الكاتبة العراقية لينا مظلوم: مصر تسعى لإحياء الدور العربى
أكدت لينا مظلوم الكاتبة العراقية، أن مشاركة مصر بوفد رفيع المستوى بقيادة الرئيس عبد لفتاح السيسي في "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" لم يكن بروتوكوليا فقط وإنما كان مؤثرا، حيث تسعى مصر لإحياء الدور العربي ومنع التدخلات الخارجية في شؤون دول المنطقة.
وأضافت لينا مظلوم، في تصريحات لـ"الدستور"، أن هذا المؤتمر يعتبر انتصارًا دبلوماسيًا لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لأنه شخص يقف خارج معادلات المحاصصة الطائفية أو الحزبية.
دور مصري فاعل بالمنطقة العربية
وشددت الكاتبة العراقية على أن حضور مصر لـ "مؤتمر بغداد" لم يكن بروتوكوليًا فقط؛ بل أكبر من هذا بكثير لأن مساعي السياسية الخارجية المصرية منذ عام 2013 تتعلق بإحياء "اللُحمة العربية" بعد غياب كبير بجانب احتواء دور الدول الإقيليمة وتطويقها، وهذا الأمر سيساعد في حل أزمات العراق المزمنة.
وقالت لينا مظلوم، إن دعم مصر لاستقرار العراق سيمثل استقرارًا كبيرًا للمنطقة أيضًا واتضح هذا الأمر في التواصل الكبير والمستمر بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، كما أن مصر يعنيها أيضا ترسيخ العلاقات بين الدول العربية والإقيليمة على أسس مصالح مشتركة وليس تعامل هذه الدول مع الدول العربية على أنها دول مريضة يراد تقسيمها؛ لذا سياسية الاحتواء هي المناسبة وسط كل التحديات التي تعاني منها المنطقة وهي سياسة ذات نظرة بعيدة.
مشاركة أوروبية مهمة
وأشارت الكاتبة العراقية إلى أن حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" لم يكن حضورا عاديا لأن فرنسا تريد السعي لتبوء مكانة خاصة وكذلك الاتحاد الأوروبي مثلته فرنسا في هذا الاجتماع حيث استيقظ الأوروبيين الأسبوعين الماضين على مخاوف من تشجيع بؤر الفوضى وعدم الاستقرار بسبب ما جرى في أفغانستان، خصوصا وأن التحديات في العراق تشمل جوانب عدة على رأسها تنظيم داعش الإرهابي ومليشيات منفلتة تملك سلاحا كثيرا وتعلن بكل تبجح عدم خضوعها لسيطرة الحكومة العراقية.
واعتبرت لينا مظلوم، أن انعقاد مؤتمر بغداد يأتي في توقيت حرج قبل الانتخابات البرلمانية العراقية في العاشر من أكتوبر المقبل، وهذا الموعد ليس مجرد تاريخ لإجراء الانتخابات فقط ولكن أكثر من استحقاق سياسي لأنه سيضع العراق أمام مفترق تاريخي وخطير إما استقرارا سياسيا وعملية سياسية أو عودة لحلقة الفوضى والتظاهرات الشعبية التي انطلقت في كل بقعة من العراق منذ سنوات كما أن الشارع العراقي لن يقبل بعد هذه التضحيات بأقل من تلبية مطالبه المشروعة، وسيرفض أن تخرج الانتخابات بالصور التي كانت تجرى بها منذ 2003.
ما بعد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة
وأكدت الكاتبة العراقية أن "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" سيكون بداية قوية لمشرعات إعادة الإعمار إذا سار على وتيرة اجتماعات القمة الثلاثية بين مصر والعراق والأردن، لأن "مؤتمر بغداد" لا يمكن فصله بمعزل عن التنسيق الثلاثي بين القاهرة وبغداد وعمان الذي جمع قادة ومسؤولي البلدان الثلاثة بشكل مستمر ومتبادل في عواصم الدول الثلاث.
ورأت لينا مظلوم، أن العراق يتوسع الآن في دائرة حلفائه عبر "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" وإذا خرجت توصيات هذا المؤتمر أو قرارته ونفذت مثل قرارات القمة الثلاثية وسارت على نفس الإيقاع الجاد الذي حدث مع مخرجات تعاون مصر والعراق والأردن الثلاثي، وألا يقتصر على مجرد توصيات نظرية فسوف يكون لـ"مؤتمر بغداد" صدى وأهمية إيجابية.