز المطيري مدير عام منظمة العمل العربية، وغسان غصن الأمين العام للاتحاد الدولي للعمال العرب، ومحمد أبوزيد ممثل منظمة الوحدة النقابية الإفريقية، واندا انستانسكي ممثل الاتحاد العالمي للنقابات، وحنا فيرفا ممثل اتحاد نقابات بيلاروسيا.
في مستهل كلمته رحب وزير القوى العاملة بالحضور على أرض الكنانة مصر، متمنيًا طيب الإقامة وقضاء وقت طيب في مصر أرض أقدم الحضارات التي قامت على سواعد أبنائها، حيث يرجع الفضل الأكبر في استمرار وازدهار هذه الحضارة القديمة إلي إيمان المصري القديم بقيمة العمل، وتقديسه للإنتاج.
وقال: يشرفني دائمًا أن أكون اليوم بين هذه الكوكبة من القيادات النقابية الممثلة للعمال العرب علي المستوي العربي ليس فقط كوزير للقوى العاملة، ولكن كأحد أبناء الاتحاد العام لنقابات عمال مصر الذي قضيت فيه سنوات عديدة منذ أن بدأت عملي النقابي منذ ما يزيد عن الثلاثين عامًا، وأشرف دوما بانتمائي إليه، وأعلم جيدًا حجم التحديات التي يواجهها، وحجم الجهد الذي يبذله زملائي النقابيين من أجل مصلحة العمال والمحافظة على حقوقهم.
وأكد سعفان أن العمال العرب يشكلون 90% من الشعوب العربية، لذا فإننا عندما نخاطب المنظمات النقابية العمالية فإننا نخاطب شعوب العالم العربي كلها، وندعوهم إلى التكاتف وتحقيق الوحدة العربية التى نحن بحاجة شديدة إليها لاستعادة الكيان العربي بكل قوته، رافعين شعار الاتحاد "قوتنا في وحدتنا" في مواجهة التفكك والتعددية العشوائية.
وأعرب وزير القوى العاملة عن أمانيه أن يحقق هذا الاتحاد الدولي في دورته الجديدة حياة أفضل للعمال ورفع مستوى معيشتهم، وضمان حق العمل وتوفير الضمان الاجتماعي والصحي لهم، فضلًا عن توحيد التشريعات العمالية التي تخص العمال العرب علي المستوي العربي.
وقال الوزير: لعل جمعنا اليوم بعاصمة البحر الأحمر - الغردقة تأكيدًا على اهتمام الحكومة المصرية بالحركة النقابية العمالية عمومًا، والنقابية علي المستوي العربي علي وجه الخصوص، وذلك إيمانًا بدورها الفعال ورغبتها في تقديم الدعم والمساندة للنقابيين الذين يبذلون كل الجهد من أجل القضايا العمالية ومصلحة العمال، حيث يمثل العامل الثروة القومية الحقيقية للبلدان، ولا شك أن شعور العامل بالأمن والاستقرار في العمل ينعكس على زيادة الإنتاج كمًا ونوعًا.
وهنا أحب أن أؤكد اهتمام الحكومة المصرية بشكل عام ووزارة القوى العاملة بشكل خاص بالعامل والحفاظ علي حقوقه وتوفير بيئة عمل آمنة له، لذا فقد استطعنا من خلال مشروع قانون العمل الجديد الذي تم وضعه بتوافق بين أطراف العمل الثلاثة "الحكومة وأصحاب الأعمال والعمال" ضمان حقوق العامل وتحقيق علاقة متوازنة بين طرفي العملية الإنتاجية، كما نعمل بكل جد على تطبيق اشتراطات السلامة والصحة المهنية على كافة المنشآت اتساقا مع ما أقرته معايير العمل العربية والدولية والتي أعطت الحق للعامل في العمل في ظروف عمل آمنة وبيئة عمل خالية من حوادث أو أمراض العمل التي تهدد حياته وصحته ومصدر دخله.
كما أكد أن الدولة المصرية نجحت في تحقيق توازن كبير بين الحفاظ علي صحة المواطن واستمرار عجلة الاقتصاد مع الأخذ في الاعتبار التدابير والإجراءات الاحترازية للتخفيف من حدة انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، واتخذت الحكومة بتوجيهات من القيادة السياسية المتمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي عددا من الإجراءات الاقتصادية والاجتماعية للتخفيف من حدة تداعيات الفيروس، من خلال مساندة القطاعات الاقتصادية والفئات الاجتماعية الأكثر تأثرا بهذه الأزمة، وتكفلت الدولة بمخصصات مالية كافية لتمويل حزمة الإجراءات المستهدفة بتنفيذ الخطة الشاملة لمواجهة الجائحة للعمل على تخطي تلك الأزمة ومعالجة آثارها السلبية.
فعلي سبيل المثال فيما يتعلق بالعمل والعمال، وتنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بتخفيف الأعباء علي قطاع السياحة قام صندوق إعانات الطوارئ للعمال المنشئ بوزارة القوي العاملة بصرف أجور العاملين بالسياحة بجانب قطاعات أخرى من المتضررة بالجائحة حتى الآن بلغت ما يزيد عن مليار جنيه، وفي إطار هذا التوجيهات لرعاية الفئات الأولى بالرعاية تم صرف أكثر من 6 مليارات جنيه على 6 دفعات للعمالة غير المنتظمة بواقع 500 جنيه في كل دفعة، وتعتبر مصر الوحيدة علي مستوى العالم التي قامت بمثل هذا الدعم للعمالة المتضررة من جائحة كورونا.
وقال إن أهم أسباب النجاح والتغلب على هذا الوباء وعبور الأزمة بسلام هي إيقاظ وعي الشعوب بجميع فئاتهم، بإحياء مفهوم المسئولية المشتركة بين الجميع بلا استثناء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "كُلكُمْ راعٍ، وكُلكُمْ مسْئُولٌ عنْ رعِيتِهِ، الإِمامُ راعٍ ومسْئُولٌ عنْ رعِيتِهِ، والرجُلُ راعٍ فِى أهْلِهِ وهُو مسْئُولٌ عنْ رعِيتِهِ".
وأشار إلي أنه هنا لست بحاجة إلى التذكير بأهمية العمل والعمال لنا جميعًا، باعتبارهم عصب عملية الإنتاج والتنمية البشرية، والمحرك الرئيسي لعجلة الاقتصاد، والتي تتأسس عليه عملية نمو المجتمعات والدول، خاصة في هذا التوقيت الحرج، الذي أظهر بالواقع العملي مقدار تلك الأهمية، فنحن جميعا فى وطن واحد والخطأ من بعضنا مهما كان صادرًا عن حسن نية قد تكون نتيجته كارثية وخيمة على أمتنا العربية الغاليه خلال الفترة القادمة.
وأحب أن أؤكد تأييدنا ودعمنا الكامل لقضية العرب الأولي والمحورية، ألا وهي القضية الفلسطينية، وإدانة الممارسات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، ضد الشعب الفلسطيني بصفة عامة وضد العمال الفلسطينيين بصفة خاصة، ومساندتها للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية حتي إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس العربية. وأحب أن أؤكد علي عدة نقاط مهمة وهي: إن القضية الفلسطينية تأتي فى صدارة اهتمامات مصر "حكومة وأصحاب أعمال وعمال"، وإن موقف مصر سيظل ثابتًا للوصول إلي حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية، ونؤكد علي دعم مصر الكامل لجهود الشعب الفلسطيني للحصول على كل حقوقه المشروعة ورفضها لأي إجراءات أحادية ترمي لتكريس واقع الاحتلال على الأرض.
قبل أن اختتم كلمتي أود أن أنتهز هذه الفرصة لأؤكد على أنه قد بات ملحًا وعاجلًا أن نتكاتف جميعًا لمواجهة ظاهرة الإرهاب الأسود الذي لا يعرف الحدود وليس له وطن ولا دين فهو لا يشكل خطرا على أمه بذاتها وإنما يهدد الإنسانية بأسرها ويحاول العبث بمقدرات الشعوب وارهابها والنيل من أمنها واستقرارها، فلا يقتصر دور الحركات النقابية على الاهتمام بالعامل وقضاياه فحسب وإنما لابد أن يمتد إلى التحفيز على العمل وزيادة الإنتاج باعتباره الدرع الأقوى لمحاربة الفكر المتطرف الذي يسعى أهل الشر لزرعه في أوساط العمل.
وفي ختام كلمته قدم الوزير الشكر للقائمين على تنظيم هذا الحشد النقابي العربي، والجهد المبذول لخروجه بالصورة المشرفة، متمنيًا أن تثمر مناقشات الدورة الرابعة عشرة إلى بلورة رؤية نقابية عمالية عربية يمكن من خلالها وضع استراتيجية تعمل علي تحقيق مستقبل عمل أفضل للعمال العرب ، وعودة الاتحاد الدولي للعمال العرب إلي سابق عهده، كما نتطلع لوضع سيناريوهات يمكن من خلالها التعامل مع أي أزمات مستقبلية قد يتعرض لها.