أسباب ارتفاع أسعار الطماطم
ارتفاع في أسعار الطماطم بالإضافة إلى رداءة جودة ثمرتها، أمر بات ملحوظًا لدى الكثير من المواطنين مما دفع إلى إثارة تساؤلاتهم حول أسباب ذلك، الوضع الذي جعل البعض يستبدل هذا المحصول بمعجون الصلصلة، والآخر فضل شراء أقل الكميات التي يحتاج إليها في ظل ما أسماه أزمة ذلك المحصول الحيوي.
في هذه السطور نتعرف على أسباب ارتفاع أسعار محصول الطماطم ورداءة جودة ثمرته.
ففي جولة لـ"الدستور" حول العديد من أسواق الخضروات في كل من منطقة المعادي والجيزة وحي شبرا، تبين أن سعر محصول الطماطم في المتوسط تراوح بين الخمس جنيهات إلى السبع جنيهات حسب المستوى الاقتصادي والمعيشي للمنطقة.
من جانبه أكد حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب عام الفلاحين، أن الارتفاع الجنوني الذي وصل بأسعار الطماطم هذا الموسم لم تصل إليه منذ عدة سنوات، وذلك يرجع إلى ضعف إنتاجية بعض أنواع بذور الطماطم، بسبب تقاوي وبذور الطماطم المغشوشة ذات الإنتاجية الضعيفة والمتأخرة، والتي لا تستطيع مقاومه العوامل المناخية والأمراض التي تصيب المحصول، مؤكدًا دورها في قلة المعروض من إنتاجية الطماطم، وبالتالي ارتفاع أسعارها.
وأضاف "أبوصدام"، في تصريحات لـ"الدستور"، أن مصر تستورد ما حوالي 98% من تقاوي وبذور الخضروات، وهو الأمر الذي وصفه بأنه يهدد مستقبل هذه الزراعات مع تفشي ظاهرة غش التقاوي وتقليدها.
وطالب نقيب الفلاحين من وزارة الزراعة بتوفير تقاوي وبذور مضمونة وبأسعار مناسبة من الخضراوات الأساسية كالبطاطس والطماطم لمنع استغلال تجار التقاوي للفلاحين، موضحا أن الفلاحين يحصلون على تقاوي هذه الخضروات بأسعار مرتفعة جدًا ومن أماكن غير مضمونة، وذلك في غياب ظاهر لدور وزارة الزراعة في توفير هذه التقاوي وضعف عمليات مراقبة المشاتل ومحلات بيعها.
وأوضح أنه لا يجب أن نغفل دور ارتفاع درجات الحرارة التي تساهم كذلك في قلة إنتاجية بعض المحاصيل وانتشار الأمراض والحشرات، مما قد يؤدي لدمار بعض المحاصيل الأخرى.
كما طالب الدولة بالإسراع في تنفيذ البرنامج الوطني لإنتاج التقاوي والبذور المتطورة، وسرعة الانتهاء من المشروع القومي لزراعة الـ100 ألف فدان من الصوب الزراعية الحديث، بالإضافة إلى ضرورة توفيرها الأدوات اللازمة لبناء الصوب بكميات كافية وبأسعار مناسبة للمزارعين للتوسع في هذه الطريقة من الزراعة ذات الانتاجية العالية والموفرة للمستلزمات الزراعية، كما طالب كذلك بتقديم الإرشاد الكافي والدعم المالي والفني للراغبين في إنشاء صوب على أراضيهم، وتسهيل إنشاء الصوب وسهولة إعطاء الرخص والموافقات الحكومية المطلوبة لإنشاء هذه الصوب.
يُذكر أن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، تشن العديد من الحملات المكثفة على أسواق بيع وتداول تقاوي المحاصيل الصيفية، وذلك من خلال لجان متابعة لعمليات التسليم، لضبط الأسواق والتصدي لأية مخالفات تحول دون وصول الدعم للمزارعين، وذلك بعدما تمكنت لجان المتابعة من ضبط عدد من المخالفات لبيع شكاير مزورة تحمل اسم الوزارة.
والجدير بالإشارة إلى أن فدان الطماطم ينتج ما بين 22 و25 طنًّا في الموسم الواحد.