تقارير دولية: إثيوبيا تعاني من أزمة إنسانية غير مسبوقة بسبب الصراع في تيجراي
لا تزال وسائل الإعلام الدولية تحذر من تفاقم الأوضاع في إقليم تيجراي بشمال إثيوبيا، لا سيما مع اتساع رقعة الحرب الأهلية واستمرار إراقة الدماء والمجاعة، في ظل صعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين ما أدى إلى نفاذ المخزون من الطعام وارتفاع خطر الموت نتيجة المجاعة في الدولة المنقسمة بشدة.
4 ملايين مواطن إثيوبيي يعانون
وقالت شبكة تلفزيون الصين الدولية CGTN، إن إثيوبيا تعاني من أزمة إنسانية غير مسبوقة، نتيجة لاستمرار الصراع في تيجراي أقصى شمال البلاد، في ظل عرقلة الحكومة لمحاولات وصول المساعدات الإغاثية الضرورية لسكان الإقليم المهددين بالمجاعة.
وأوضحت الشبكة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إلى أن أكثر من 4 ملايين مواطن فى إثيوبيا يعانون من عواقب استمرار الصراع في تيجراي، مضيفا أنه في أسبوع واحد فقط، نزح حوالي 300 ألف شخص من تيجراي إلى المناطق المجاورة.
ولفتت إلى الوكالات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية تندد بالقيود التي تفرضها الحكومة في أديس أبابا على وصول المساعدات؛ حيث تؤكد الأمم المتحدة عدم دخول أي شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى تيجراي منذ 20 أغسطس الماضي.
وتابعت "يعتقد برنامج الغذاء العالمي أن هناك حاجة إلى 100 شاحنة كل يوم لتلبية احتياجات السكان في المنطقة ، وهو أمر لا يحدث".
منظمات أممية تتهم الحكومة الإثيوبية بمحاصرة تيجراي
وتتهم الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي النظام الإثيوبي بمحاصرة تيجراي ومنع تقديم الطعام والمساعدات الأخرى لملايين الأشخاص، حيث يواجه مئات الآلاف ظروف المجاعة في أسوأ أزمة جوع في العالم منذ عقد.
وكشف أحدث تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تحديثه الأسبوعي عن الوضع الإنساني في تيجراي عن أن مخزون المساعدات الغذائية في الإقليم الشمالي قد نفذ تماما، فيما توقفت عمليات التوزيع الجديدة للأغذية؛ نتيجة للحصار الذي تفرضه الحكومة على المنطقة ومنعها قوافل المساعدات من المرور.
وأفاد التقرير الأممي أن أكثر من 3 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية في الجولة الحالية لتوزيع الغذاء، بما في ذلك 547 ألف شخص خلال الأسبوع الماضي فقط، مشيرًا إلى توزيع تلك المساعدات الضرورية تأخر كثيرا.
كما جاء في التقرير أن أكثر من 5.2 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية ماسة في تيجراي، لافتا إلى أن الوكالات الإنسانية لا تزال تواصل تقديم المساعدة الحيوية إلى الإقليم المحاصر باستخدام الإمدادات المتاحة.
منظمات إغاثية تعلق مساعداتها لإقليم تيجراي بسبب تعنت إثيوبيا
ودفع هذا الوضع الإنساني المتدهور في تيجراي، واستمرار القتال، إلى إجبار الكنيسة الكاثوليكية، التي تنسق المساعدات بدعم من منظمة كاريتاس الدولية ومنظمات كاثوليكية محلية ودولية أخرى، لتعليق مساعداتها للسكان المدنيين رغم حاجتهم الشديدة لها، حسبما أفاد موقع "فاتيكان نيوز" الإيطالي.
وأرجع الموقع السبب في وقف الكنيسة الكاثوليكية مساعدتها إلى حالات القتل العشوائي والعنف بجميع أنواعه ضد جميع المدنيين دون تفرقة، بما في ذلك العنف الجنسي على نطاق واسع، مشيرا إلى أن العديد من الهيئات الدينية بما في ذلك المجلس العالمي للكنائس وأميسيا، وهو اتحاد مؤتمرات الأساقفة في شرق أفريقيا، إلى جانب عدد من الأساقفة الإريتريين، كانوا قد طالبوا الحكومة الإثيوبية بضرورة إنهاء العنف والقتال والبدء في التسوية السلمية للنزاع.